سعدان وفّق في كل خياراته وتغييراته التكتيكية ''الشيخ'' يجدد تفوّقه على ''الثعلب'' ويحرج ''المعلّم''

أثبت المدرب الوطني رابح سعدان بما لا يدع مجالا للشك، جدارته وكفاءته العالية في قيادة المنتخب الوطني، بعد أن تمكّن من الانتصار في كل المعارك التكتيكية التي خاضها منذ انطلاق مشوار التصفيات المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم 2010، فضلا على تعامله الجيد مع الوضعيات الصعبة التي مر بها ''الخضر'' طيلة مشوار التصفيات. جدد ''الشيخ'' سعدان، سهرة أول أمس، تفوقه على ''الثعلب'' الفرنسي هيرفي رونار مدرب زامبيا، بعد أن تمكّن من الفوز عليه ذهابا وإيابا. كما وضع الفوز الباهر لـ''الخضر'' مدرب المنتخب المصري ''المعلّم'' حسن شحاتة في حرج كبير، وهو الذي كان يتمنى رفقة مواطنيه تعثر الجزائر أمام زامبيا قصد الحفاظ على آمال مصر في المنافسة على التأشيرة المؤهلة للمونديال، خاصة بعد الإنجاز الهائل الذي عاد به ''الفراعنة'' من كيغالي بفوزهم على رواندا. تفوّق سعدان التكتيكي على منافسيه، لم يكن وليد الصدفة أو الحظ، حيث أثبت ذلك في مناسبات عديدة، بدءا بالمباراة قبل الأخيرة من الدور الأول للتصفيات أمام السنغال التي جرت يوم 5 سبتمبر من العام الماضي، حيث كانت الجزائر متأخرة بهدف، قبل أن يقلب سعدان الموازين في الشوط الثاني بإقحامه اللاعب ياسين بزاز الذي ''عاث فسادا'' في دفاع السنغال مسجلا هدف التعادل وساهم في الهدفين الآخرين، وهو ما منح الجزائر صدارة المجموعة وساهم في تأهلها إلى الدور الثالث، الذي بدأه ''الخضر'' باحتشام بعد أن ضيّعوا فوزا كان في متناولهم في رواندا أمام المنتخب المحلي، حيث كان سعدان قد مال إلى اللعب الدفاعي منتهجا خطة 4ـ 4ـ 2 إلا أنه تدارك الأمور في المباراة الثانية أمام مصر، وانتهج ''الخطة الشهيرة''3ـ 5ـ 2 معتمدا على غزال وجبور في الهجوم. فبعد شوط أول سلبي، قام ''الشيخ'' بتغيير طفيف لمركز زياني في الملعب، وهو ما أتى بثماره، حيث كان لاعب فولزبورغ الألماني وراء الأهداف الثلاثة المسجلة أمام حيرة ''المعلّم'' شحاتة (كما يحلو للمصريين تسميته) الذي استسلم للأمر الواقع ولم يكن يتوقع أبدا أسوأ من هذا السيناريو. وكرر سعدان تفوقه التكتيكي في مدينة ندولا الزامبية، أين خاضت الجزائر مباراة الجولة الثالثة أمام زامبيا، وأثمرت خطة 253 مرة أخرى بفوز ثمين وغال جدا 0ـ 2 حيث قام سعدان بتغيير ''سحري'' في الشوط الثاني بإقحام صايفي، الذي سجل بالفعل الهدف الثاني وهدف الأمان بعد دقائق فقط من دخوله، كما حسم سعدان أيضا الحرب النفسية التي أعلنها ''ثعلب'' زامبيا هيرفي رونار لصالحه، حيث رد على زميله في الميدان، وتكرر ذلك في مباراة العودة سهرة أول أمس، أين نجح سعدان في إيجاد الوصفة السحرية لافتكاك نقاط الفوز من منتخب زامبي أسال لنا العرق البارد. وكان لسعدان ما أراد، حيث غامر بتغيير طفيف في خط الهجوم بإقحام صايفي الذي اعتاد اللعب كـ''جوكير'' مكان مهاجم سيينا عبد القادر غزال، وهو ما لقي تذمرا كبيرا من طرف الأنصار. وحطم سعدان مقولة ''لا يجب تغيير الفريق الذي يفوز''. كما غيّر أيضا الخطة في الشوط الثاني من 3ـ 5ـ 2 إلى 4ـ 4ـ ,2 وأقحم مراد مغني الذي أبدع في خطي الوسط والهجوم، حيث منح لهما انتعاشا كبيرا أثمر بالهدف الوحيد. وقبلها كان المدرب الوطني قد كسب الرهان أمام منتخب الأورغواي، حيث حسم ''الخضر'' المباراة لصالحهم بفضل هدف من جبور، وبتمريرة سحرية من البديل رفيق صايفي.