الحكومة المصرية تعتقل '49 عميلا لحزب الله' بتهمة التحضير لهجمات عدائية ونشر المذهب الشيعي

إتهمت السلطات المصرية مساء أمس الأربعاء حزب الله اللبناني بالإعداد لعمليات عدائية داخل مصر بهدف زعزعة نظام الحكم والأمن العام.
واوضح بيان النائب العام المستشار عبد المجيد محمود انه 'تلقى بلاغا من مباحث امن الدولة بتوافر معلومات لديها اكدتها التحريات تفيد بقيام قيادات حزب الله اللبناني بدفع بعض كوادره للبلاد بهدف استقطاب بعض العناصر لصالح التنظيم'. وجاء في البيان ان 'التحريات اكدت قيام الامين العام لحزب الله اللبناني (حسن نصر الله) بتكليف مسؤول وحدة عمليات دول الطوق بالحزب بالاعداد لتنفيذ عمليات عدائية بالاراضي المصرية عقب انتهائه من القاء خطبته بمناسبة يوم عاشوراء'.
واوضح ان هذه الخطبة تضمنت 'تحريض الشعب المصري والقوات المسلحة المصرية على الخروج على النظام الا ان ضبط المتهمين حال دون تنفيذ ذلك المخطط'.
وكان نصرالله شن في 28 كانون الاول /ديسمبر 2008 غداة الهجوم الاسرائيلي على غزة هجوما عنيفا على النظام المصري مطالبا اياه بفتح معبر رفح لفك الحصار عن قطاع غزة، وقال متوجها الى المصريين 'يجب ان تفتحوا هذا المعبر يا شعب مصر بصدوركم'، كما توجه الى 'ضباط وجنود القوات المسلحة المصرية'، مطالبا اياهم بالضغط 'على القيادة السياسية' لفتح المعبر، مؤكدا في المقابل انه لا يدعو 'الى انقلاب في مصر'.
لكن القاهرة اعتبرت يومها ان كلام نصر الله 'يمثل اعلان حرب على الشعب المصري' متهمة نصر الله بـ'العمالة للنظام الايراني' وبأنه 'يأتمر بأوامر طهران'.
واوضح النائب العام ان 'عدد المتهمين المشاركين في هذا التحرك بلغ 49 متهما' غير انه لم يحدد تاريخ او مكان اعتقالهم.
واكد بيان النائب العام ان الهدف من هذا المخطط هو 'الاخلال بالامن العام واعداد برنامج حركي وتنظيمي لاعداد عناصر التنظيم بالداخل لتنفيذ ما يكلفون به من مهام' من خلال 'القيام بعمليات عدائية داخل البلاد وتدريب العناصر المدفوعة من الخارج على اعداد العبوات المفرقعة لاستخدامها في تلك العمليات'.
واكد ان هذه المهام تتضمن 'تلقين العناصر الاجراءات الامنية' و'اعداد العبوات المفرقعة'، و'تأسيس مشروعات تجارية (..) لاتخاذها ساترا لتنفيذ المهام' ومراقبة 'القرى والمدن الواقعة على الحدود المصرية الفلسطينية وارسال النتائج الى كوادر الحزب بلبنان'.
وتتضمن المهام ايضا بحسب البيان 'استئجار بعض العقارات المطلة على المجرى الملاحي لقناة السويس لرصد السفن التي تعبر القناة' و'رصد المنشآت والقرى السياحية بمحافظتي شمال وجنوب سيناء' و'تزوير جوازات السفر وبطاقات التحقيق الشخصية'.
كذلك تضمن الاتهام 'استئجار شقق مفروشة ببعض الاحياء الراقية بالبلاد واستخدامها للقاء عناصر الحزب وكذلك عقد الدورات التدريبية لبعض عناصر التنظيم الموجودين في البلاد'.
من جهة اخرى اتهم النائب العام المصري حزب الله بالعمل على 'نشر الفكر الشيعي داخل البلاد' في هذا البيان الذي صدر بعنوان 'المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام، يتابع سير التحقيقات في قضية الانضمام والترويج لحزب الله اللبناني والدعوة الى ارتكاب جرائم في مصر'.
وفي تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' أكد الدكتور ضياء رشوان المتخصص في فكر الجماعات الإسلامية أن القضية تبدو من ملامحها أنها سياسية بامتياز وأن المؤشرات الأولية تكشف عن أن العلاقات السيئة المتدهورة بين مصر وحزب الله والتي كشفت عنها العديد من الأحداث وأبرزها الحرب على غزة تكشف النقاب عن أن النظام المصري لا يشغله بأي حال من الأحوال تحسين الأجواء بينه وبين الحزب اللبناني والذي أخطأ زعيمه خطأ فادحاً حينما دعا الجيش المصري للقيام بدور ما للدفاع عن غزة.
من ناحيته شكك منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية بأن يكون المتهمون باعتناق مبادئ حزب الله من موكليه المصريين والفلسطينيين في التنظيم الذي تقول أجهزة الأمن المصرية انها قد ألقت القبض عليه منذ فترة من بين المعتنقين للمذهب الشيعي.
وقال الزيات في تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' ان ما ينشر في هذا الشأن لم يتم التأكد منه حتى الآن من مصادر حيادية ، مشدداً على أن معظم هؤلاء تغلبهم آراء أهل السنة.
واعتبر الإدعاءات بأن المجموعة ترقى لمستوى التنظيم بأنه كلام يفتقر لأدلة وبراهين عقلية.
وأكد الزيات بأن بعض أفراد المجموعة لهم إنتماءات وطنية وقومية شأن الملايين في أقطار العالم العربي الذين يتوقون للجهاد على أرض فلسطين من أجل دحر المحتل الإسرائيلي من سائر الأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى أن عدد المصريين في المجموعة يصل لأربعين شخصاً بالإضافة لسبعة فلسطينيين ولبنانيين.
ونفى أن يكون قد التقى حتى أمس أيا من المتهمين، مشيراً إلى أن نيابة أمن الدولة التي بدأت التحقيقات مع المعتقلين لم تمنحه ،حتى كتابة تلك السطور، الفرصة للإطلاع على ملف القضية أو لقاء المتهمين.
وكشف النقاب عن أن أهالي عدد من هؤلاء هم الذين لجأوا إليه لتولي الدفاع عن ابنائهم.
وأشار إلى أن ما يشغل السلطات المصرية في المقام الأول تجاه تلك القضية هو علاقتها بحزب الله، حيث أفادت معلومات أن أحد اللبنانيين الذين ألقي القبض عليهم هومن المنتمين لحزب الله وأنه يسعى لتجنيد البعض لكي يصل لقطاع غزة من اجل تقديم مساعدات للفلسطينيين.
ونفى محامي الجماعات الإسلامية أن يكون هناك قانون مصري يحظر جمع المساعدات للشعب الفلسطيني، مؤكداً على أن العديد من الجهات تقوم بذلك الجهد بعلم السلطات.
وأكد منتصر الزيات بأنه لم يعرف بعد أي تطورات بشأن التحقيقات التي بدأت قبل أسبوع بدون حضور أي محام عن أي من المتهمين، لكنه على يقين بأنه ألقي القبض على المتهمين منذ ستة أشهر. ووصف الأنباء التي تتحدث عن وجود تغلغل لحزب الله في الأراضي المصرية بأنها مغالية .
ولم يذكر ما إذا كانت هناك إمكانية لنظر القضية امام المحاكم خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيراً إلى أن التحقيقات قد تأحذ مزيداً من الوقت.