لا تقرأ....حتى لا تجن

المدة المتواضعة و القصيرة التي منحنتها لنفسي لتستريح من الكتابة في المنتدى ...لم تكن في الحقيقة سوى عامل آخر من العوامل الكثيرة للكبت و للمرض المحيطة بي اصلا من كل جانب ...
و قد اختلط علي الأمر و أصابني الوسواس الخناس من الانتخابات و الناس ...خالطتني كل عفاريت الجن و الانس في الأيام القليلة الماضية ....و بدون أن أشعر وجدت نفسي أكتب لكم ..و أكتب عنكم ...ربما لأرضيكم لا أن أرضي نفسي...ربما لأن حبي لكم هو من حرك يدي و استثار قريحتي الميتة اصلا ..و كيف لا تكون ميتة وقد نسيت أبجديات الشعر و الغزل و الحب و العشق ...و انتقلت مرغمة إلى الكفر بكل ما هب و دب ...نعم ، كفر أجدادي باللات و العزة و اليوم أنا أكفر بالحاكمين والمحكومين على حد سواء و أيضا بالكرامة و العزة ...التي لم أراها يوما إلا في الخطابات الجوفاء العرجاء ...و لم أشم رائحتها إلا في أنفاس المتملقين المتسلقين الطامعين في الكراسي ...الذين يعلمون ...و يعلمون أننا نعلم أنهم يعلمون...و مع ذلك يستمرون في الكذب و النفاق و الغش و الخداع ...همهم الوحيد أن يصلوا ...إلى هناك ....
إلى القبة الحديدية حيث لا يصل صوت الشعب كما هو مفترض.. تماما كما افترضت اسرائيل أن قبتها الحديدية لن تسمح بوصول صواريخ حماس و الجهاد إلى أراضيها ...يصلوا إلى هناك ثم يوصدوا الابواب و يصموا الآذان إلا - بالطبع - على أصحاب المعالي و الفخامة و السعادة ...
كل شيئ أصبح مقزز و مقرف...أينما أدرت وجهك قابلك نوع أو شكل من الإحباط و اليأس
و الكآبة...تأمل في الداخل أو في الخارج ...و ستدرك أن هناك خطب ما...أن هناك شيئ عظيم سيحدث ...ربما هي الحرب العالمية الثالثة أو شيئ من هذا القبيل....الاحداث متسارعة و الدم في العالم أصبح للركاب....كأن الكون يتعجل حدوث أمر ما ...الثورات العربية ...صراع القوات العظمى في مجلس الامن...ضعف الاتحاد الأوروبي ..إفلاس الولايات الماحدة و ضعفها...مجازر سوريا ....حوادث افغانستان و باكستان ...حرق المصحف الشريف ...بول الامريكان على قتلى طالبان...و آخرها قتل جندي أمريكي لستة عشر مدني افغاني بدم بارد ...و و الفوضى في كل أنحاء العالم ...حتى مناخ الكوكب بدأ بالتغير ...
هنا و بلغة المجنون لا العاقل ...و من الجنون ما كان يقينا و حقا ...تبادر إلى ذهني كتاب قرأته في سن صغير ...كنت حينها شغفا بالمطالعة كما أنا اليوم...الفرق الوحيد في الزمننين انه حينها كنت أتلذذ بالمطالعة أما اليوم فأنا اتعذب بها أيما عذاب ....
كتاب بروتوكولات حكماء صهيون ....الحكومة العالمية أو المملكة الكونية...سقوط الحكومات ...ملك من نسل داوود .....تدمير العالم ....سيادة اليهود منقذي البشرية بعد سقوط حكوماتهم ....
يا إلاهي...ماذا يحدث لي ؟ هل أنا أهذي ام أنني ثمل ؟ ....ثم ما دخل كلامي عن الداخل الجزائري
و الانتخابات مع هذا الكتاب ؟ ألا يدعو كلامي هذا الى السخرية و الازدراء و حتى الضحك ؟
اين ذهب الأمل في نفسي ؟ لمادا لم أستطع أن أقتعها أن القادم افضل ؟
و لما لا....أوليست سنة الله في الكون هي التغيير شئنا ام أبينا ؟
في الجزائر ....لماذا لا نتوسم خيرا في الانتخابات ؟ ربما سيتغير الحال إلى الاحسن ....
و في العالم....ربما هذا الحراك ما هو إلا مخاض عسير لسقوط الظلم و الظالمين...سقوط حكومات الاستبداد و الاستعباد و من ثم يعم السلم و الأمان و الرقي و الخير ....و بعدها بقليل سيظهر المسيح الدجال و ينزل سيدنا عيسى و يعم السلام و يحل الظلام.....ظلام القيامة و يوم الحساب ....
فما دخل بروتوكولات حكماء صهيون في الموضوع....؟؟!!!
لذا عدت في المساء ...بعد ان نسيت أهم جملة كان الاجدر بي أن أكتبها صباحا ...تلك الجملة قالها لي أحد الرعاة مازحا في بادية من بوادي بسكرة ...( لا تقرأ حتى لا تجن )...
كان يقصد أن لا افهم أو أحاول الفهم ...حتى لا أصاب بالجنون ...و لا اظنه إلا صادقا في ما قال
فمن أكون أنا لأفكر كل هذا التفكير العميق ؟ و من أكون لأشرح وضع الداخل و الخارج ؟
ألا أعدو في اذهان الآخرين الاقوياء اصحاب القرار سوى شخص مريض و تبدو عليه بوادر الانتحار لا يغني كلامه أو يسمن من جوع ؟
ألم يكن الافضل لي إن كنت أميا جاهلا ؟
لهذا أقول لكم و أكرر...لا تقرأوا ..حتى لا تصابوا بالجنون....