مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
علجية عيش
علجية عيش
عضو جديد
عضو جديد
عدد الرسائل : 8
الموقع : https://web.facebook.com/ib7ardz
البلد : كاسترو كان مُعَلِّمًا Male_a11
نقاط : 22
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 22/08/2009

كاسترو كان مُعَلِّمًا Empty كاسترو كان مُعَلِّمًا

الجمعة 02 ديسمبر 2016, 13:51
فيدال كاسترو رافع لصالح القضية الجزائرية أيام الاحتلال الفرنسي في دورة الأمم المتحدة الـ:15
------------------------------------------------------------
لقد وجدت مواقف الزعيم الكوبي فيدال كاسترو حول الانتخابات و الديمقراطية صدى لدى بعض مفكري الغرب و منهم موريس ديفوجيه، و الحقيقة كما قال بعض السياسيين أن الزعماء الذين يصنفون في خانة الدكتاتوريين ، يستعملون "العنف" فقط ضد الخونة و عملاء الاستعمار، و لذا وجب أن يطلق عليهم لقب "الثائرين" أو "الثوريين "، لأنهم لا يمانعون من إقامة منظمات سياسية شعبية تضمن تحقيق الوحدة الوطنية، إن هؤلاء إن صح القول ولدوا ليحكموا، و عملوا على تطبيق نظام اشتراكي غير مستبد، فاتصلوا بالجماهير الشعبية و عبروا عن آرائهم بحرية و عمق، و كانوا صرحاء معهم، و جعلوا هذه الجماهير تندمج في الحياة السياسية لا تعتزل عنها كما نراه اليوم
-----------------------------------------
يحتم النموذج الشيوعي تحقيق تغير جذري في البناء الاقتصادي و الاجتماعي و تحقيق الإصلاح الزراعي و إخضاع الأراضي الزراعية للأنظمة الجماعية و تأميم البنوك، و الحقيقة أن دعم و تطور نظام فيدال كاسترو في كوبا يؤكد على أن الدعاية الشيوعية في دول العالم الثالث تقوم على أسس مدروسة و تبحث عن تحقيق نجاح استراتيجي في الزمن الطويل، كما أن الإستراتيجية التي أعلن عنها لينين تركت أثرا واضحا في بكين و هي تقوية معسكر السلام،و قد أشاد فيدال كاسترو و المسؤولون معه في كوبا عن حركة 26 يوليو ( جويلية) بالتجربة الصينية، التي تميزت عن باقي الدول بروح الابتكار لدى العامل الصيني و حماس الشبيبة الصينية و التطور الضخم الذي حققته الصين رغم أنها خضعت هي الأخرى للاستعمار و الاستغلال، لقد طبق كاسترو النموذج الصيني في كوبا، كما طبقه حكام غانا و تونس و المغرب و الجزائر و مصر، رغم ما تملكه مصر من إمكانيات و قد لجأت كوبا في عهد كاسترو إلى التصنيع و ربطته بالمجال الزراعي.
و قد شرح الزعيم فيدال كاسترو في إحدى خطبه عام 1959 إذ قال: " إن حل مشكلة البطالة إنما يكمن من غير شك في التصنيع و لكن إقامة الصناعة و ازدهارها تحتاج إلى أسواق داخلية كافية"، و اعتبر فيدال كاسترو أن الإصلاح الزراعي شرطا ضروريا لتحقيق صناعة متطورة، ذلك لأننا لا نستطيع القضاء على البطالة إلا بتخصيص جزء من العمال في إنتاج ما يحتاج إليه عمال المصانع، و جزء آخر يعمل في الصناعة لإشباع حاجات الدين يعملون في الحقول، و لا أمل في حل كل المشكلات الاقتصادية إلا باللجوء إلى الإصلاح الزراعي، كما أنه لا نهضة اقتصادية يدون الإصلاح الزراعي و التصنيع".
هذا ما قاله فيدال كاسترو زعيم كوبا، و لعل الجزائر التي طلقت النظام الاشتراكي الذي كان سائدا أيام الحزب الواحد، أثناء حكم الرئيس هواري بومدين ، ها هي تعود إلى نفس النموذج، بتبنيها سياسة الإصلاح، و خلق المؤسسات الصغيرة و المتوسطة أي أسواق داخلية، بعدما أدركت أنها كانت تسير في تخبط فوضوي و ظهور عوامل جديدة لم تكن في الحسبان، و هذا ما أشار إليه فيدال كاسترو الذي رأى أن التوسع الاقتصادي للدول النامية ( دول العالم الثالث) لا يحتم فقط وجود خطط مدروسة، بل يجب كذلك أن يتوافر ما يسميه البعض بـ: الدفع الثوري" و هذا ما حاول فيدال كاسترو أن يحققه في التجربة الكوبية، و هو ما هدف إليه قادة جبهة التحرير الجزائرية بعد أن آلت إليهم مسؤوليات البلاد، فقد نشرت صحيفة المجاهد في ديسمبر عام 1961 دراسة عن البرنامج الاقتصادي لجزائر الغد المستقلة، و قالت الدراسة " إن الهدف الأول هو تحطيم كل العلاقات التي جعلت الجزائر تعتمد على بلد له سيطرة طاغية، في إشارة منها إلى فرنسا، و القضاء على مصادر الإستغلالات الخارجية، ثم توجيه الاقتصاد بهدف كفاية الحاجات و استثمار ثروات البلاد و طاقاتها المختلفة، و إذا أرادت الجزائر أن تحرر اقتصادها و أن تبني نفسها، فعليها ألبا تعتمد على الأسس التي وضعها النظام الاستعماري، و لكن عليها أن تبذل جهدها في سبيل تحقيق حاجات شعبها و أن توفر لقمة العيش لسكانها، و الوسيلة الواجب إتباعها هي تحقيق الإصلاح الزراعي، و تنظيم قطاع الزراعة على أسس تعاونية و دفع عجلة التصنيع على أساس من التخطيط السليم".
و بالنظر إلى نظام بورقيبة في تونس و بومدين في الجزائر، و نهرو في الهند، و كوامي نكروما في غانا و سيكوتوري في غينيا و كذلك كاسترو في كوبا، كل هذه الأنظمة و إن وصف زعماؤها بالدكتاتوريين، غير أنهم كانوا يمثلون السلطة المعتدلة، تذكر بعض الأقلام صورة الزعيم الكوبي فيدال كاسترو في 26 سبتمبر 1960 عندما وقف على منبر الأمم المتحدة بمناسبة افتتاح دورتها الخامسة عشر، و كأنه في " السيرامايسترا" و كان مرتديا زيه المشهور، تقدم في خطى ثابتة وئيدة منتظمة ، و بلغة الأم ( الإسبانية) تكلم كاسترو، هاجم بقوة أغراض الدول الاستعمارية في جواتيمالا و في المجر و في الجزار، كانت روح الانتصار بادية عليه و هو يهاجم الولايات المتحدة في عقر دارها في نيويورك، و لم يحاول رجل " ثورة 26 يوليو" أن يضبط ألفاظه و يتراجع عما قرر قوله، و هو يسترسل العلاقات الأمريكية الكوبية سرد كاسترو تاريخ طفولته قائلا: " إنه يقال في هذا المكان ( أي قاعة الأمم المتحدة) أني سكنت في حيّ منحل متخصص في بيع الهوى الرخيص، و لكن الأمريكيين يعلمون من تجاربهم معي بأني لا أشبه بائعة الهوى المحترمة، و كان يقصد بهذا الكلام إلى قصة جان بول سارتر التي تخمل هذا العنوان نفسه و التي تعالج قصة التفرقة العنصرية في أمريكا، و أثار خطابه دهشة الحضور من تصرفات أمريكا الاستعمارية، و هي في الحقيقة كما قال فاقت الاستعمار القديم الذي سمي بالحصان الميت، و السؤال الذي يمكن أن نطرحه هو كالتالي: لماذا لا يتكلم حكامنا بلغة الأم ( العربية) في المنابر الدولية، و رحم الله هواري بومدين الذي كان يتكلم بالعربية مفتخرا بها في المحافل الدولية، و أين الرئيس بوتفليقة من بومدين، الفرق شاسع طبعا، إن هؤلاء و إن كانوا دكتاتوريين ، فهم استطاعوا أن يربطوا العلاقة بجماهيرهم الشعبية.
إن هؤلاء إن صح القول ولدوا ليحكموا، عملوا على تطبيق نظام اشتراكي غير مستبد، فاتصلوا بالجماهير الشعبية و عبروا عن آرائهم بحرية و عمق، و كانوا صرحاء معهم، و جعلوا هذه الجماهير تندمج في الحياة السياسية لا تعتزل عنها كما نراه في حكامنا الآن، الذين كانوا سببا في عزل المواطن عن الحياة السياسية و عزوفهم عن التصويت يوم الانتخابات، و الجزائر لها تجربة في هذا المجال، ثم هل يعرف حكامنا اليوم حياة الفقر الحقيقية التي يعيشها الشعب اليوم ، و الدليل أن زياراتهم تسبقها الإعلانات و تعد لها الإعدادات الكافية، حتى يكون لمن يمثلونهم التحضير الجيد للزيارة و إخفاء العيوب الموجودة، و يظهروا لهم أن كل شيئ على ما يرام ( tout va bien) هذا هو النظام الديمقراطي المبنى على الشورى؟، و الذي يتخذ المعارضة أشكالا مختلفة يؤدي فيها الجيش دورا هاما في النزاعات السياسية، و قد سبق و أن أبدى الزعيم الكوبي فيدال كاسترو رأيه في الانتخابات في شهر أفريل عام 1961، حيث نظر إليها بأنها مضيعة للوقت، إذ قال: " إن الانتخابات لا تهم أي مخلوق في هذا الوقت، فإذا خرجتم إلى الطريق العام و سألتم عامة الشعب عن رأيهم فيما يتعلق بالانتخابات فستصابون بخيبة أمل.... و يجب عليكم أن تضعوا في اعتباركم أن شعبنا خدع لمدة ستين عاما بما تسمونه (الانتخابات) أو بمعنى آخر خدع بالديمقراطية الكاذبة التي لم تطبق في أمريكا الجنوبية، و تحت شعار الديمقراطية حكم هذه الشعوب سياسيون مغرورون و لصوص ماهرون، و إذا تكلمتم عن الديمقراطية و أهمية الانتخابات، فإن الشعب سيجيبكم بأن تتركوا الثورة تسرع في خطاها و لا تضيعوا الوقت اللازم في تحقيق آمال الشعوب، و أضاف: " أنه لا يهم شكل الحكم، إنما الذي يهم هو تحقيق روح الديمقراطية".
لقد كان خبر وفاة قائد الثورة الكوبية بمثابة صدمة كهربائية في قلوب الشعوب، لاسيما والخبير يتعلق بزعيم من الزعماء المناهضين للفساد الحكومي، و الداعية للإصلاحات بمختلف مجالاتها السياسية ، الاقتصادية و الاجتماعية، و قد أحدثت معاركه صدى في كل ربوع العالم، و اربط اسمه برؤساء دول العالم الثالث و شعوبها المتعطشة للتحرر من قيود الاستعمار، و عبوديته، و لا يختلف اثنان بالنسبة للجزائر أنه كلما ذكر اسم كاسترو إلا و عادت صورة الرئيس هواري بومدين الذي ارتبط اسمه كذلك بأسماء الزعماء و العباقرة في إدارة الحكم، و الدفاع عن قضايا الشعوب المظلومة و على رأسها القضية الفلسطينية، و لكن الحديث هنا ليس عن شمائل هذا الزعيم الذي يعد واحدا من قادة عدم الانحياز، و شخصية ملهمة للثوار عبر العالم أجمع، الثوار الذين حاربوا من أجل الحرية، و إنما عن ثمار أفكاره و أطروحاته النضالية التي رسخت في أذهان شعبه و إطارات كوبا..
نعم ذلك ما لمسناه من الشعب الكوبي، وبخاصة الإطارات الطبية، فرغم حزنهم على رحيل قائدهم الثوري، فالأطباء بمستشفى كوبا لجراحة العيون بولاية ورقلة جنوب الجزائر لم يتوقفوا عن أداء واجبهم المهني تجاه المرضى الجزائريين، و بدلا من أن يكونوا في حالة حداد، فالمستشفى اليوم الثاني من وفاة الزعيم يشهد حركية و هم ينتقلون من جناح لآخر يعالجون ملفات المرضى و يستقبلونهم لأداء الفحوصات الطبية، و كأن شيئا لم يحدث ، كنا نقرأ الحزن في عيونهم و لكن الابتسامة لم تفارقهم في وجه المرضى، ليس غريبا أن يصمد هؤلاء صمود الجبال و هم يودعون زعيما ثوريا ، لأن الثقافة "البلشفية" غرست فيهم حب العمل الإنساني و التضحية من أجل "الآخر" ..
هذه الثقافة التي شرب كاسترو من لبنها ، علمته كيف تموت الأسود، و أن العظيم عظيم بمواقفه لا بسلطته، فقد فضل فيدال كاسترو التنحي عن السلطة والتوقيع بمحض ارادته على ورقة استقالته، و الزائر لمستشفى كوبا بورقلة يقف على مدى حب الأطباء الكوبيين لزعمائهم، بحيث لا يخلوا جدار من دران المستشفى إلا و ترى صورة الفقيد، و كذلك صور الثائر تشقيسفارا، و هذا إن دل على شيء فهو يدل على أن هؤلاء عظماء و العظماء لا يموتون، لقد أدرك الكوبيون أن الأمم تنهض بالعمل و البناء و خدمة الإنسان، لا بالحزن و النحيب، إن موقفا كهذا يجعلك تقف على حقيقة واحدة هي أن الثائر فيدال كاسترو، الذي وصفه البعض بالدكتاتوري هو في الحقيقة "مُعَلـّْمٌ" عرف كيف يربي الكوبيين على التضحية و العمل الإنساني في كل مكان و خدمة الإنسانية مهما اختلفوا عنها في اللسان و العقيدة.
علجية عيش





الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى