ليبيا تهدد سويسرا بسلاح النفط وسحب الارصدة وقطع العلاقات انتقاما لاعتقال نجل القذافي بجنيف

شهدت العلاقات الليبية ـ السويسرية امس تدهورا مفاجئا علي خلفية اعتقال هنيبعل نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في جنيف مؤخرا بتهمة ضرب خادمة، اذ قامت طرابلس باغلاق مقرات لشركات سويسرية واعتقال موظفين يعملان فيها (سويسري ومصري)، بينما طالبت مظاهرات لاعضاء اللجان الثورية الليبية التي تعبر غالبا عن ارادة القيادة السياسية بقطع العلاقات مع سويسرا وسحب الارصدة من بنوكها ووقف الصادرات النفطية اليها في حال عدم تقديمها اعتذارا رسميا لليبيا.
وهتف حشد ضم أكثر من 200 شخص شاركوا في الاحتجاج الذي نظمته اللجان الثورية أمام السفارة السويسرية في العاصمة الليبية طرابلس بشعارات أعلنوا فيها ولاءهم للثورة واستعدادهم للدفاع عن الزعيم الليبي وأسرته.
وقال أحد المحتجين أمام السفارة من خلال مكبر للصوت وان اللجان الثورية وهي تطلب من الحكومة السويسرية الاعتذار رسميا للأخ قائد الثورة وللشعب الليبي تذكرها بأن معمر القذافي هو رمز تاريخي للشعب الليبي .
وأضاف وان المساس به أو بأحد أبنائه خط أحمر دونه الموت وتحذرها وتنذرها بأنها إن لم تسارع إلي تقديم اعتذارها رسميا فانها ستكون عرضة لإجراءات حاسمة في تجاهها وتجاه مصالحها وعلاقاتها مع الجماهيرية العظمي .
وكان هنيبعل القذافي وزوجته اوقفا في 15 تموز (يوليو) في فندق ويلسون الفخم في جنيف اثر شكوي تقدم بها خادمان، تونسية ومغربي، متهمين الاثنين بضربهما.
وافرج عنهما بعد يومين بكفالة قيمتها نصف مليون فرنك سويسري (312 الفا و500 يورو).
وقضي القذافي ليلتين محتجزا بينما نقلت زوجته ألين الحبلي في شهرها التاسع إلي المستشفي بعد أن أصيبت بتوعك.
وسبق لهنيبعل (32 عاما) ان تعرض للملاحقة في باريس في 2005 بعدما ضرب صديقته اثر حادثين في فندقين فخمين.
كما اوقف في باريس في 2004 بينما كان يقود سيارته البورش بسرعة 140 كلم في الساعة.
وفي جنيف اعلن خبراء في شؤون النفط ان سويسرا لن تعاني من الحظر النفطي الذي هددتها به ليبيا، اول مزود من هذه المادة للاتحاد السويسري، لان بلاد جبال الالب تتمتع بما يكفي من احتياط ومصادر امدادات اخري. وتعتبر طرابلس، اول مزود للنفط الي سويسرا.
لكن المدير العام للاتحاد النفطي السويسري رولف هارتل اكد ان ليبيا ستعاقب نفسها في حال فرضت حظرا علي الصادرات النفطية الي سويسرا.
وذكرت وزارة الخارجية الوسيسرية في بيرن أنها ارسلت وفدا إلي ليبيا لتقديم معلومات عن احتجاز هنيبعل القذافي لمنع حدوث أزمة بين البلدين .
ونصحت الوزارة السويسريين بعدم السفر إلي ليبيا حتي إشعار آخر قائلة إن السلطات الليبية اتخذت عددا من الإجراءات ردا علي واقعة احتجاز نجل القذافي.
ونفي لوران موتينو رئيس حكومة مقاطعة جنيف اتهامات ليبية بأن القذافي تعرض لسوء المعاملة.
وفي الوقت نفسه أكد دانييل فون مورالت السفير السويسري لدي ليبيا أنه لم تكن هناك أي نية لإهانة الشعب الليبي أو زعيمه.
وقال فون مورالت للصحافيين أمام السفارة في طرابلس لم تكن هناك اي نية علي الإطلاق في هذا الموضوع الحساس لجرح مشاعر الشعب الليبي أو أسرة الزعيم. أود أن أؤكد ذلك .
وأضاف قائلا تابعت هذا الموضوع منذ البداية في سفارتي. لم يناموا (العاملون في السفارة) وتابعوا الموضوع لتفادي أي تدهور في الموقف .