مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
المحترف
المحترف
مشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
مشرف منتدى أخبار و تاريخ  مستغانم
عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008

بين التاريخ والواقع: أمريكا وإسرائيل.. وحصان طروادة!!- بقلم الدكتور راغب السرجانى Empty بين التاريخ والواقع: أمريكا وإسرائيل.. وحصان طروادة!!- بقلم الدكتور راغب السرجانى

الثلاثاء 13 يناير 2009, 20:46
بين التاريخ والواقع: أمريكا وإسرائيل.. وحصان طروادة!!- بقلم الدكتور راغب السرجانى Src1193250828
التنوع والتلون من أهم سمات الباطل في مواجهة الحق، فالباطل لم يقتصر يومًا في مواجهته للحق على ميدان واحد،بين التاريخ والواقع: أمريكا وإسرائيل.. وحصان طروادة!!- بقلم الدكتور راغب السرجانى 16.6_01_Trojan-horse بل إنه يعتمد على توسيع المواجهات، وسلوك جميع السبل الممكنة لهزيمة الحق وأهله، من أجل تشتيت قوى الحق، ومحاولة مفاجئتها من ثغرةٍ لم تتوقعها، لتصيب منها غِرَّة يسهل منها القضاء عليها كما يتخيل أهل الباطل.
فالمتتبع للتاريخ و مراحله المختلفة يرى المواجهة بين الحق والباطل تتخذ شكل الحرب بالسلاح حينًا، وذلك حين يرى أهل الباطل من أهل الحق ضعفًا شديدًا يُسهِّل لهم ـ في نظرهم ـ القضاء عليهم، ومنهم مَن يسلك سبيل الحيل والمكر والمؤامرات ؛ وذلك حين يكون العدو أضعف من أن يواجه قوة الحق؛ فلا يجد سبيلا إلا الدس والتآمر.
ومن أهل الباطل من يواجه الحق و أهله بوسيلة أخرى، وهي تغيير مناهج التعليم لديهم، حتى يقوموا بعملية غسيل للمخ تصيب الأجيال الناشئة بفقدان لذاكرة الأمة، وتبني لديهم قناعاتٍ كاذبة تحيل العدو صديقًا، و السُّمَّ ترياقًا، وطريق الهلاك سبيلاً للنجاة!
وهناك شكل آخر للمواجهة ، حيث يعمد أهل الباطل إلى التعاون مع حكام البلد المقصود بالعداوة، ويستميلونهم إما ترغيبًا أو ترهيبًا، حتى يضعوا أنفسهم في خدمة أعداء بلادهم، ويمكنوا لهم في هذه البلد.
ولكن أسوأ أشكال المواجهة على الإطلاق هو أن يخرج العدو من اللعبة ظاهرًا، ويوكِّل غيره في القيام بدوره، وهؤلاء إما أن يكونوا من حكام البلد الذين يبدون في صورة الزعماء الملهمين الذين يقودون بلادهم إلى التحرر، وإما أن يكونوا من الجاليات الأجنبية الموالية للعدو، أو من الأقليات الدينية أو العرقية.
وقد ضرب لنا التاريخ أمثلة متنوعة على هؤلاء وهؤلاء، فالروم استخدموا قبائل الغساسنة و كِندة و بني كلب، وهم جميعًا من العرب، في تسيير الأمور في الجزيرة العربية، وفي صَدِّ هجمات العرب عن حدود الدولة الرومية.
حتى أن واحدًا من الغساسنة قام بما لم يقم به إمبراطور الروم نفسه: فعندما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم(الحارث بن عمير الأزدي) إلى ملك الروم، أو بُصْرَى، تعرض له(شُرَحبِيل بن عمرو الغساني)فقتله، ولم يُقتَلْ لرسول الله رسولٌ غيرُه! ..
وشبيهٌ بذلك ما قام به الفرس من استخدام(بني شيبان) على حدودهم، حتى أنهم لما عرض عليهم رسولُ الله الإسلامَ، وأن يمنعوه ممن يريده بسوء، وافقوا أن يمنعوه من العرب، أما الفرس فلا!! وكذلك فعل الفُرسُ مع المناذرة، إذ أقاموا لهم إمارة في (الحيرة) تقوم على حماية حدودهم من هجمات العرب،كما يفعل الغساسنة على الحدود الرومية، ومن ذلك أيضًا تبعية(اليمن) للفرس، حتى أنه لما وصلت رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى كسرى غضب ومزقها، وأرسل إلى(باذان) عامله على اليمن يأمره بأن يرسل رجلين من عنده ليأتيا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إليه، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليه قائلاً: "مزق الله ملكه"، وحدث هذا، إذا وثب عليه ابنه فقتله..!
كان ذلك في العهد النبوي ، على صاحبه أفضل الصلاة و السلام، وظل هذا الأسلوب متبعًا في العصور التالية، ومن ذلك ـ مثلاً ـ ما حدث في العصر العثماني، إذ استخدمت الدول الأوروبية ـ ضمن ما استخدمت من أساليب الحرب ـ الجاليات الأجنبية، والأقليات الدينية في ضرب الخلافة العثمانية من الداخل، ولا يزال التاريخ يذكر "مذبحة الإسكندرية" التي اتخذتها أساطيل إنجلترا و فرنسا ذريعةًـ ضمن ذرائعها ـ لاحتلال مصر عام 1882م، وكان سبب المذبحة قيام رجل من(مالطة) من رعايا بريطانيا بقتل أحد المصريين، فشَبَّ نزاع تطور إلى قتال سقط خلاله العشرات من الطرفين قتلى وجرحى..
وقد تحولت الجاليات الأجنبية إلى جزء من أعمدة الحكم، وتم تعيين عدد منهم كوزراء في الحكومة المصريةـ آنذاك ـ بل إن أول رئيس وزراء مصري كان( نوبار باشا) وهو من أصول أرمنية، وقد عملت هذه القوى الأجنبية على التعامل مع الأقليات المسيحية من أهل البلاد؛ ليكونوا كحصان طروادة الذي يمكِّن للقوى المعادية للإسلام من السيطرة على بلاد المسلمين ومقدَّرَاتهم، فقد مَكَّن اللورد كرومر - الحاكم الفعلى لمصر - للأقباط حتى وصل عدد الوزراء الأقباط في مصر في بداية القرن العشرين إلى ما بين الستة والثمانية في كل وزارة، حتى تولى قبطي هو(بطرس غالي) رئاسة الوزراء في مصر في الثالث عشر من نوفمبر سنة 1908م في سابقة لم تتكرر، وبتوليه رئاسة الوزراء ظهرت علاقته الفاضحة بالإنجليز، حيث قام بالدور الخياني المطلوب منه على أتم وجه، فكان هو القاضي في (محاكمة دنشواي) الشهيرة الذي حكم على المصريين المظلومين بالإعدام، والساعي لمد امتياز قناة السويس، وإتمام الاتفاق الثنائي مع الإنجليز الذي يخرج بمقتضاه السودان عن السيطرة المصرية إلى الإدارة الإنجليزية صراحةً مع تحمل مصر كافة الأعباء العسكرية والمادية في إعادة فتح السودان، وغير ذلك من الأدوار، حتى تم اغتياله، وبدأت الاضطرابات الطائفية من الأقباط.
وقد استخدم الاستعمار الأوروبي نفس الأسلوب في محاولته اقتطاع الشام من الخلافة العثمانية، إذ تدخلت كل دولة في شئون الخلافة بدعوى حماية الأقلية الدينية التي تتبعها في مذهبها، فتدخلت فرنسا لحماية الكاثوليك، وروسيا لحماية الأرثوذكس.. وهكـذا ..
ذلك الأسلوب الاستعماري البغيض أحيته الولايات المتحدة الأمريكية في القرن العشرين بتبنيها ورعايتها لإسرائيل، فرغم معرفتنا أن اليهود الآن هم من يسيطرون على القرار السياسي في أمريكا، وأنهم اخترقوا العقيدة المسيحية بابتكار مذهب الأصولية الإنجيلية الذي يحتم على المؤمنين من النصارى مناصرة إسرائيل، إلا أننا نرى أيضًا أن البداية لم تكن كذلك، بل كان منشؤها أن مصالح الفريقين قد التقت؛ فالشرق الإسلامي عالم مهم وحيوي لأمريكا من حيث وجود النفط في أراضيه بكثرة، ومن حيث الخلاف العقائدي في المقام الأول، ومن حيث كونه ساحة لصراع النفوذ بين أمريكا وروسيا خلال ما سُمِّيَ بالحرب الباردة؛ لذا كانت أمريكا تبحث عن موطيء قدمٍ فيه، فلما لجأ إليها اليهود هي وبريطانيا كان الترحاب والإقبال على رعاية الدولة الغاصبة، وإمدادها بكل ما تحتاج!!
وقد آتت الثمرةُ أُكُلَها لأمريكا حتى الآن، فمنذ قيام إسرائيل، وقد صارت أمريكا حاضرة في المشهد العربي والإسلامي بقوة، وظلت تتحكم في المنطقة كلاعب أساسي بمشاركة الاتحاد السوفيتي، ثم كلاعب أوحد بعد انهياره؛ فتدبر الانقلابات التي جَرَّتِ الويلات على المسلمين، وتقيم نظم حكم موالية لها، وإن تظاهرت بعداوتها، كما ضمنت تيارًا متدفقًا من النفط بأرخص الأسعار، وأصبحت صاحبة الكلمة الأولى على كل نظم الحكم في العالم العربي.
إن تجربة أمريكا مع إسرائيل في المنطقة تكرار لتاريخ مَضَى، ولكنه يأبى إلا أن يكرِّر نفسه، فهل نعي ـ نحن المسلمين ـ ذلك؟!، وهل يدرك أولو الأمر أن العاقل من يتعظ بغيره لا من يتعظ به غيره؟!!
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى