الجزائريين حسب السلطات الفرنسية إرهابيون

وأنا أقرأ خبر فرض باريس على كل شركات العالم المتوجهة إلى مختلف مطارات فرنسا تقديم معلومات مسبقة حول المسافرين من الجنسية الجزائرية على متن أسطولها الجوي إلى مصالح الاستعلامات الفرنسية المكلفة بأمن المطارات.. وعندما نقول معلومات عن المسافرين الجزائريين، ليس ما تعلق فقط بالاسم واللقب وتاريخ الازدياد والعنوان الشخصي ورقم جواز السفر وإلى غير ذلك من المعلومات التي عادة ما تدون أثناء الدخول والخروج من مختلف مطارات العالم، بما فيها حتى الخطوط الداخلية، كما هو معمول به في الجزائر. لكن معلومات أخرى أكثـر دقة حول السفرية، كطريقة التسديد والفندق أو الشخص الذي ينزل عنده المسافر الجزائري، وما إلى ذلك من المعلومات التي يفترض أنها شخصية ولا تعني مصالح استعلامات فرنسية في شيء، لأن الأمر يتعلق بعامة المسافرين، وليس بأشخاص مشبوهين أو مطلوبين. وعليه فلم يبق سوى معرفة نوعية الملابس الداخلية للجزائريين الذين تجبرهم ظروفهم على التوجه إلى فرنسا... وكل هذا يدخل في إطار إجراءات مكافحة الإرهاب، وهو ما يعني أن كل الجزائريين حسب السلطات الفرنسية إرهابيون إلى أن يثبتوا براءتهم. بل كلهم في وضعية إفراج مؤقت وتحت الرقابة المشددة لمصالح الاستخبارات الفرنسية... وإذا ما اعتبرنا سلطات باريس حرة في إدارة شؤونها وحماية ترابها ومواطنيها من عمليات إرهابية محتملة، فإن تدخل فرنسا بمصالحها العسكرية المختلفة في دول الساحل على الحدود الجزائرية لا يمكن وضعه إلا في خانة المناورة السياسية والبحث عن النفوذ.
رغم هذا فالجزائر كما يقال في لغة الديبلوماسية ''منزعجة'' من التصرفات الفرنسية... وهذا موقف غير رسمي، لأن الموقف الرسمي هو أن العلاقات الجزائرية الفرنسية على أحسن ما يرام، وأنها في تطور مستمر بما يخدم مصلحة الشعبين... الله أكبر. صحيح أن اللغة الديبلوماسية لا تعكس بالضرورة حقيقة العلاقات الثنائية بين البلدين، لكن أن تصبح الديبلوماسية وسيلة لتبرير الإهانة والدوس على كرامة بلد بكامله، فإن الكلمة الوحيدة التي يمكن أن نعرّف بها هذا الموقف السلبي للسلطات الجزائرية هو ''الجبن'' والخوف على فقدان امتيازات ومصالح شخصية. فما أكثـر الجبناء في هذا البلد الذي اختزل مسؤولوه كرامة الشعب برمته في مصالحهم الشخصية.