مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
محمد الشارف
محمد الشارف
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 77
العمر : 73
البلد : رسالة العالم العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن أبي بكر العياشي D0dfd110
نقاط : 58
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/01/2009
http://al-katab.gogoo.us/

رسالة العالم العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن أبي بكر العياشي Empty رسالة العالم العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن أبي بكر العياشي

الأحد 11 يوليو 2010, 09:46
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي اشرف المرسلين المبعوث رحمة للعالمين .وبعد
رأيت من باب نشر المعرفه والمعلومات اعادة طباعة هذا المخطوط التاريخي العظيم الذى خطه الرحاله - ولعل ما يحويه من فوائد يستفيد منها الباحثين في مجال التاريخ . هدية لهذا المنتدي الذي هو في الحقيقه منتداي الذى اعتز به لعوامل عديده لا يتسع المقام لسردها . فيقول المخطوط .:-
بسم الله الرحمن الرحيم وصلي الله علي سيدنا ونينا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما – الحمد لله الذي قرن ممدوح السفر بمرد الظفر . ولم يحل السري في الليل إذا أدبر , والسير في الصبح إذا أسفر , فذنب الجاهل والمرامي دائما مغتفر , وراواح المعاطر إذا أثيرت الركاب أطيب لربه من المسك الادقر , ولا أود ازدراد المحبوب الأصفر , ولا يفل حد عزمه اعتراض العدو الأزرق ولو كان من بني الأصفر , فالموت الأحمر دون مراء أشهي من الثريد الاعفر , وصلاة الله المحيطة بأعلى مراتب الفضل والإحسان , المستغرقة لصلاة كل ملك وجان وإنسان , ولامه المحلي فأنهي حقائق الإيمان , علي نقطة دائرة الوجود , ومدد ينابيع المجد والجود قبله أسرار الملك والملكوت في الركوع والسجود , وخير من جفت الجفون في وصله لذيذ المنجود , وواصلت لسري في الميسر المسير إليه بقطع الأغوار والنجود , سيدنا محمد المحمود في حضرات العرفان والتعريف , المزمل المدثر بخلع التغريب والتشريف , المخصوص من الله بأعلى منازل الحضرة في الانتهاء الممنوح منكل العوالم اجلي مراتب الهداية والاهتداء , فصح للملائكة والجن والإنس به الاقتداء , ولم يسمع أحدا منهم فيما حوله الاعتداء , فهو أمين الله وخليفته , ونوره الذي به استنار خيفته , بين المعالم للعوامل وهدي العوالم للمعالم فاهتدوا بأنواره لما استناروا بهدايته واحتموا بالنجاة إليه حين التجوا لحمايته , أوضح طريق الرشاد بارشد الطرق الواضحة , فقاد من ربحت تجارته إلي التجارة الرابحة , فلم يزل إلي الله بالجد والاجتهاد داعيا , ولكلامه في السر والإعلان واعيا , لا يميل في جهادأ عرايد اغترابا , ولا يألوا لمرضات أحبابه اقترابا , فجهر الأوطان , حارب حزب الشيطان , وقاطع في الله أهله وعشيرته . وبرفع التبشير وزر إنذار عقيرته , فردف السفر بالسفر . في جهاد من ابق وكفر , إلي أن ختم أسفاره الدنيوية تنقلاته البشرية , بخروجه بحجة الوداع , واظهر فيها من محاضر الشريعة وما شاع وذاع , وودع القلوب من غرائب الحكم أحسن الإيداع , وأكثر في خطبة الخمس الشهبية علي معالم الحج المشروعة , ونهي عما كانت الجاهلية ابتدعته , من الأفعال الممنوعة , وأكمل الله للمسلمين دينهم في هذه الحجة وأتم عليه نعمته ورضي لهم الإسلام دينا وأوضح الحجة , وحض علي حج البيت مستطيعه وجعله من دائم الإسلام الخمس الرفيعة , فقال عليه السلام من حج هذا البيت ولم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه , اختار القرطبي وابن بزيرة وغيرهما أن ذلك يتضمن الكبائر والصغائر , وقال عليه السلام العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما , والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة , قال المازدي أن لا يقصر لصاحبه من الجزاء علي تكفير بعض ذنوبه ولابد أن يبلغ به ادخاله الجنة , وقال عليه السلام تابوا بين الحج والعمرة فان متابعة ما بينهما تزيد في العمر والرزق وتنقي الذنوب كما ينقي الكير خبث الحديد , وقال عليه السلام من أراد دنيا وأخره فليؤم هذا البيت , ما أرد عبد يسأل دنيا إلا أعطاه منها ولا الآخرة إلا أدخر له منها , وفي صحيح مسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه عليه السلام قال له أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وان الهجرة تهدم ما كان قبلها وان الحج يهدم ما كان قبله وقال عليه السلام الحجاج والعمار وفد الله وزواره إذا سألوه أعطاهم وان استغفروه غفر لهم وان دعوا استجيب لهم وان تشفعوا شفعوا إلي غير ذلك من فضائل الحج المبرور الحاملة علي تجشم المشاق إليه مع الابتهاج والسرور الوارد في الكتاب المبين وعلي لسان الرسول الأمين . صلي الله عليه صلاة تكون لقدره الكريم كفل , ولحقه العظيم وفاء , وعلي آله الحائزين قصب السبق بقرابته وأزواجه وأصهاره وجميع الكرام وصحابته , ما تشرف تابع بشرف متبوعة , وزكي مكتسب الخلق الحسن بذكاء مطبوعة .
أما بعد حمد الله الذي هو أول الذكر وأخر دعوي أهل الجنة واذكر علي افتتاح الأمر في البال بع صحيح السنة فيقول العبد الفقير , الذليل الحقير , المستجير بالله ورسوله , الملتجي إلي كرم الله في حصول أمله من الخير رسوله , أبو سالم
عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي المغربي المالكي , جعل الله جميع تعرفه فيما يرضيه , ابتغاء مرضاته , وغمره بلطائف إحسانه في حياته وعند وفاته وبعد مماته ولقاه في كل المخاوف انساً وأميناً , ويرحم الله عبدا قال أمين , أني كنت مذ عقدت يداي ازاري , وتلوث مبيض صحيفتي بسواد اوزاري متتابع الزفرات والانبن , كثير الاشتياق والحين , إلي تكحيل إنسان العينين , بمشاهدة الحرمين , ويتضاعف الوجد والتوقان . ويزيد الشوق واليزقان , في أوان تجارب أحداء الرفاق إذا أهلا بهم مهيب التوفق من جانب الأفاق , فيصير الروح باجنحة الشوق إلي ذلك المكان , ويريد مرافقتهم علي أي حال كان , فإذا استبع الجسم المثقل بالآثام ألي ذلك المحل , تمشت به مشي المقيد في الوحل , فربما قرعت إلي مدح الرسول , لأزد به المني والسؤال , وربما أغضيت الجفون عن قذاها وكظمت الجوانح علي أذاها , إلي أن دعي داعي الفلاح فلبيت , وهدي زايد الهداية فاهتديت , ونعمني وافد التوفيق , في سلك خير رفيق , فركبت متون المجاهل , ونفيت القزا عن عيون المناهل مع ركب يرمون البيت العتيق , وينشرون من طيب نشرهم علي البلاد فتيت المسك الفتيق , وكان ذلك في شهر ربيع النبوي سنة تسع وخمسين وألف والشباب إذ ذاك ناعمة أغصانه , والهوى شديد اقلب عصيانه , وفن الصبا ناعمة اوداقه , والوطن حبيب يشق فراقه , واستسهلت قطع تلك العلائق كلها , وخف القلب المشرق تغيل كلها , ومتي أوجست من النفس بعض التباكي , وأظهرت من الجزع شبه التبكي , ذكرتها ما تترجاه من لذيذ التهاني , وأنشدتها مغير الروي بيتين الحسن بن هاني :-
دعين أن ادعاء المفاوز أجهتنا .... إلي حيث ما للكرام معين
عيني أكثر حاسيد برحلة ..... إلي بلد فيها الرسول فعين
محمد الشارف
محمد الشارف
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 77
العمر : 73
البلد : رسالة العالم العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن أبي بكر العياشي D0dfd110
نقاط : 58
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/01/2009
http://al-katab.gogoo.us/

رسالة العالم العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن أبي بكر العياشي Empty رحلة العياشي 1

الأحد 11 يوليو 2010, 09:48
فكانت تلك الرحلة ,وهي من الله أعظم نحلة , تقبل الله فيها صالح أعمالنا , وجعل مدد بركتها ساريا في جميع أحوالنا , ولم يكن فيها كبيرا من يمشي فيها بكتابة الرحلة لأجله , ويكاد علمه يستوي لحلمه , إلي ما يشترك في معرفته عام الحاج وخاصهم , من أوصاف المسالك وتعدد المراحل وأسماء البلدان , وما يضاهي ذلك مثالا يمح إليه عيون أهل الفضل , وترتاح لذكره نعام أولي النبل , من لقاء المشائخ الفضلاء ومحاضرة الأدباء النبلاء , ومباحثة الأذكياء , وزيارة الأتقياء , والأشياء أن إنفردت بالذكر قلت , وان أدرجت من غيرها صلبن , فعندما انقضي أمر الغيبة , وحصلت للأوطان الاوبة , ظننت أن مشاهدة الأماكن . المشرفة بشرف الشاكر , يشفي من اليم الشوق غليلا . أو يرد من الم البعد عليلا , بيد الأمر علي خلاف المعنون . وافتضح المكنون , فلا يأتي أوان ارتحال الركب , وإلا أطاعت الجفون داعي السلب وحث حنين التكلي الوالد , إلي معاهد الرسول ذوالد , ودب بين أللحا والعظام , , دبيب الشوق إلي تلك المشاعر العظام , فعللت النفس في العام الأول والثاني , وليتها بخداع الأمان , وفي الثالث استجفت لفكر هاتفها . وأظهرت واضح برهانها , بما رويناه في صحيح ابن حبان ومصنف ابن أبي شيبه عن أبي سعيد الخضري رضي الله تعالي عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال أن الله تعالي يقول أو عبدا صححت له جسمه ووسعت عليه في العيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي محرم فهذا الحديث الصحيح يعني بظاهر تكرار الحد لو ما عارضه من الإجماع علي نص الوجوب فيحمل الحديث علي استحباب المؤكد كالأحاديث المتقدمة في المتابعة بين الحج والعمرة , فلما ظهرت في قوة هذا الدليل . وأوضح الشوق مني مبهم السبيل , نويت العمال لمقتضاه . وقبلت ما أمر به داع القرام وأرضاه , وعزمت علي العود في الرابع ثانيا . ولعنان التوجه نحو البقاع المطهرة , فيسير الله ذلك أواخر ربيع النبوي سنة أربع وستين والف وتوجهت علي بصيرة . وأعددت لفوائد الرحلة عددا كثيرة . فاتسح المجال , في لقاء الرجال , وحصلت في تلك الرحلة المباركة , مما حصل لي به مع المرتحلين المشاركة , فعزمت علي تدوير ذلك في مجموع تحصل به الافاده , لمن طلب الاستفادة , فإذا زيدت فائدته , وثمرة عائدته , أسماء المشائخ ومروياتهم , وذكر شيء من مصنفاتهم , وقد استوفيت جل ذلك لمن طلبه مني , ورام أخذه عني , في كتاب اقتفاء الأثر , بعد ذهاب الأخر , فانصرف العزم عن كتابة ما سواه , إذ هو بدونه قليل جدواه , وضمت العزم علي الرجوع , وجعلته اكبر همي في اليقظة والهجوع .وأتحين الوقت المذكور ورجوت حضور السعي المشكور , وذلك في سنة تسع وستين دبت في مغربنا عقارب الفتن وهاجمت بين الخاصة والعامة مضمرات المحن , فانقطعت السبل أو كادت , وماجت الأرض بأهلها ومادت , فكرت أناس من بلوغ المرام , ولم يخمد مع ذلك متأجج نار الغرام , فعدت إلي طريقتي المثلي , من إمداح الرسول الذي في مولده تتلي , وليم يزل أمر الفتن يتفاقم ويربوا , والهمة عن قصرها المحمود لا تنبوا , إلي أن كان أوائل سنة اثنين وسبعين أحسن الله عاقبتها , وكفي المسلمين غايتها , اشتد العزم مني وكان قبل ذلك أو أعظم , وخيل لي أن أمر التوجه في سلك التوفيق قد انتظم , إلي أن قرب اوان السفر , قد انتهت إظفاره التعويق في وجه القفر , واكبر ظلمت موانع يتعجب اللبيب من صباحها إذا أسفر, وأضرم الجزع في سائر الأرجاء ناره , فتولج منه الفتك والحرابة ما أعي تفريق الكلمة منارة , وتعاير في كل أشراره , وأهان كل قطر ضراره , واتخذت البدعة شعارا , والزندقة دثارا , وفر الساكن من بلده . والوالد من ولده , وبلادنا إذ ذاك مجللة من الله برداء العافية , إلا أن مخايل جوانبها تدل أنها العروض غيرها من البلاد قافيه , فلأجل ذلك أشار بتلك السفر , من لا تعصر له إشارة ونهي عنه من له عي اكبر حق بصريح العبارة , فأتيت إذ ذا لمحنة بع العزم القوي . وطويت شقة ذلك العزم أي طي , فلحقني من التخلف كرب شديد وعناد في القلب مديد , فاستروحت من ذلك العنا والألم . إلي أمداح النبي صلي الله عليه وسلم , فأنشدت منها عدة قصائد في أيام مولده الشريف , وبذلت فيها وخاصة القريحة التوالد الطريف , نسفتها نسق حروف المعجم , وأفصحت فيها عما في القلب من المرد استجم , فأتممت منها قبل يوم المولد عشر أحسنت مخبرا وطابت نفسا , وأظهرت فيها التودد والتعفف . وأكثرت التشكي والتبكي والتلهف , علي ما فأي من القصد الاميل في هذه السنة , وممانعة السيئات الجمة لهذه الحسنه , واطنبت في الاستغاثة إلي الله بنبيه الكريم , أن ييسر لي في زيارته من فضله العظيم , وما كنت أطمع أن ذلك يكون عن قريب . بل هو عني اغرب من غريب , فلما مضي يوم مولده الشريف بيوم او يومين , والعزم قد امحي أثره بعد العين , هبت رياح الرحمة من حيث لا أحتسبها , وانفحت نفحات من كرم الله وما كنت إذ ذاك ارتقبها , فأزعجت المسير بعض الأخوان . إزعاجا لا يمكن رده بلا المال والأعوان , فرمت حرفه عن ذلك مما حرمني , ومنعه عنه باعته منعني , فصارع الموانع عنده بواعثا , وعاد عزمه لكل عقد عقدناه زاكثا . فلا اذكر له ليلا دبا وما وزاده ظهرتا , فعلمت أن الموارد بذلك قهريا , لا تمكن مدافعته , ولا تحسن مراجعته ,
فائدة كنت مذ تقوي العزم مني في السنين الماضية , كثير الاستخارة لله تعالي في حلال ذلك بالكيفية الواردة في الصحيح فلا يقع في العزم فتورا , ويبدو مانع عن التوجه المذكور إلا طبت نفسا بالواقع رضي غيرة الله ويصدقنا بالوعد إلي أن ييسر الله المأمول في هذه السنة مع العوارض المذكورة , والعوائق المشهورة , لم ارتب أن المنع فيما مضي والتيسير الآن لم يكن إلا بخير اراده الله تعالي بمن القي إليه أزمة اختياره . وسلم إليه أمر تدبيره في إيراده وإصراره , فلم أزل بعد ذلك أتعرف عسي اختيار الله لي فيما صرفني عنه وصرفني إليه شيئا فشيئا وتبدوا لي اللمحة فاحمد الله تعالي علي ذلك بكثيرا . فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين , فلله الحمد علي ما انعم . والشكر علي ما الهم . فعلي المؤمن المهتم بإصلاح حاله دنيا ودينا أن لا يغفل عن الاستخارة في مهم عرض له مع توطين النفس علي الرضي , بما يجري به القضاء . واعتقاد انه الأولي ثقة بوعد الله علي رسوله صلي الله عليه وسلم وقد من الله عي بذلك بملازمة الاستخارة في كل شئون والإعراض عما هو من قبيل الغيرة وما شاكل كل ذلك وإلا بنهال بالمرادي الموشحة بحيث لم التفت إليه بالكلية فلم أر من الله في كل أحوالي إلا خيرا , وان خفي عني ذلك في بعض الأحيان . اعتقدته حتى يبدوا لي ما أراد الله أبدا ومن ذلك والله المسئول ان يتم نعمته علينا . ويديم إحسانه إلينا انه سميع مجيب .
محمد الشارف
محمد الشارف
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 77
العمر : 73
البلد : رسالة العالم العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن أبي بكر العياشي D0dfd110
نقاط : 58
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/01/2009
http://al-katab.gogoo.us/

رسالة العالم العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن أبي بكر العياشي Empty رحلة العياشي 2

الأحد 11 يوليو 2010, 09:50
في ذكر ابتداء التهيء للمسير في ذلك الأمر اليسير , وحين رأينا من الاتم المذكور قوة حرمة , وشدة ا قادمة علي القدوم وعزه , لم يكن إلا مساعدته إذا لم تزموا عدته فارتفعت الموانع قترا , وأذن من كان نهي ذهل . وركبنا للنهي للسفر كل صعب وتلوك , وكبت أنفسا بفارقة المازل والغلول , فيسر الله غالب المحتاج إليه في اقرب مدة وجعلنا الاعتماد عليه فيما تيسر وما تعسر اقوي عدة , وكان العزم وقد بقي من الشهر نحو نصفه والركب في مجلماسه قد عزموا علي الخروج في ذلك لطول إقامتهم بها وعلاء الأسعار , فوجهت كتابا إلي أمير الركب الأخ الصالح , والحب الناصح , سيدي محمد بن محمد الحفيان رضي الله عنه أخبره بقدومنا عليه وعزمنا علي التوجه وكان يحبه ذلك كثيرا لما بيننا وبينه من الألفة والمودة وما كنا نحج قبل ذلك إلا معه يجزاه الله خيرا من أمره وهو في الحقيقة خادم لرعيته , وساع في مصالح أهل رفقته , قد جمع الله له مازانه به من الأخلاق الحسنة , حياء وكرما وصبرا وشجاعة وديانة وحلما وسألته أن يبعث لنا الحجاج ويسوفهم لنا ريثما نيسر من أمرنا أيسر , وأخبرته أني خارج أول الشهر وكتبت أيضا إلي من له من أهل الركب وجاهة أو كلام يسمع كصاحبنا الفقه النبيه المحترم الوجيه قاضي مدينة مراكش وأعمالها واحد قضاة العدل في مغربنا علي اختلاف وأعمالها سيدي احمد الخطيب , فلما وصلتهما كتبي وجدتهما قد تهياء للخروج وشق علي الحجاج انتظارنا والعذر لهما في ذلك مثل ذل ببذل كل منهما وسعه في سياسة الحجاج وتشييعهم وتحيلا في ذلك من الحيل بما هو معدود من حسناتهما فجزاهما الله خيرا وأنا في خلال ذلك في غاية الانتزاع والسعي في أمور المشي علي استقامة وتارة واعوجاج وكنت كثيرا ما انشد في تلك الأيام قول :-
فوض الأمر إلي من حكمه .. نافذ في كل ورد وصدر
وإذا قارعك الوهم فقل ... كل شيء بقضاء وقدر
وأسندت النزاع إلي الوهم دون العقل لان العقل لا ينازع في ذلك إلا عند غلبة الوهم عليه , ولما وجد جد البين , وا ... العلل وزال الحين , عظم فراقنا علي كل من له بنا تعلق , وأكثروا التضرع في ذلك والتملق , ولم يدعو خيلة في تثبيطنا إلا ارتكبوها , ولا جبالة إلا نصوها وبعثوا في ذلك إلي شيخنا ومفيدنا وهادينا ومرشدنا سيدي أبي محمد عبد القادر الفاسي رضي الله عنه يستخبرون به فيما أرادوا من التأخير هذه السنة , وكتب رضي الله عنه اسقاتا لرغبتهم , يسير بجبر خواطرهم , والجري علي مقتضي أوامرهم , وقدر الله امتثلت إشارته , وقبلت سفارته , ولولا العذر الذي تقدم أنفا , وغلبة القدر الذي لا تجد له مخالفا , ولقد قال لي يفي إثناء المداعبه بعض من يتمني المصاحبة , ما كان مشبك هو الأجر إلا من هذه السنة الشهباء , التي أكثرت في القري هدمان , في الانواتي نهبا وفي ذلك قلت :-
وقالوا أفررت وليس الفرد .. لمثلك في القوم من فعله
فقلت فراري إلي المصطفي .. وما مثله يفر إلي مثله
وقال آخرون في مجاورتهم , عندما رغبت عن مجاورتهم , ما قصدت إلا إقرار بإخوانك والفت في عضد أعوانك , والمرء كما قيل كثير بأخيه , وقل من يعدم إصابة الغرض في ثانيه وتوخيه وفي ذلك قلت :-
أحبه قلبي لا ضَرار ولا ضِرار .. ولكنا نرضي بما ساقه القدر
سأنفعكم في غيبتي بالدعاء في ... مواقف حجي حيث اصفوا من الكدر
ولست بناس عهدكم وودادكم .. وان طالت الأيام واتصل السفر
يذكرنيكم كل حسن رأيته ... ولا سيما برد العشية السحر
وقد نفعتم والله أي نفع , ودفعت عنهم مع غيبتي أعظم دفع , وأي نفع أو دفع أعظم من المثول بين يدي النبي صلي الله عليه وسلم بكرة وعشيا في أوقات الشرايك التي كانت عليهم , والأهوال التي صارت إليهم , واستشفع به إلي الله في دفع الاسواء , وإزالة الأدواء وما غفلت عنهم ولا عن احد من أحبابي وخاصي أو دائي . إلا في أيام المرض التي غفلت فيها عن نفسي , وكدت أغيب عن حسي , واني لا ارجوا لي ولهم حصول بركات تلك الأوقات , في سائر أحوالنا في المحيا والممات , ولما علمت أن نفس الناظر قد تتشوق إلي القصائد المدحيه التي ذكرنا أولا أن بركتها هي التي أزالت العوالق , ونهجت لنا الطرائق , أردت أن اذكرها وذكرها بتمامها يستدعي طولا , وقد افردنا لها محلا , لما جمع الله شملها بأخواتها ولكن اذكر منها بعض أبيات تناسب المقصود , وترغب انف المحسود , فمن ذلك مطلعها المحمود
أقول وحمد الله أجعله بردا ... مقال مريض قلبه يغلب البردا
مديح رسول الله طب علائلي .. وردئي من الأهوال حسبي به ردء
فقلبي به جدلان والروح ناعم ...وعيني به قرت وكفي به ملاء
تأذت نابني أمر فزعت لمدحه ... فأعطي به خيرا والقي به رداءا
نبي له الخلق الكريم وكملت ... محاسنه لا نقص فيها ولا سودءا
ببكر الشفاعة العميمة ارتضت .. وكم خاطب أن أمنه كفؤا
يقول وقد جار الفحول آنا لها ... بمسمع أهل الجمع طرا وبالمردا
فيشفه برءا ثم يرجع عائدا ... وقد حمد دامن احمد العدد والبرا
ومنها في قافية الثاء :-
هنئا لمن قد زار طيبة لابتا ... إلي الموت فيها لاعدمت بها البثا
فمن حل فيها طاف حيا وميتا ... فقد صح فيها أنها ترفع الخبثا
في سر بجيران النبي جميعهم ... ظمنوها وامدح كلي ودع البحثا
هو الليث هم أشباله الدواهي غابهم ... ومن اغضب الأشبال فلبست الايثا
فيا ليت شعري هل أري طيبة ... وهل أحث ركابي في زيارتها حثا
ول أقف ما بين قبر ومنبر ... أصلي وكم سر هنا لك قد بثا
اناجي رسول الله بالسرتارة ... وأشكو إليه بعدها الحزن والبثا
واطلب من مولاي مستشفعا به ... هدي وسرورا قارن الموت والبعثا
ومنها قافية الجيم :-
جماع الهدي في حب أحمد أدرجا ... فمالي سواه في الشدائد ملتجا
إذا ضاق ني أمر وكانت وسيلتي ... إلي الله مدعي للنبي تفرجا
وقدما به قد فرج الله كبربتي ... ويسر لي من فضله كل مرتجا
وجربت في دفع الردي كل حيلة ... فلم بي شيء سوي مدحه التجا
فما المدح إلا ما يخص جنابه ... ومدح سواه في الحقيقة كالملجا
ولم اربي قبل المنا كتوسل به ... سيما آن غلب السليل الرجا
وحاشى فيه القصد له وحده ... وناجى به مولاه في ظلمة الرجا
فيارب فاجعل لي بجلال محمد .. حبيبك من كل الشدائد مخرجا
وجد لي بما يرضيك ني واهتدي ,,, إليك به ربي من العلم والحجا
ومر علي ضري ونور بصيرتي ... بنورك في ميلي الخطوب اذاسجا
ولا تجعل لي الدعوي مقامي والهوي ... امامي واسلك بي الي الحق منجا
ويسر الي البيت العتيق وفادة ... لعبدك لايشكوا كلالا ولا وجا
واخري الي خير الوري واقامة ... هناك فما اخلي المقام وابهجا
فيا طيب ذاك العيش لو نلته ... بما اشرا ذا ففقري اليه واحوجا
فيا خير خلق الله مالي اذا ..دعا حماك وقد كنت نحوك مزعجا
اذا هاج شوقي رمت نحوك ... رحلة فعاد صحيح العزم مني اعرجا
فكم مرت صممت دون تردد...والجم مني العزم ما قد كان قبل معرجا
وماذلك الا من خصال ذميمة بها ...صالح الاعمال قد صار مهرجا
سل اليه يرزقني اتباعك سيدي ,,, لم ينج الا باتباعك من نجا
وصل وسلم عيه ياالهي ما غدا ...قاطعا في يسره البدن ابرجا
صلاة تقوي الغصن منك اعرما ... لصالح اعمالي لنا بما معرجا
محمد الشارف
محمد الشارف
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 77
العمر : 73
البلد : رسالة العالم العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن أبي بكر العياشي D0dfd110
نقاط : 58
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/01/2009
http://al-katab.gogoo.us/

رسالة العالم العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن أبي بكر العياشي Empty رحلة العياشي 3

الأحد 11 يوليو 2010, 09:52
ومنها في قافية الخا :-
سريع لبذل المال ان جاء سائل ... وللطعن في الهيجاء ان جاء صارخ
اذا لم ينقل منه المومل كلما رجا ... لعذر فهي لاشك راضخ
فمدجك قرة عين كل موجود حين ... اليه القلب والسمح صايح
اذا تليت دايته زاد وجده وبات ... ودمع العين للخد ناصخ
فهل لي وصال والمهامة بيننا ..وبينك قفر والجبال موادخ
وارض يحار الفكر في قعها .. فما تعد بة اميالها والفراسخ
ويحار القطا في قطعها وتكل عن ... تجاوزادحالها المطايا والروابخ
فيا بعد ما ارجوا من الوصل إنني ... من المال مفر الكف والرجل بايخ
فما ترك المشتاق للوصل حيلة ... وما ساعد التوفيق بالعرم دايخ
إبني ما تركتك عن قلا مني ... وأختك ما مللت وصالها
لكما بقلبي رحمة وجودة ... بنياط قلبي قد عقدت حبالها
لكن من طلب العزيز يلد إلي ...ترك العزيز بجاءه وجمالها
إني ليذكرني بها من داع الهدي ...فأقول مالي إذا يئست ومالها
قد دقت بعدكما وبعدي دقتها ... نار الفراق فما انصر ومالها
وزاد معنا بعض الأخوان والجيران , بمن هو في تخلفه عنا حيران , ولم يري بعد إلا من مسيرة فرسخ أو أكثر وأفكارهم في إدبار الحسرة تتعثر , وربما اذكرني الوهم . بعد المسير , مجاورة الأهل فهل ذلك بيسير , وقولهم لقد حملت نفسك من البين مالا تطيق , وألزمتنا من فراقك ما عنه نطاق الصبر يضيق فأنشدت في ذلك واصفا للحال . والقلب عن تذكرة ما حال , ولم انسها يقظانة الهم في الحشا , مبلبلة الإشجان وسنانة الطرف , تقول وقد جل الرحيل اهكذا , تحملي ثقل الفراق علي ضعفي , :-
أتترك أفراخا كزغب القطا وما ... رحمت بنيك اذ سلوت عن الألف
فقلت لها كفي الملام وأعرضت ... كخشف النغا تستعرض الدمع بالإلف
فودعتها والقلب منطبق علي ... أساك ودمعي لا يمل من الولف
عليك سلام الله لا زيارة بيننا ..مع البعد إلا أن ازور مع الطيف

اارجو وصالا للنبي محمد .. واني لثوب الذنب لابس كلخ
عليه صلاة الله .. اجر الملا ... كما أن ضوء الصبح لليل سالخ
ومنها في قافية الدال :-
ارمي ارتحالا نحوه فتصدني ... ذنوب بها قد حرت في العل والنبد
فصرت معني لما الوصال يتالي لي ... ولا المكث يهنا لي لما بي من وجد
رضيت بما يقضي به الله من نوي ... وبعد مكان ما سلمت من الصد
فكيف اخاك الصد والمدح شافع ... اليه وما يحوي الفؤاد من الود
فإني وان حال القضا دون وصله ... فقلبي بفضل الله باق علي العقد
ولا ياس من روح الله بفضله ... عميم فلا يحصي بحصر ولا عد
عسي نفحة منافيها نسيمها .. فتحر بيني من غير حزم ولا قصد
فيا خير خلق الله ضاقت مذاهبي ... وقلبي في سهو عظيم علي عمد
وقد سادني ما قالني من بعادكم .. وقد غاظني غيظ الأسير علي الغد
اصبر نفسي تارة ثم تارة ... إعلان عز التصبر بالوعد
وهل نافع وعدا مر بي لا يعبي به ... وليس لمصدور عن النعت باليد

ومن تأمل ما بديته في هذه القصائد من لطائف الخطيب . وحسن المنزع الذي يستلذ في الإسماع ويستطاب . وبارع بارع التوسل بأفضل رسول , في بلوغ المني والسؤال . لم يرتب أن بركتها لي مزعجة , وان مقدمات سعي لبلوغ الوطر متجه .
لطيفه اخبرني الشيخ الراوية أبو شهدي عيسي بن محمد الثعالبي الجعفري , عن بعض أكابر مشائخه انه كان يقول أن للقضاء خصوصا اذا كانت من حضور القلب أثرا عظيما , في تفريج الكريات , ونيل الرغبات , أعظم من اثر الوفاق والدعوات .وترتيبها في الخلوات , وقد جرب ذلك فظهر صدقه . ولا يبعد أن يكون لترتيب الألفاظ علي وجه مخصوص ينشرح به الصدر للتضرع واللحاء . إلي الله ويقوي معه الرجاء , في حصول المطلوب خاصية في تسهيل المقاصد واغرب من ذلك ما رأيته في بعض التفاسير , بعد قول الشاعر :-
وكنت إذا ما جيت ليلا ازورها ... أري الأرض تطوي بي ويدي بعيدها
من الخفرات البيض ود جليسها ... إذا ما انقضت أحدوثة لن يعيدها
قال بعضهم ما ردد هاذين البيتين مكروب إلا فرج الله كربته , وقيل أن ذلك لخاصية في حروفها وترتيب كلماتها او كلاما ما هذا معناه .
لطيفه ظفرت في بعض التقاييد بسر من إسرار أسماء الله الحسني وذلك اسمه تعالي الكافي العني الفتاح الرزاق من لازم ذكر هذه الأسماء وهو يتمني شيء حصل له بفضل الله ولما عزمنا علي المشي وأخذنا في أسباب السفر وانتهي أمر الرواخل اذ لم يكن عندها منها شيء وضاق الوقت غاية عن السعي في ذلك وجعلت هذه الأسماء من وردي وأضفتها إلي التهليل فما مضت ثلاثة أيام او نحوها من يوم شرعت في ذلك إلا وقد يسر الله العظيم وسمح من خزائن وجوده الواسعة ما فضل عن الكفاية ولله في أسمائه أسرار , تضيق عن حملها الأسفار فمن لازم هذه الأسماء بصدق وهو يتمني مقصودا عمودا شرعا ويسعي في إدراكه يسر الله له بمنه .
ذكر خروجنا من البلد ووداع الأهل والوالد والولد
خرجنا من بلدنا والعجلة لنا حادية وعناية الله هادية , صبيحة يوم الخميس او يوم من ربيع الثاني وتوخينا ذلك اليوم رجاء بركة قول النبي صلي الله عليه وسلم اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم الخميس وقد برزنا أمس ذلك اليوم إلي خارج البلد الخباء والامتعه والرواحل وليتهياء لنا التفكير المقصود وبعد صلاة الصبح من يوم الخميس خرجت إلي زيارة قبر الوالد رحمه الله ورضي عنه ووداعه ثم ودعت الأهل والعم والوالدة وأودعوني وودعتهم الله الحفيظ وودعوني وقرأت من الآيات والأذكار ما وردت في قراءته عند الخروج من المنزل وجعلت أخر عهدي بالمسجد وشاهدت بركة امتثال السنة في كل ذلك في المستقبل ثم خرجنا إلي مخيمنا حيث الخباء والرواحل وزرنا قبر الرجل الصالح سيدي عبد الله المازغي الرادسي وكان بإزاء المنزل ثم أخذنا في الترحال عند طلوع الشمس من المنزل الذي برزنا إليه بالأمس وودعنا هنالك كثيرا من الأصحاب , وجملة من الأولاد والأحباب , في موقف مدت الأيدي فيه إلي الله ضارعة وجازت الألسن بالدعاء بقلوب خاشعة وتتابعت الزفرات , واتارتها الحسرات , وعند المقيم الزامت . وشكر القاهر الواهب , ومزجنا بحلاوة المتوقع مرارة الواقع وقد يسمت شفي من بعض الأدوار باحتواء السم النافع , وحين فارقت الولد والعرام به خصم ألد سكبت من الدموع سجلا , وقلت أودعك الله نجلا , وفي ذلك أنشدت . :-
محمد الشارف
محمد الشارف
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 77
العمر : 73
البلد : رسالة العالم العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن أبي بكر العياشي D0dfd110
نقاط : 58
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/01/2009
http://al-katab.gogoo.us/

رسالة العالم العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن أبي بكر العياشي Empty رحلة العياشي 4

الأحد 11 يوليو 2010, 09:53
وسرنا يومنا ذلك إلي العصر , ولم نصل الرحلة ولا قصر , لعصر النهار في ذلك الفصل , مع من كان يشطنا عن المشي من أسباب الفصل والمحل , فبتنا قريب من خنق تلميشت في ارغد عيش , وراعنا بعض ما كنا فيه من الطيش , اذ كنا قبل ذلك في اشد ما يكون من القلق خوف التعويق عن الركب بأنهم عازمون علي الخروج من سلجماسه وخشينا أن لا ندركهم ورسلنا تتابع إليهم ان ينتظرونا ورسلهم يترادف ألينا يستحثنا فاقلقنا وما يلك لنا مكث في البلد ولا قرار حتى خرجنا وبات معنا تلك الليلة أخونا سيدي محمد وكان خرج نيته التوجه معنا ثم عرض له في تلك الليلة عارض مرض , فرجع من العد إلي البلد , وشق علي النفس رجوعه , وسالت علي ذلك من الجبن دموعه وكان ممن يعتد به في الطريق ويري فيه خير رفيق , وتألمنا لفراقه غاية , ولكن لله الكفاية , لطيفه مما ألهمته عند ذلك التألم الرجوع الي الله والاستغناء به عمن سواه وأكثرت من قول حسبنا الله ونعم الوكيل , وقد قالت زينب لقد وقفت لما وفق الله خليل الرحمن , حين القي في النيران , هذا من السر المكنون , فينبغي للمؤمن إذا أنابه أمر أن يلجاء أولا إلي الله تعالي في دفعه مخلصا في ذا الجلال يشوبه نصر إلي حوله وقوته وحيلته وتدبيره فضلا عن حول غيره , ثم يكثر من الذكر المأثور مستحضرا لمعاه وتقا بوعد الله فانه يري عجبا , ولقد شاهدنا ذلك في هذه المنازلة وغيرها حتى رأينا من لطفه تعالي بنا وتوليه لنا في كل أمر وكفايته لما نعده في سالف الدهر ما لايخطر بحال ولا ينال بشال . غريبة ولقد بكيت في ذلك اليوم بدموع غزيرة , كادت أن تنفضح منها السريرة , فظللت أتفكر في ذلك , وأقول لقلبي عجبا لحالك , شاهدت البين قبل هذا من مواقف , وفارقت اليوم من أصحاب معارف , وشربت من كؤوس الفراق , الذي لا يرجي بعده تلاق , وما كان الجفن في ظل ذلك يسمح بقطرة , بل غاية ما يقع زبدة تثيرها حسرة , واراك لهذا الفعل المرتضي , قد خالفت عادتك فيمن مضي , فما انتبهت في هذا وحرق هذه العادة , فالقي في ردعي ان القلب لما قسي قسي في كل شي , ولما لان بفضل الله لان في كل شيء , فحمدت الله وشكرته , وعلمت أن العلة ما ذكرته , ما يقضي الله من قضاء لعبده المؤمن الا كان خيرا له , ثم رسنا يومنا ذلك إلي الليل , وبتنا في تعلالي , ومن الغد ارتحلنا وهو أول يوم من الشتاء , ودخلنا الخنق ونزلنا بقصر بني عثمان وبتنا فيه , ولقيت هناك محبنا الفقيه النبيه المغربي المجيد سيدي محمد بن مختار السوسي وبات معنا وبشر وانس وأحسن قدر وسعة وودعناه هناك واستودعنا عنده صالح الدعاء , ثم ارتحلنا من هناك وزرنا عشية ذلك اليوم بمدغره قبر الإمام الحسين النسيب الحافظ اللافظ المغربي المحدث مولاي عبد الله بن علي بن طاهر الحسني نفعنا الله به وبتنا تلك الليله عند ولده . الذرية الطاهرة , والسلالة الطيبة الباهره , الفيد الأرضي , السني المرتضي , الحسن الأخلاق , الطيب الاعراق , مولاي محمد المدعوا ابن علي رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا بمحبته فقد بالغ في الإحسان , بما قرت به عين كل إنسان , وأجزل القري فلم يدع خيرا إلا فعله , ولا ميسور إلا بذله من طعام وشراب , وعلف دواب , وغير ذلك نسأل الله أن بكافيه عنا بأحسن المكافأة , ويحفظه دنيا وآخري من جميع الآفات , فبتنا عنده في نعمة كاملة , ومسرة شامله , واغتنمنا بركة لغاية وصالح دعايه , واستودعناه الدعاء , في خلواته وإدبار صلواته , فتكفل بذلك لنا , ورأينا من اجل نعم الله علينا , عقدت معه عقدة إخوة في الله تعالي أكرم به من عقد لا محله يد الحدثان , وما لصروف الدهر عنه بفضل الله يدان , نسأل الله أن يحشرنا به في ظل العرش , ويصفي قلوبنا من كدرات الغش . لطيفه مما استفدته من مولانا المذكور , حفيظة تلقاها من والده المذكور , رضي الله عنهما تقرأ في محل الخوف وهي أية الكرسي إلي العظيم ثلاث عشر مره وسبع عشرة الي خالدون , وذكر لنا حفيظة أخري وهي سورة يس معها بسم الله الرحمن الرحيم احدي عشر مره ثم ارتحلنا من عنده ومررت بالفقيه النبيه الدراك المفنن سيدي أبي بكر بن علي ابن محسن فدعنا وأودعنا الدعاء الصالح ولم ننزل ذلك اليوم إلي وادي التب عند ردميس البلد محمد بن مغفر وأحسن النزل , واطعم الجزل , فجزاه الله خيرا . ثم ارتحلنا من هناك ونزلنا بزاوية سيدي احمد بن
عبد الصادق فتلقانا ولده سيدي ابن عبد الله بالبر والتعظيم والترحيب والتكريم , فوجدنا بين أهل بلده فتنة عظيمة , وحاصر احد الفريقين الاخري واستعانوا عليهم بأمير البلد , وقطعوا لهم فين من النخل والله يخمد نار الفتنة , ثم ارتحلنا صباحا ولقانا في الطريق الشريف العفييف , الفقيه اللبيب , المجتهد في دينه , والمتحري في دنياه , مولاي محمد بن عبد الله بن السعيد , وهو ممن تأكدت المعرفة والصحبة بيننا وبينه قبل ذلك واستودعناه الدعاء , وتكفل به وذلك أيضا من اجل النعم لدينا .
لطيفه استفدنا من مولانا المذكور حفيظة تستعمل في محل الخوف وهي سورة يس خمسين مره قال ما قرئت في أمر مهم إلا حصل , ثم سرنا يومنا ذلك ودخلنا سجلماسه عشية, ونزلنا بمصلي العيد خارج فصبتها , ووجدنا الركب قد نزلوا الغرفة خارج سجلماسه منذ أيام وخرج أمير الركب سيدي محمد بن الولي الصالح سيدي محمد الحفيان يوم دخولنا لسجلماسه وكان وصولنا يوم الأربعاء والركب عزم علي الخروج يوم الخميس فلما بلغه خبر قدومنا رجع إلينا وقام معنا في حوائجنا أتم القيام يجزاه الله خيرا وأخر الخروج بسببنا إلي يوم السبت فلم نقم في البلد إلا يومين وما كدما أن نصل فيها إلي غرض من لإغراض لضيق الوقت وقضينا الحوائج ما أمكن ولم نتفرغ لزيارة الصالحين إلا مراه وللقاء الأفاضل إلا حينا فما زرنا من مزاراتها إلا قبر الولي الصالح سيدي عبد الله الدقاق وكفي به وما تركنا زيارة غيره رغبة عنه بل لما ذكر من الاستعجال , والشيخ الدقاق مما ظهرت بركته , ارتفع صيته , وهو ممن ذكره التادلي في كتاب التشرف , وأثار من أحواله وكراماته ما يدل علي شرف قدره ونباهة أمره وهو من أهل المائة السادسة , والله اعلم , ولقيت من أفاضلها مجمع فواضلها , وامثل أماثلها , وواسعة عقد نبلائها , وزين محافل ورؤسائها . والمودج علمائها , جامع الشرفين , وطيب العرين , مولاي محمد بن مبارك اسخي اهلها يدا , وأرشحهم مدا , وأكثرهم إنفاقا , وأحسنهم أخلاقا , يواسي بالنفس والمال , واستمال كل قلب منا بحال , فجزاه الله عنا وعن المسلمين أحسن الجزاء , ووفاه سائر الازاء ولقيت أيضا خطيب جامعها الأعظم , ومدرسها الأفخم , الفصيح اللسان , الثبت الجنان , ذو الهمة العالية , مولاي محمد بن عبد الله بن السيد , ولقيت بها أيضا يوم الجمعة في مصلي الأمير الأخوين الفاضلين الفقيهين النبيهين اللبيبين المدرسين سيدي احمد بن حمد وأخاه سيدي محمد ... ولم يقتصر المحل في الملاقاة اتساعا , فإن السلام معهما وداعا ولقيت أيضا في ذلك المجلس الفقيه الأجل القاضي الابجل سيدي رضوان وأما الإخوان الماجدان , الامجدان الاشعران . الفقيه المدرس سيدي العربي بن
عبد العزيز , وأخوه الأديب الأريب سيدي احمد فلم القهما الا يوم انفصالنا من البلد لما خرجوا لوداع الركب وأما الأمير فقد أجزل الضيافة , في يومي الاقامه , وزود بما يحتاجه المسافر أمامه , تقبل الله منه صالح عمله , وبلغه من الخير منتهي أمله , وكنا قدمنا معنا بثلاثة من الخيل واشتريت أخر بسجلماسه وأعطيت أفضلها لأمير الركب واستصحبت الثلاثة الباقية إلي توات وكتب الأمير أيده الله إلي عماله فيما استقبلنا من البلاد ان يمدونا بالمحتاج من علفها إلي توات ثم سافرنا من سجلماسه يوم السبت العاشر من ربيع الثاني وما خرجنا من البلدة حتى وجدنا الركب أمامنا قد ارتحل وسار ولم يبق منهم في المنزل داع ولا مجيب واقتفينا إثرهم فلولا أن أمير الركب خلف واخذ من أصحابه في نحو من منتصف الطريق يدلنا علي منزل الركب لكدنا ان نذهب عنه اذ لم نصل إليهم الا بعد العشاء الأخير ووجدنا الركب قد نزل في عين العباس فنزلنا معهم وأقمنا عدا هناك ننتظر لحقا بعض أصحابنا ممن تخلف عنا بسجلماسه لقضاء بعض الاوطار فلحقوا بنا في ذلك اليوم ومن هناك ودعنا أخر من جاء معنا من أهل بلدنا وانقطعت أخبارنا عنهم وإخبارهم عنا وكتبنا معهم كتبا للإخوان والأصحاب وكتبنا من هناك إلي أصحابنا ومشائخنا بعباس , ونحن في وصول الكتب إليهم بين الرجاء واليأس ثم ارتحلنا من هناك مسرعين إلي داعي البين مهطعين ولم يبق لنا التفات إلي من ورئتا ولم نشغل بغير ما نحن فيه آراؤنا , واستقبلنا أراضي واسعة , ومناهل عن العمران شاسعة , لا يلم المرء فيها إلا نفسه ولا يكون غير راحلته أو عصاه انسه , ارض لا يتشعب في شعابها إلا خوافق الرياح , ولا يجتري علي قطعها إلا ذو خف أو جناح ثم نزلنا ذلك اليوم عشاء منهلا يسمي الرفاعيه , وهي أحساء تحفر في الرمل وماؤها طيب كالذي قبله ومنه يؤخذ ماء ثلاثة أيام لقطع الحماد
محمد الشارف
محمد الشارف
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 77
العمر : 73
البلد : رسالة العالم العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن أبي بكر العياشي D0dfd110
نقاط : 58
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/01/2009
http://al-katab.gogoo.us/

رسالة العالم العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن أبي بكر العياشي Empty رحلة العياشي 5

الأحد 11 يوليو 2010, 09:55
فانقع الناس قربهم وروا ركابهم وأصبحوا مرتحلين وطلعنا إلي ظهر الحماد ظهرا وبتنا قريبا من الكرب في كوضع يقال له وادي السبط ثم ارتحلنا منه وسرنا يومنا إلي الليل في ارض جرشه وعره يغني عن وصفها المار الشهرة لا حطب فيها ولا كلاء ولا ماء إلا ما في القرب وإلا فلا تلمح العين في طلعتها إلا الصلاع ولا الإبل وأربابها إلي عير موقع إقدامها اطلاعا , وصادفنا ريح بارد , كأنه من نفس جهنم وارد , قد جمع إلي برد عاصف . لا أكاد استطيع له وصفا , ولم نبت إلي المغرب ولم يجد الناس وقودا إلا اخضر صلاعيا في بعض قلاعها , ثم في الغد نزلنا من الحماد بعد الظهر وبتنا قبل العصر تحته في ارض سهله مسترمله فيها بعض ما رويه الابل خدعته وتطفي به لوعتها ثم ارتحلنا من هناك وبلغنا وادي حير ضحي وهو واد كبير افيح , ملتف الأشجار . قليل الأحجار , كثير المرعي , غليظ المسعي . تجتمع إليه السيول من المسافات البعيده , ولا صل إلا بعد أيام عديدة , وابتداؤه من ناحية بلادنا , وعليه قري ومزارع , يمتد كذلك إلي ناحية الصحراء والعمارة متصلة في جوانبه إلي أن يصل الي إطراف الحماد الكبير الذي بينه وبين سجلماسه من هناك تنقطع العمارة إلي أن يصل إلي أول قري وادي الأساور فتتصل قراه كذلك نحو من عشرة أيام إلي قريب توات فينعطف يمنا في رمال كثيرة وهو من أطول أودية المغرب مسافة واقلها فائدة وأكثرها مخافة إلا انه في وقت جوارنا به في غاية العافية قد وجدنا به افراننا مهملة ليس معها احد ولا يقدر إنسان أن يغريها لمبالغة الأمير في التنقيب عن لصوص تلك البلاد وأفعاله في معاقبتهم فنفع الله البلاد بذلك وان كان غالبه ظلما لا تنكر الباطل في طوره فانه بعض طهوراته وسرنا مع ذلك الوادي إلي الظهر ونزلنا علي ماء يقال خاشية الحمار ثم ارتحلنا منه وقطعنا حمادة أخري ونزلنا قريبا من موضع يقال له السد علي ماء في واد جير غادرته السيول ثم ارتجلنا منه ومررنا ضحي بقرية يقال لها اثحلي وهي أول قري وادي الساورة وأول القري التي كتب لنا الأمير إليها فما أحسن صاحبها وإلا أفضل ونزلنا ذلك اليوم بقرية يقال لها مازر ثم ارتحلنا منها ونزلنا ثري بني العباس وهي ثلاث قري متصلة في سفح جبل صغير علي شفير الوادي فيها نخل كثير وفاكهة وبساتين حسنه وفيها ساقيه من الماء الجاري العذب وبأحد قراها كان سيدي احمد بن عبد الله بن أبي محلي القائم فيما مضي وها هنا كان ابتداء قيامه وداره إلي الآن معروفه لطيفه ولما نزلنا بها وجه إلي سيدي إبراهيم السوسي وكان معنا في الركب ولم تكن لي به إذ ذاك معرفة سؤالا منظوما في ثلاثة أبيات لا استحضرها ألان وحاصلة انه قال هل يجوز للشاعر اللحن في القوافي أم لا واستصعبت هذا السؤال واستنكرت أن يكون صاحبه ممن له بصناعة الأدب ماسة وعلمت أن قصده السؤال عن ضراير الشعر وما يقع فيه مما هو بعيد عن منهاج العربية ولا يجري علي قواعدها فأجبته بأبيات مضمنها أن اللحن لا يسوغ في شيء من الكلام نغمة ونثره إلا أن النظم لما كان اشيق من النثر اغتفرت فيه أشياء كثيرة لا يغتفر مثلها في النثر ولا يسوغ وتلك الأشياء متفاو تة بعضها من بعض كقصر الممدود وعكسه صرف الممنوع من الصرف وعكسه بالنسبة إلي التقديم والتأخير والقلب في حرف ا لكلمة والحذف فان هذه اشد من الأولي وقد استوفي ابن عصفور في كتاب ضراير الشعر غالب أنواع الضرورات وان كان بعضها لا يخلوا من نقد فإذا علم ذلك فارتكاب الشاعر شيئا مما ذكر او نحوه لضرورة لا يسمي لحنا لان اللحن إنما هو مالا وجه له في العربية اذ لم تستعمله العرب ولا يس علي ما استعملته وهذه الضرير قد استعملتها العرب فهي جاريه علي نهج أشعارهم موجودة في بليغ كلامهم فلا تسمي لحنا ولا فرق في ذلك بين القافية وغيرها وإنما تحالف القافية عيرها من أجزاء البيت في أمور ليس مرجعها للحن كالسناد والاقوي وغير ذلك من عيوب القوافي كما ان الأجزاء سراها عيوبا أخر ومحل العروض كالنحو هذا محصل الجواب ثم ارتحلنا من قري بني العباس ظهرا علي اثر سماء ونزلنا بعيدا منها علي شفير الوادي ثم منه إلي قرب قرية يقل لها بشبر ثم ارتحلنا من هناك وتركنا الغابة عن يسارنا وهي قري كثيرة ذات نخيل وهي أكثر قري الوادي ثمرا وتقصدها العرب كثير للميرة ولم يكن مرورنا عليها بل أخذنا علي حمادة عن يسارها حتى نزلنا بموضع يقال له المربع وبه تجتمع الطريق التي سلكتاها مع طريق صابرا التي تقطع الحماد الكبير وتنزل علي مزعمور ثم ارتحلنا منه ومررنا بقرية يقال لها بني خلف وسرنا يومنا حتى نزلنا بزاوية سيدي احمد بن موسي نفعنا الله به وأحسن صاحبها في القري لنا ولسائل أهل الركب وأعطي ما بعث به إليه الأمير
ثم ارتحلنا منها صبحا بعدما زرنا قبر السيد المذكور وسرنا نع قراها ذلك اليوم حتى نزلنا وراء أخر قرية منها بموضع يقال له الطويل ثم ارتحلنا منه وتركنا قري أولاد رافع عن يسارنا وقطعنا حمادة هناك ونزلنا علي ماء يقال له تقاررن وبشابه وأخذنا منه ماء ثلاثة أيام ثم ارتحلنا منه ومر بعض الركب مع الوادي علي قري يقال لها القصباة ومر الآخرون عن يسارها وظن أصحابها أنهم قد تاهوا فلم يجتمعوا إلا عشاء ونزلنا أخر الوادي بمضيق من الجبل حيث ينعطف ذاهبا في الرمل ثم ارتحلنا منه وذهبنا في الحماد بين توات والوادي ونزلنا بموضع يقال له الدمبرته تصغير دمران اسم شجرة تأكلها الإبل كثيرا وتصلح عليها وسمي بها المحل لوجودها فيه ثم ارتحلنا منه وسرنا يوما ولما وصلنا إلي الفدني إلا قرب الليل الأول وهو تبة في أخر الحماد مشرفة علي أول بلاد توات وما سرنا في رحلة مثلها كلالا وجوعا للإبل قاسيناه يوما قطريزا أو يلة نابغية والله يكفر عنا الزلات ويجعلها أخر ما نلقاه من المشقات ثم ارتحلنا منها ودخلنا أول توات وهي قري تناسقت وزرنا بأول قرية منها قبر الولي الصالح المتبرك به حيا وميتا سيدي محمد بن صالح المعروف بعريان الرأس تلميذ الولي الصالح المشهور سيدي أبي الرواين دفين مكناسه بمغربنا نفعنا الله بهما وأدركنا بعنايتهما وكان وصولنا إليها ضحي يوم الخميس أخر يوم ربيع الثاني وأقمنا بها ستة أيام وبعنا بها خيلنا وما ضعف من إبلنا واشترينا ما نحتاج إليه من التمر أنواع كثيرة ووجدنا التمر فيها رخيصا ولاهناك احد ممن ينتسب إلي ولاية أو صلاح ولا من أهل العلم والفلاح وغالب أهلها عوام وأهل تجارة جل معيشتهم التمر وبخارج البلد مرعي حسن للإبل صحت فيه ابل الحجاج أيام الاقامه وعدد المثقال عندهم أربع وعشرون موزونه ويقولون للمثال الاربعه مثال شرعي نسبة للأمير الشريف صاحب سجلماسه وكل هذه البلاد في طاعته وقد صلينا الجمعة فيها أول يوم أقمنا فيها وسرد الخطيب وعظية سنة تلفقها من صحيفة إلا أن أكثر فيها للمرؤة أخرها فقد نصحكم الواعظ يا أهل الإسلام ما قبلوا النصيحة والسلام وحضر الخطبة رجل ممن كان معنا في الركب فبكي لموعظته تلك بكاء كثيرا وأظن أن بكاءه ذلك كان عن صدق الاستعمال فيه ولم اعلم حتى الآن من هو وسبب إقامتنا في هذه البلاد هذه المدة أن كثيرا من الحجاج لما غلا صرف الذهب في تفياللات اخروا الصرف إلي توات فان الذهب فيها ارخص وبذلك سعر القوت منا لزرع والتمر وهذه البلدة هي مجمع القوافل الاتيه من بلاد ينبكت ومن بلاد اكدر من إطراف السودان ووجد فيها من البضائع والسلع التي تجلب من هناك شيء كثير والسلع التي تجلب من الغرب بما خو خرج السودان نافقه في هذه البلاد كا لخيل وملابس الملك والحرير جاء أقدم الركب إليها يكون فيها سوق جايل ثم ارتحلنا من توات بعدما لحق بنا جملة ممن يريد الحج من أهلها يوم الخميس السابع من جماد الأولي وخلفنا قري توات وراءنا وعدلنا ذات اليسار إلي بلاد اوكدت ونزلنا بقري الدغامشه قرب زاوية سيدي عبد الله بن طمغم فلما ارتجلنا ذهب أمير الركب مع بعض أصحابنا لزيارته ولم تتيسر لي زيارته لان الركب عدل عنه يمينا وأنا لا اقدر إذ ذاك علي المشي كثيرا راجلا والبلاد ذات رمل وقد اثني عنه أصحابنا كثيرا وانه من الخير والدين طعم الواردين عيه في بلاد كاد الطعام أن يكون فيها دواء . غريبة ومما تواترت به الأخبار عن هذا السيد انه لا يترك احد من أعراب ذلك البلد يأكل طعامه فان لم يشعر به حتى جلسه بين الناس اقامه ويقول لهم هؤلاء اللصوص لا اتركهم يأكلون طعامي يستعينون به علي ظلم المسلمين ومع ذلك لا يقددر احد منهم مع عتوهم واستكبارهم علي اذايته وعلي كل حال فالرجل من أهل الخير والصلاح تواترت عنه كرامات كثيرة .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى