غموض يلف صحة حسني مبارك!!

علمت " المصريون " من مصادر مطلعة أن مؤسسات سيادية في الدولة تدرس الآن سيناريوهات طوارئ لما بعد تنحى الرئيس مبارك عن الحكم في حالة تزايد المتاعب الصحية التي يعاني منها الآن بما في ذلك الترتيب لانتخابات رئاسية مبكرة .

وذكرت المصادر أنه في حالة تنحى الرئيس عن الحكم لظروفه الصحية سيتم الترتيب العاجل لانتخابات رئاسية مبكرة أواخر الصيف القادم ، على أن يتم تأجيل انتخابات مجلس الشعب عدة أشهر لتتمكن الدولة من إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة، وترتيبات ما بعد الانتخابات .

وقالت المصادر إن أبرز السيناريوهات المطروحة حاليا في حالة تنحى الرئيس هو ترشيح قيادة سياسية وحزبية بارزة تحظى بثقة الرئيس مبارك وثقة مؤسسات نافذة وذات خبرات سياسية كبيرة لمنصب الرئاسة كمرحلة وسيطة ، بحيث تكون قادرة على بناء علاقات غير متوترة مع كافة مؤسسات الدولة ، وتفرض سيطرتها على الحزب الوطني ، على أن يسمى أثناء الحملة الانتخابية جمال مبارك نائبا أول للرئيس بحيث يتولى مهام منصبة فور نجاح القيادة السياسية في الانتخابات ، كتقليد جديد - كما هو متبع بأمريكا - على الرغم من غياب النص الدستوري على هذه الطريقة وبعدها عن التقاليد الجمهورية في مصر ما بعد ثورة يوليو .

الوضع الصحي

يأتي تصاعد جهود ترتيب أوراق قيادة الدولة بعد أن أعلن البروفوسور ماركوس بوخلر الذي يرأس الفريق الطبي في مستشفى هايدلبرج التعليمي في بيان طبي انه أجرى عملية جراحية مفتوحة- ليست بالمنظار كما أعلن من قبل - ناجحة لاستئصال الحويصلة المرارية وورم حميد من الاثني عشر للرئيس مبارك ، وهو ما يعنى أن الرئيس مبارك سيخضع بعد تعافيه من الجراحة إلى متابعة طبية دقيقة ، وعلاج تحفظي غير تقليدي لفترة قادمة .

وربطت تلك المصادر بين تصريحات صفوت الشريف أول أمس بشان عدم وجود نية لدى الحزب الوطني في إجراء تعديلات دستورية وبين ما تسرب من أنباء عن اعتقاد مؤسسات في الدولة بإمكانية ترشيح قيادة حزبية بارزة لمنصب رئاسة الجمهورية كأحد السيناريوهات الأفضل لما بعد التنحي في حال حدوثه .

يذكر أن الأطباء الألمان قد سمحوا للرئيس مبارك بمغادرة غرفة العناية المركزة صباح الخميس بعد أن تحسنت حالته الصحية ، لكن لم يتقرر بعد موعد عودته لمصر، ووفقا لبيان طبي آخر أعلنه الدكتور بوخلر مساء الخميس فان نتائج التحليل الثاني لأنسجة الورم المستأصل من اثني عشر الرئيس أشار إلى انه من النوع الحميد.

وعلمت" المصريون " أن جهات عليا طلبت من الدكتور محمد البرادعى قبل مغادرة مصر في رحلة خارجية لعدة دول أن يتوقف عن حملته الشعبية المطالبة بتعديل الدستور للتمكن للترشح للانتخابات الرئاسية القادمة .

ووفقا لمصادر " المصريون " فإن تلك الجهات بررت طلبها بالمصلحة القومية العليا لمصر لكنها لم تربط هذا الطلب بالحالة الصحية للرئيس مبارك ، في حين لم يقدم البرادعى أية وعود تفيد استجابته لهذا الطلب .

يذكر أن أورام الاثنى عشر من اخطر الأورام في حالة لو كانت من النوع الخبيث ، وتحتاج إلى إمكانيات طبية متقدمة لإزالتها والتعامل بعد ذلك مع المريض ، أما في حالة كونها من النوع الحميد فان المريض يخضع بعد إزالتها لفحص دوري بالأشعة المقطعية ، والمسح الذرى ، كما يتم علاجه بأنواع مخففه من العلاج الكيماوي كعلاج وقائي تحفظي لمدة عدة أسابيع.