جزائر الحركى

نشرت ''الوطن ويك أند'' في عدد السبت الماضي حوارا مع الصحفي والسينمائي الفرنسي، رابح زنون، ذي الأصول الجزائرية، دافع فيه هذا الأخير عن والده الحركي، الذي قال إنه أجبر تحت ضغط بعض مناضلي الأفالان على الالتحاق بصفوف الجيش الفرنسي، وقال فيما قال إن أبناء الحركى بفرنسا يدفعون ثمن خيارات آبائهم! حوار كهذا كان ممنوعا خلال سنوات الحزب الواحد، حتى ولو أنه يلقي الضوء على جانب كبير من حقيقة هذه الشريحة، شريحة الحركى، وعلى معاناتها، لكنه بفضل ديمقراطية أكتوبر 88 صار كل شيء ممكنا، وفتحت أبواب الصحافة أمام أبناء الحركى، ليس للحديث عن معاناتهم فحسب، بل أيضا لصنع تاريخ مزيف لآبائهم· صحيح أن أبناء الحركى من المفروض أنهم لا يتحملون أخطاء، أو بالأحرى خيارات آبائهم، مثلما يتوارث أبناء الشهداء شرف شهادة آبائهم، فنحن لم نعد في زمن قانون الأنديجينا الذي يعاقب أهل أو عشيرة المتهم، على أخطاء لم يرتكبوها، لكن هذه العودة لأبناء الحركى بقوة في الصحافة الجزائرية يعد خطرا سنجني لا محالة أشواكه، خاصة عندما يتعلق الأمر بخلط الأوراق التاريخية، فقد امتدت أياد آثمة لتزوير وقائع تاريخية، والمؤسف أن ذلك يتم بتواطؤ من مجاهدين حقيقيين تمت غوايتهم بالمال فخانوا الأمانة، أو مزيفين من مصلحتهم خلط الوقائع ونشر البلبلة حتى لا تكشف حقيقتهم· لكن المشكل لا يتعلق فقط بأبناء الحركى الذين هاجر آباؤهم إلى الضفة الأخرى، وإنما هؤلاء الذين مازالوا بيننا يتطاولون على الشهداء والتاريخ، أمام مرأى من الدولة ومنظمات المجاهدين وأبناء الشهداء· وللحديث بقية···
حدة حزام