أزمة مرتقبة بين الجزائر و فرنسا بسبب فيلم عن جميلة بوباشة

منتجا فرنسيا قدموا مشاريع لإنتاج أعمال ثورية والوزارة تفرج عن القائمة في 20 أوت

تقف كل من الممثلة الفرنسية مارينا هندز والتونسية حفصية حرزي في فيلم فرنسي يتناول شخصية المجاهدة الكبيرة جميلة بوباشة "لي جميلةّ"، الفيلم من إخراج الفرنسية كارولين هيورت ومن إنتاج شركة "برجاك برودكسيون" لصالح القناة الفرنسية الثالثة "فرانس3" و"ارتي"/ العمل يستند إلى كتاب المحامية جزيل حليمي وقد انطلق تصويره في المغرب في 1 افريل الماضي.

علمت الشروق من مصادر مقربة من محيط المجاهدة الكبيرة جميلة بوباشة أن العمل أثار سخطها كونه يستند إلى كتاب حليمي المليء بالأخطاء والمغالطات التاريخية المتعلقة بشخصها والتي لم يكن لها الوقت للمرافعة لتصحيحها، لأنها كانت وقت صدور الكتاب في السجون الفرنسية مسلوبة من كل حقوقها المدنية. وحسب مصادر الشروق فإن هذه المجاهدة اتصلت بوزارة الثقافة من اجل السعي لوقف التصوير، غير أن وزارة الثقافة أكدت لها على لسان رئيسة ديوان الوزيرة السيدة زهيرة ياحي أن الفيلم فرنسي وينتج بأموال فرنسية ويصور خارج الجزائر وبالتالي الوزارة ليس لها ما تفعله ،غير توكيل محام للنظر في القضية، واستنادا إلى هذا وحسب ذات المصادر قامت المجاهدة بتوكيل المحامي علي هارون بحكم انه كان أحد الناشطين في فدرالية جبهة التحرير في فرنسا مطلع جديا على التاريخ. وحسب ما توفر لدى الشروق من معلومات فإن علي هارون باشر اتصالاته بالشركة المنتجة التي أكدت له أنها اشترت حقوق تحويل كتاب جزيل حلمي إلى عمل سينمائي من الدار الفرنسية، والعمل يصور خارج الجزائر وبالتالي لا يحق لها التدخل، فلجأ علي هارون إلى توكيل محامية فرنسية للمرافعة في القضية من اجل السعي إلى وقف تصوير العمل، فيما طلبت جميلة بوباشة حسب مقربين منها مقابلة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وقد لقيت ردا ايجابيا من رئاسة الجمهورية في انتظار أن يستقبلها الرئيس شخصيا للنظر في القضية المرشحة للذهاب بعيدا، خاصة وأ بوباشة عازمة على السعي بشكل حثيث لوقف الفيلم الذي يعد تشويها لمسارها النضالي والثوري كونه يعتمد على كتاب حليمي الذي شوه مسار بوباشة، حيث قدمها كإرهابية استفادت من تعاطف الفرنسيين وهو ذات الكتاب الذي استغلت فيه جزيل حلمي اسم بوباشة وسيمون دي بوفوار لتصنع شهرة على ظهر القضية الجزائرية، حيث كانت تدعي دائما أنها محامية جبهة التحرير، في حين أن المطلعين جيدا على التاريخ يدركون أنها لم تكن يوما ضمن لجنة المحامين الذين كانوا يدافعون عن السجناء السياسيين والمجاهدين باسم جبهة التحرير الوطني بشكل جماعي.
من جهة أخرى، علمت الشروق من مصادر مطلعة أن ثمة 20 منتجا فرنسية قدموا مشاريعهم السينمائية الخاصة بإنتاج أفلام تتناول حرب الجزائر وأحداث ثورية بعينها وشخصيات ذات وزن تاريخي وهي المشاريع التي بدأت الشركات الفرنسية تعمل عليها منذ أكثر من سنة وتم طرحها على الإطراف الجزائرية أثناء ندوة البحر الأبيض المتوسط حول السينما والتلفزيون وهي الخطوة التي اعتبرها المتتبعون كارثة بكل المقاييس، كون فرنسا التي سعت على امتداد 130 سنة لطمس الشخصية الجزائرية تعود اليوم لتكتب التاريخ الجزائري عبر الصورة، والكل يعرف أهمية وخطورة السينما في التسويق لمغالطات تاريخية إذا لم تتحرك الجزائر لرد و وقف هذه المهزلة. وفي ذات السياق، ينتظر أن تفرج وزارة الثقافة عبر موقعها على الانترنيت في عشرين أوت التاريخ الذي يصادف ذكرى مؤتمر الصومام عن قائمة الأعمال المقبولة والمرشحة للإنتاج بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر في 2012.