تصعيد ايراني ضد الامارات...طهران تحذر دبي من الاساءة لمواطنيها ومن استضافة منابر اعلامية تهاجمها

صعدت ايران امس من حملتها على دول عربية وخصت الامارات بتحذيرها من الاساءة لابناء الجالية الايرانية، واتهمتها باتباع سياسة بريطانيا باثارة الفرقة.
واتهمت ايران دولة الامارات باستضافة منابر اعلامية تهاجم الدولة الاسلامية، وذلك في اشارة للمدينة الاعلامية في دبي التي اصبحت مركزا للصحف والشبكات التلفزيونية العربية، كما تستضيف مكاتب اقليمية للصحف ووكالات الانباء والمحطات التلفزيونية الغربية.
وحذر وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي الجمعة من سياسات بريطانيا التي وصفها بـ' المثيرة للفرقة' في المنطقة و'اتباع' المسؤولين الاماراتيين لهذه السياسات.
واعرب متكي في تصريح نقلته وكالة الانباء الايرانية الرسمية 'ارنا' عن استغربه 'بان تحاول الامارات ان تتحول الى منبر لأمريكا وبريطانيا في المنطقة'.
ونصح متكي بان تفصل الامارات مواقفها عن مواقف من وصفهم بـ'المتطرفين المهزومين في واشنطن ولندن وان تسهم في ظل المزيد من الشعور بالمسؤولية في تدعيم عملية التقارب والتعامل في المنطقة'.
وحول التحذير الايراني من استضافة منابر اعلامية لمهاجمة ايران، قالت مصادر دبلوماسية في الخليج لـ'القدس العربي' ان ايران تشير الى منابر اعلامية فضائية مملوكة خليجيا تصدر من المنطقة الاعلامية الحرة في دبي تخصصت في الفترة الاخيرة في شن هجومات مكثفة ضد ايران، والتحريض ضدها.
وكانت المنابر نفسها، الى جانب منابر اخرى تتخذ من دبي مقرا لها، قد لعبت دورا كبيرا في دعم الاحتلال الامريكي للعراق، وبث برامج مكثفة قبل وبعد الغزو الامريكي المذكور للحديث عن المقابر الجماعية وجرائم النظام العراقي السابق لتجريمه وتشويه صورته وتبرير تغييره.
وحذّرت إيران كذلك دولة الإمارات من أنها لن تبقى صامتة حيال مع اعتبرته 'سوء المعاملة' التي يلقاها رعاياها في هذه الدولة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية 'إرنا' أن مقرر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) النائب كاظم جلالي قوله 'لو أن خطوات جادة لم تتخذ في هذا السياق فمما لا شك فيه أن مجلس الشورى الإسلامي سيعتبر أن من واجبه القيام بعمل ما'.
وقال جلالي إن النواب يشعرون بالانزعاج بسبب 'الاساءة وسوء المعاملة التي تقوم بها الإمارات إزاء المواطنين الإيرانيين، لا سيما في مطار دبي'، معتبرا أن الأمر يؤكد على 'وجود ضعف بهذا البلد وأنه في العالم المتحضّر لا تجوز مثل هذه التصرفات'.
وأضاف'طلبنا من مسؤولي البلاد مرات عديدة وخاصة وزارة الخارجية القيام بخطوات جادة بهذا الصدد'، معتبرا أن الرد بخطوات مماثلة يمثل الحد الأدنى كرد فعل.
وتستضيف الامارات وخاصة دبي جالية ايرانية كبيرة. ويخشى المسؤولون الاماراتيون من رد فعل غاضب للجالية في حال تعرضت ايران لضربة عسكرية امريكية او اسرائيلية.
من جهته حمل رئيس مجلس الشورى الإسلامي الايراني (البرلمان) علي لاريجاني الجمعة على بعض الدول العربية التي لم يسمّها، ووصل إلى حدّ اتهامها بدعم إسرائيل خلال حربها على حزب الله اللبناني في تموز (يوليو) 2006، مستبعداً أي تغيير في السياسة الأمريكية مع الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما.
وذكرت وكالة أنباء 'مهر' الإيرانية شبه الرسمية أن لاريجاني ألقى كلمة قبيل صلاة الجمعة في طهران وجّه فيها تحذيراً إلى الدول العربية، التي لم يسمّها، من استغلال 'الدول الاستعمارية' لسيادتها الوطنية، ودعاها إلى عدم تكرار أخطاء الماضي.
وعدّد لاريجاني ما اعتبره 'أخطاء سابقة للدول العربية'، معتبراً أن بعض دول المنطقة 'لم تدعم حزب الله اللبناني في حرب الـ 33 يوماً، بل إن هذه الدول كانت تدعم الصهاينة خلف الكواليس، إلا أن حزب الله بصموده وجهاده خرج من هذه الساحة منتصراً، وان المقاومة وحزب الله اليوم قائمان بفضل الإمام الخميني الراحل وأفكاره القيمة'.
وأضاف 'لم يغب عن بالنا استشهاد عدد من حجاج بيت الله الحرام في مثل هذه الأيام من عام 1987 بسبب المعاملة السيئة'، في إشارة إلى مقتل 400 شخص غالبيتهم من الحجاج الشيعة الإيرانيين في اشتباكات مع قوات الأمن السعودية خلال احتجاجات مناهضة للغرب في مكة في موسم الحج في العام1987.
كما لفت إلى مساندة بعض الدول العربية للرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتأسيس تيارات متشددة والسماح بإقامة قواعد أمريكية على أراضيها.
وقال 'إن أحد زعماء الدول العربية أقرّ قبل فترة بأنه ارتكب خطأً فادحاً بتقديمه دعماً لصدام بلغ 40 مليار دولار خلال عدوانه على إيران (1980-1988)'، مؤكداً على أن هذا البلد، الذي لم يسمّه، يرتكب حالياً خطأً فادحاً بالنسبة الى قضية فلسطين.
وتساءل إلى متى ستواصل الدول العربية تكرار هذه الأخطاء، مضيفاً 'إننا نرى إحدى الدول العربية في المنطقة أصبحت قاعدة للقوات البرية الأمريكية وأخرى باتت قاعدة للقوتين الجوية والبحرية لأمريكا'.
واستبعد لاريجاني حصول أي تغيير في السياسة الأمريكية مع تسلم باراك أوباما للحكم، قائلا 'إن هذا التغيير يحدث في تكتيكات الأحزاب في سيطرتهم على المنطقة، لكنهم متفقون في أهدافهم وهيمنتهم على العالم'.