..لكريك...

في منطقة نائية تعطلت سيارة رجل في الطريق...و هي سيارة جميلة وفخمة من نوع مرسيدس...انفجر احد إطاراتها فتوقف المسكين ليغير هذا الإطار... لكنه تفاجأ بأنه نسي ( لكريك ) ...قرر أن يوقف أحد المارة ليستعير منه هاته الأداة...أشار لاحدهم بيده أن يتوقف ...فتوقف إلى الأمام على بعد 50 متر على سيارة صاحبنا...الظاهر انه رجل متعاون....توجه إليه صاحبنا و كان يفكر..و اصابه وسواس خطير و مفاجئ ..اختلط عليه الأمر و بدأ يتحدث مع نفسه : ماذا لو وصلت إليه و قال لي بوقاحة ..ماذا تريد ؟؟...ماذا لو طلبت منه ( لكريك ) فقال لي عيب عليك..رجل طويل عريض مثلك يملك سيارة مرسيدس و لا يملك أداة تافهة مثل هذه !!...كنت أظن أنك أوقفتني في وسط الطريق على شيئ مهم و ضروري و ليس على هذا الشيئ التافه !!!
بقي صاحبها على هذه الحال و هو يطرح على نفسه هذه الأسئلة السلبية حتى قطع مسافة 50 متر التي تفصله عن الرجل المتعاون الطيب...و وصل إليه أخيرا...
قال له : عمت مساء ...هل تملك ( كريك ) ؟؟؟؟
قال الآخر : نعم ...هل تحتاجه يا سيدي ؟؟
صاحبنا : إذهب للجحيم أنت و كريكك....أنا لا أحتاجك او أحتاجه..و الآن ..أغرب عن وجهي ..!!!

هذا الحادث التافه تفاهة صاحب المرسديس ،يذكرني بحكومتنا فلنعتبرها جزافا سيارة عندها الكريك ووكل المفاتيح ،مفتاح 10و 13 و17 ولكن هي حابسة من تاريخ جويليا 1962 و في أمس الحاجة إلى إطارات حقيقية حتى تمكنها من السير على تلك الطرقات المحفرة في كل مكان ،رغم الترميمات التي أجريت عليها منذ الاستقلال ،غير أن الحفارة كثر ،هذا يحفر بحثا عن انابيب صرف المياه القذرة ،وآخر يبحث عن أنابيب مياه الشرب أو الغاز ...ولا أحد يحفر برخسة ، كل يغني بغناه ... والمَعَلم غايب،مشغول بالغلاء في الأسواق الموازية ...يرشو الوسطاء حتى يمكنوه من البضاعة الأساسية في حتى يسمن جيبه بفلوس الغلابة والزوالية ...قيل أن دراهمهم حلال واكتسبت من عرق الجبين ...فيها بركة ...
ما دام في دراهمنا بركة لازم نحن زوالية نشري بها كلاليب كبيرة من الفولاد الصلب ،حتى تمكننا هذه الخيرة من اقتلاع مسامير جحا التى غرستها أشباه الاطارات في دار لقمان ليعودوا إليها كل مرة و لكي يسيطروا على الأجر والأجير ...
وطالت سيطرتهم ،ونفذ صبر أيوب ،وغلا المرجل ،وكادت مياهه تتبخر،ويحترق الإيوان ، وينتهي الديوان إلى ما لايحمد عقباه ...خصوصا أن المَعَلم يده غليظة ،وكان في كل ثلاثية يعطينا على قفانا ضربات موجعة ...البارحة فقط أكلنا علقة حارة من يده الغليظة ...ومازال يكيل لنا الضربات القاتلات في كل ثلاثية وعمي سعيد بهذا....سعيد جدا والدليل ظهوره على الشاشة وعلى وجهه ابتسامة عريضة و البشاشة ... في حين يمرريده الناعمة المحشوة في قفزات من حرير على رأس البترونة ،أصحاب الكروش والقروش ....رفقا بالقوارير المملوءات بالدولار والدينار والأورو ....والزوالي يعيش تحت الزيرو ...

فاروق كتب:هذا الحادث التافه تفاهة صاحب المرسديس ،يذكرني بحكومة أويحي فلنعتبرها جزافا سيارة عندها الكريك ووكل المفاتيح ،مفتاح 10و 13 و17 ولكن هي حابسة من تاريخ جويليا 1962 و في أمس الحاجة إلى إطارات حقيقية حتى تمكنها من السير على تلك الطرقات المحفرة في كل مكان ،رغم الترميمات التي أجريت عليها منذ الاستقلال ،غير أن الحفارة كثر ،هذا يحفر بحثا عن انابيب صرف المياه القذرة ،وآخر يبحث عن أنابيب مياه الشرب أو الغاز ...ولا أحد يحفر برخسة ، كل يغني بغناه ... والمَعَلم غايب،مشغول بالغلاء في الأسواق الموازية ...يرشو الوسطاء حتى يمكنوه من البضاعة الأساسية في حتى يسمن جيبه بفلوس الغلابة والزوالية ...قيل أن دراهمهم حلال واكتسبت من عرق ...فيها بركة

.................................................
ولا أحد يحفر برخصة
أعتقد أننا لم نصل بعد الى مرحلة الترخيص الرسمى وبناء مستشفيات للامراض العقلية بالفعل لأجل التنمية وحماية المصلحة العامة.
..والمعلم غايب
أظن هذا الغائب لا وجود له اٍلا في تراثنا"المهدي المنتظر"....هذه الأيام حضرت ندوة أدبية في معرض الكتاب, أكد فيها واسني الاعرج أثناء نقاش كتابه "جملوكية ارابيا"و أن الغائب هو فقدان القدرة على التحليل المنطقي ,في وقت أراد حميدة عياشي في كتابه نبي العصيان بعث كاتب ياسين الغائب....

رخسة بالسين بدل الصاد لأن الصاد في غلظة وخشونة والقانون ساري المفعول ...ومادام أم المَعَلم غايب فالرخسة بالسين لأن السين من أهم مميزاتها ،فيها رخاوة ورقة واستفالة ...والقانون غائب في هذه الحالة ..

للرفع