مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
mohamed
mohamed
عضو خبير
عضو خبير
عدد الرسائل : 781
الأوسمة : ما اوصى الله به Dcsdff10
البلد : ما اوصى الله به Male_a11
نقاط : 50
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/06/2008

ما اوصى الله به Empty ما اوصى الله به

الخميس 10 يوليو 2008, 12:40
نمضي مع الوصايا الربانية، التي عرفنا قدرها ومقامها ووقفنا على أهميتها وخطورتها، وأدركنا من قبل أنها سر النجاة وسبب السعادة والمخرج بإذن الله من كل فتنة ، والعصمة من كل محنة ؛ لأنها هدى الله عز وجل وأوامره ووصاياه ..

{قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً }
ووصية اليوم هي الوصية التي أقرّتها الفطر البشرية السوية واتفقت عليها جميع الشرائع السماوية وأقرتها وتواطأت عليها جميع المجتمعات الإنسانية، وهي التي تدل على الخلق المرضي، والعقل المهدي، والنهج السوي، وهي التي تكشف عن أصالة المعدن، وحسن الوفاء وكريم المعاملة، إن هذه الوصية التي نتحدث عنها اليوم تكررت في كتاب الله كثيراً، وتنوع الأمر بها والحرص عليها ودوام التذكير بها، في سنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم مراراً وتكراراً ..

{وبالوالدين إحساناً }
الوصية بالوالدين، بر الوالدين، الإحسان إلى الوالدين جاء في القرآن كثيرا متنوعا، وها هنا تقديم الجار والمجرور في ذكر الوالدين ، وتأخير الإحسان لإظهار الاختصاص والقصر وإطلاق لفظ الإحسان مذكراً ومنوّناً ليكون عاماً شاملاً ..
{بالوالدين إحساناً }
في القول والفعل وقسمات الوجه، ونظرات العين ولمسات اليدين ، وكل حركة وسكنة وفي كل وقت وآن وفي كل ظرف وحال ؛ لأنه إحسان مطلق وإحسان يكون في كل أحوالهما وفي كل أحوال أولادهما كذلك، قال الفيروز آبادي في تعريفه لبر الوالدين كلاماً نفيساً قال:
" هو الإحسان إلى الوالدين والتعطف عليهما، والرفق بهما والرعاية لأحوالهما وعدم الإساءة إليهما وإكرام صديقهما " .

غير أن كلامه وكلامي وكلام كل الخلق ليس بشيء مع كلام الله عز وجل ، ومع أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعندما كنت أبحث وأقلب رأيت أن أمسك لساني إلا من ذكر الآيات ورواية الأحاديث ؛ لندرك أن القضية دين وتشريع رباني ، وأنها سنة وتشريع وهدي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومهما قال القائلون أو عبر أهل العلم ؛ فإن ما جاء في الكتاب والسنة أبلغ وأعظم، آثرت أن نقف مع هذه الوصية ومكانة الوالدين وبرهما مع الآيات القرآنية العظيمة .

وأول هذه الوجوه اقتران حقهما بحق الله عز وجل وكم هي الآيات التي جاءت بالأمر بالتوحيد وثنت بالإحسان إلى الوالدين .. { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً }
واقترن كذلك في قوله جل وعلا : { أن اشكر لي ولوالديك } .
فأي حق أعظم من حق يأتي تالياً مباشرة لحق الله سبحانه وتعالى ؟
قال ابن عباس : " ثلاث لازمات لثلاث: وقرن بينهما فقال { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول } فلا تتم طاعة الله إلا بطاعة الرسول ، { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } فلا تتم إقامة الصلاة إلا بإيتاء الزكاة .. " ثم قال في شأن شكر الله عز وجل : " { أن اشكر لي ولوالديك } فلا يتم شكر الله إلا بشكر الوالدين " .

وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يشير إلى ذلك ويبينه ويوضحه؛ لأن المكانة عظيمة في حديث أسماء رضي الله عنها في بيان الوجه الثاني وهو الصحبة والإحسان ولو مع الكفر لأن الله جل وعلا قال : {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً }
فهل رأيتم قدرا ومكانة أرفع، من أن يكون إنسان على غير الإيمان والتوحيد، ثم يأتي أمر الله مستنزلا بالآيات بحسن صحبته، وجاءت أسماء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: ( جاءت إلي أمي وهي راغبة ، فاستفتيت رسول صلى الله عليه وسلم –لم يكن أحدا يصنع شيئا إلا بعد أن يعرف حكمه ومكانه في دين الله- فقالت: يا رسول الله أمي قدمت إلي راغبة أفأصل أمي ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ( نعم صل أمك )
وهذا مقام عظيم ..

ووجه ثالث من العظمة :
أن برهما معدود من الجهاد في سبيل الله ، والجهاد من أعظم الأعمال وأشرفها، وأجلها من حيث كونه بذلاً للروح ، وإزهاقا لها في سبيل الله عز وجل، وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال له عليه الصلاة والسلام : ( أحيٌّ والداك ؟ ) فقال: نعم قال: ( ففيهما فجاهد) متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو ..

وروى أنس أن رجلا أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه - عنده عذر- فقال له الله صلى الله عليه وسلم : ( هل بقي من والداك أحد ؟ ) قال: أمي، فقال: ( قابل الله في برها فإذا فعلت فأنت حاج ومعتمر ومجاهد ) رواه أبو يعلى في مسنده والطبراني في معجمه بسند جيد وصححه العراقي

وعن ابن مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم - وهذا الحديث عظيم في تقديم بر الوالدين على الأمور العظيمة والأعمال الجليلة – قال : أي العمل أفضل ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الصلاة على وقتها ) فقال : ثم أي ؟ قال : ( بر الوالدين ) قال: ثم أي ؟ قال: ( الجهاد في سبيل الله ) فقدّم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله ..

وإذا قلنا ما أعظم شيء نأمله ونرجوه ؟ وما أعظم أمنية نفكر بها ونتعلق بها ؟ فإن الجواب عند كل مؤمن ومسلم واحد وهو : دخول الجنة ونيل رضوان الله عز وجل ..
فإليكم طريقاً ممهداً سالكاً موصلاً إلى تلك الغايات العظيمة، وهو بر الوالدين .
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل الجنة قال: فسمعت قراءة فسألت من هذا ؟ فقيل : حارثة بن النعمان ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نِعم البر ، نِعم البر )، وكان حارثة من أبر الناس بأمه.
فهذا الربط بين إخبار النبي عن كونه في الجنة وبين بره بأمه ، ظاهر الدلالة في أن هذا العمل لظهوره في حياته وعنايته به وحرصه عليه واستمراره فيه جعل له هذا المقام العالي ، وتلك الرتبة الرفيعة .

وكذلكم جاء الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة وفيه يثلث النبي صلى الله عليه وسلم القول فيقول: ( رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه ) قالوا: من يا رسول الله ؟ قال: من أدرك أبويه أو حدهما فلم يدخل الجنة ) .
أي لم يقم ببرهما ما يدخله الجنة ؛ لأنه فرّط وقصّر أو عقّ وجحد والعياذ بالله ..

وإذا تأملنا ذلك فإننا واجدون الصراحة والوضوح في تلك النصوص ، ومن ذلك ما رواه الترمذي وصححه وابن حبان كذلك ، وصححه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو الدرداء قال عليه الصلاة والسلام : ( الوالد أوسط أبواب الجنة ؛ فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه ) .
قال بعض الشرّاح : " أوسط أبواب الجنة ؛ أي خيرها والمقصود بالوالد، الوالدان معاً " ، الأم والأب هما اللذان يكون من خلالهما باب هو خير الأبواب إلى الجنة ، باب برّهما والإحسان إليهما .

ولو مضينا لوجدنا ذلك أكثر وأظهر، فإن معاوية بن جاهمة السلمي قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي وجه الله والدار الآخرة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك أحية أمك ؟! فقال: نعم ، قال: ارجع فبرها، قال معاوية: فأتيته من الجانب الأيمن فقلت له: يا رسول الله أني أردت الجهاد في سبيل الله - وكرر القول - فقال له: ويحك أحية أمك ؟! قال: ارجع فبرها، قال: فأتيته من أمامه فأعاد القول، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ويحك الزم رجلها فثمّ الجنة ) رواه النسائي وابن ماجه والإمام أحمد والحاكم بسند صحيح .
فهل ثمة ما هو أوضح وأظهر في الدلالة على عظمة هذا البر وهو يكرر الأمر ثلاثاً ، ويريد الجهاد مصرّاً ، والنبي يردّه إلى ذلك الباب والمسلك والطريق ؛ ليمهد له به عملاً له أجره في الآخرة ، وله نفعه في الدنيا بإذن الله سبحانه وتعالى .

وهكذا نرى الأمر واضحاً كما قلنا في رضا الله عز وجل ، فقد ورد الحديث صريحاً بذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : ( رضا الله في رضا الوالد ، وسخط الله في سخط الوالد ) كما رواه أهل الحديث بسند حسن .
بل إن ثمة أمر آخر وهو أن بر الوالدين من أسباب مغفرة الذنوب، كم نصلي ، كم نستغفر، كم ننفق، نبغي مغفرة الذنب، وكل عمل صالح فيه مغفرة للذنب، غير أن ذلك ورد له اختصاص.
فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني أصبت ذنباً كبيراً فهل لي من توبة ؟ فقال له عليه الصلاة والسلام: هل لك من أم ؟ قال: لا ! قال: هل لك من خالة ؟ قال: نعم ، قال: فبرها . رواه الترمذي والحاكم بسند صحيح .
ولعلّ هذا التوجيه موضع عجب ، وأحسب أن كثيرا منا ربما لم يسمع هذا الحديث من قبل، يقول: أصبت ذنباً كبيراً ، يريد طريقة لتكفير الذنب ، فيسأل عن أمه ، فيقول: إنها ليست حية، فيقول: هل لك خالة ؟ والخالة بمثابة الأم ، يقول: فبرها، أي فسيكون برّها طريقاً إلى تكفير ذنبك ومغفرة ما أصابك من أثره، وهذا ولا شك من أعظم الأمور
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى