تحت شعار ''حتى لا ننسى...'' جزائريون يتداولون شتائم المصريين في أقراص مضغوطة

يتداول الجزائريون حاليا، أشرطة مضغوطة بها أغلب الحصص التلفزيونية، التي تعرضت فيها الجزائر شعبا ورموزا لمختلف الشتائم والسب والإهانة.
الهدف من تداولها واحد ووحيد وهو ''حتى لا ننسى...''.
الجزائريون لم يتابعوا فقط حصص الكراهية التي بثتها الفضائيات المصرية، بل قاموا بتسجيلها دون إغفال أي واحدة منها، ليتم في مرحلة أولى بثها على موقع ''اليوتوب'' ومختلف المنتديات. لتأتي مرحلة ثانية، بعد أن مرت أيام من اللقاء الفاصل، الذي كشف مدى كراهية المصريين للجزائريين. هذه المرحلة تمثلت في تداول أقراص مضغوطة لمختلف هذه الحصص، لتبقى شاهدا على هذه المرحلة من تاريخ العلاقات بين البلدين.
محمد بن حقو، من حي المقرية الشعبي، ظلت عيناه ملتصقة بشاشة التلفزيون ويده على جهاز التحكم عن بعد ليبحر بين ''دريم'' والمحور وأخواتها.. ''بحوزتي الآن تسجيلات بلغت مدتها 26 ساعة لمختلف الحصص التي تفنن أصحابها في شتمنا وشتم شهدائنا وتاريخنا. فحرمت نفسي من الاحتفال بتأهل منتخبنا وطلبت من والدي أن يأخذ ابني إسلام ليقاسمه أجواء الفرحة، وبقيت أمام شاشة التلفزيون أسجل كل شيء، والآن قمت بإعداد شريط مضغوط، لن أبيعه بل سأقوم بتسليمه لأصدقاء ليتم تداوله على نطاق واسع''.
ويواصل محدثنا ''سأقوم بهذا، حتى لا ننسى ما قاله علينا هؤلاء؛ أشباه الفنانين وأشباه الإعلاميين، حتى لا يأتوا بعد سنوات ليقولوا لم نقل. لسنا حقودين في الجزائر، لكن لا يجب أيضا أن ننسى من شتمنا، والأكيد أن العلاقات بين الشعبين لن تكون كما كانت عليه قبل هذه الحادثة. فبالنسبة لي حرمت زوجتي من متابعة أي فيلم أو مسلسل مصري، حتى ولو لعبت فيه أنا''، يقول محمد.
أمثال ابن المقرية بحسين داي، كثيرون فعدد منهم أخذ من شعار العروش ''أولاش سماح.. أولاش'' شعارا لهم على المنتديات وموقع ''اليوتوب''، ويقومون حتى كتابة هذه الأسطر والأسطر التي ستأتي خلال الأيام المقبلة، في نشر مقتطفات من المسلسل المصري ''البايخ'' ضد الشعب الجزائري.
رضوان دحمان، المنحدر من منطقة متليلي والمقيم حاليا بالعاصمة، هو الآخر قام بتسجيل ساعات وساعات من تلك الحصص المروعة لآذان الأخلاق ''لا أخفي عليكم أني لازلت مصدوما من الكم الهائل للشتائم التي تعرّضنا لها في شهدائنا وتاريخنا وكما قالوا تركيبة شخصيتنا، وبصورة لاإرادية وجدت نفسي أسجل تلك الحصص، فصرت لا أبرح غرفتي مع مواعيد بث الحصص التلفزيونية المصرية الحاقدة على الجزائر، وأنا الآن بصدد إنجاز شبه فيلم مرفوق بموسيقى مختلفة يظهر حجم ما كنا له من ضحايا شتم وسب حقيرين''.
وظهرت في ''سوق الأرصفة'' إلى جانب أشرطة مضغوطة للقاء التاريخي بالسودان، وأجواء الفرحة الشعبية، أشرطة بها مقتطفات الحصص المصرية التي أثارت ولازالت تثير استياء الجزائريين. وعرفت هذه الأقراص إقبالا لا بأس به، حيث يؤكد أغلب مقتنيها للباعة، أنهم يقومون بشرائها حتى لا ينسوا ما قيل عنهم وعن تاريخهم، وبعضهم من أطلق تعاليق تهكمية، حيث قال أحدهم ''أقوم بشراء هذا القرص وسأرمي بكتاب تاريخ، ليعلم ابني أن المصريين هم من حرّروا بلاده من الاستعمار وليس العربي بن مهيدي وديدوش والآخرون..''.


سمعت اغنية نانسى فى ابن الارندلى
لئيم ليه بتبصلى
يا قديم يا ابن الارندلى