مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
فاروق
فاروق
مشرف منتدى الأخبار
مشرف منتدى الأخبار
عدد الرسائل : 7766
العمر : 52
الأوسمة : ليست نشرة الثامنة ....بل نشرة الجزائريين خارج التغطية!!!! 110
البلد : ليست نشرة الثامنة ....بل نشرة الجزائريين خارج التغطية!!!! Male_a11
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008

ليست نشرة الثامنة ....بل نشرة الجزائريين خارج التغطية!!!! Empty ليست نشرة الثامنة ....بل نشرة الجزائريين خارج التغطية!!!!

الجمعة 01 نوفمبر 2013, 07:41
”ليست نشرة الثامنة”

عندما كنت صغيرا في ثمانينيات القرن الماضي بقريتي ”تازولت” جنوب الجزائر كان الفاتح نوفمبر بالنسبة لي مناسبة لأنهض على الساعة العاشرة صباحا لأنه يوم ”البرومي” وأرى الرايات الوطنية معلقة فوق البيوت الطوبية المهترئة احتفالا بالمناسبة. وكنت أحب نوفمبر كثيرا حتى أشاهد أفلام الثورة المسلحة على التلفزيون الجزائري وما فعله المجاهدون ضد فرنسا و«النصارى” وقراءة قصص بن بولعيد وديدوش مراد وعلي ”لابوانت”، وأرى في عيون الناس توهجا وفرحا يشبه فرحة ”العيد لكبير”.

كبرت وكبرت معي أحلامي وأوهامي وتوجساتي وصار نوفمبر كذكرى يتآكل بجانبي بفعل توسع حقل الإدراك لديّ ومساحات السؤال، والاهتزاز والضرر المتزايد على وطني الذي أحببته من كتاب القراءة والمطالعة وأفلام التلفزيون حول النضال وحب الوطن والكفاح.

بعد ذلك جاءتنا ريح عاصفة نهاية الثمانينيات تحمل نهاية مشاريع ”التغنانت”، اللفظ الشعبي الذي يعني موشحات الكلام الكثير دون عمل والخشونة بلا معنى.

في مشهد كاريكاتوري الراحلة وردة الجزائرية تغني ”مازال واقفين”، كما شاهدت قبل سنوات الفنانة وردية في فيلم ”الطاكسي المخفي” معلقة على بطولة المجاهد عبد القادر الزدام ”أسيادكم دارو الثورة وانتم قاعدين تخرطوا علينا”.

شعار ”مازال” واقفين اختارته الجهات الرسمية العام الماضي احتفالا بخمسينية الاستقلال، والذي غنته الراحلة وردة الجزائرية وربما كانت وصية منها للأجيال القادمة. الشعار في رمزيته أننا واقفون ضد أشكال التدخل الأجنبي والضغوطات السياسية الخارجية، والربيع العربي والحرائق المتسربلة في دوله بروائح الدم والإيديولوجيا الدينية المتصاعدة هذا هو التفسير الرسمي، بيد أن الشعار له مدلولات عكسية تماما هي:

إننا رغم خمسين سنة من الاستقلال مازلنا واقفين في المكان نفسه وغياب مفهوم المشاركاتية السياسية والدمقراطة وتطوير البلاد والعباد، فيما قطر مثلا الدولة التي استقلت منذ السبعينيات فقط احتلت العالم باستثماراتها واشترت فرنسا بفنادقها وبطولاتها وقنواتها ونحن مازال واقفين، وجارتها الإمارات تنطح السماء بجزر اصطناعية في البحر والمحيط وهي الدولة الصحراوية ذات التاريخ المعدوم، ونحن في الجزائر رغم حضارات نوميديا والرومان مازال واقفين ولا نعرف لمَ نحن واقفين؟

الجواب نحن ”مازال واقفين” في المكان نفسه بفعل الفساد الذي احتل المرافق العمومية وأصبح تنظيما قائما بمؤسساته وقوانينه في جميع المجالات، ونحن نرفع شعارات نوستالجية عفا عنها الزمن.

المشكل هنا ليس مسؤوولية الدولة كتنظيم سياسي واجتماعي وإنما مجتمعية عامة، بحيث إن الدول الغربية تقوم على احترام القوانين ومعرفة المواطنين لواجباتهم قبل حقوقهم، فيما نحن كنخب ومجتمعات نمطية كثيرو الثرثرة والافتخار بالماضي والسكن والكراء فيه ونحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة.

بعد 59 سنة من ثورة نوفمبر، نحتاج كجزائريين إلى ثورة ضد كل أشكال الكسل والاتكالية وفكر المطالبة. ووجه الغرابة أن الأفارقة احتلوا ورشات البناء فيما بعض الشباب يملأون المقاهي تكبرا على هذا العمل، رغم عدم امتلاك بعضهم سوى شهادة الميلاد وينتظرون فتحا مجانيا من إمبراطورية ”أونساج”.

عكس ذلك لازال كثير من المسؤولين الواقفين والقاعدين يفتخرون أن البلاد في حصانة عن الربيع العربي وقد دخلت الخريف، فيما الحقيقة أننا في عين عاصفة سياسية جارفة مرتبطة بالأوضاع المتردية على المستويات الداخلية والحدودية، من تونس فليبيا ثم مالي والصحراء الغربية والمغرب. جبهات مفتوحة بحرف الهاء.. هاء الإرهاب، وهاء التهريب وهاء الهجرة غير الشرعية.

وعلى الذين يفاخرون أن الجزائر تجاوزت الربيع، وهي في الخريف الذي تتساقط فيه الأوراق، أن يتذكروا أن ثورة الفاتح نوفمبر كانت في الخريف وأحداث المهجر 17 أكتوبر 1961 كانت بالخريف وثورة الخامس أكتوبر 1988 كانت بالخريف ومظاهرات 11 ديسمبر 1960 بالخريف ومقابلة أم درمان بالخريف، ولا أحد قال منهم إنه في خريف عمره.

هذا الوطن الفسيح علّمني كيف أحبه من كتاب القراءة بعدما دفع مليونا ونصف مليون من الطاهرين سبيلا لحريته، لأجل بناء مجتمع قوي ومواطنة حقيقية ضمن قيم نوفمبر الأصيلة.. كبيرا بشهدائه وتاريخه وثرواته وربما قد لا نستحقه لجهلنا بقيمته كما تتجاهلنا.. نشرة الثامنة.

لحسن حرمة: صحفي- الجزائر

تحت إشراف : سعد بوعقبة
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى