أحلام اليقظة عند جمراوي حبيب شوقي

نسبت مصادر إلى حمراوي حبيب شوقي قوله أنه بعد إبعاده من إدارة المؤسسة الوطنية للتلفزيون، لن يقبل بأي منصب قد يُعيّن فيه، ما لم يكن المنصب، سفيرا في أحد أكبر البلدان مفضّلا أن يكون البلد الذي يُعيّنُ فيه، أوربيا في المقام الأول أو عربيا كبيرا على أقل تقدير.
ما أتت به هذه المصادر من كلام منسوب إلى حمراوي - بحق أو من غير وجه حق- يعيد إلى الأذهان، ما قيل عن حمراوي بداية التسعينات، بعد إقالته من منصبه كوزير للاتصال و الثقافة في المرة الأولى ( في حكومة بلعيد عبد السلام) حيث راج أن حمراوي سعى بكل ما أُوتي من جهد، كي يظفر بمنصب سفير، و لكن السلطة، لم تعرض عليه في نهاية المطاف إلا منصب قنصل في أحد البلدان الأوربية (بفرنسا حسب ما قيل وقتها)، و لكن حمراوي لم يقبل بمنصب قنصل ربما لأنه رأى فيه انتقاصا من قيمته. و هكذا، فضّل حمراوي بعد شهور من البطالة الشبيهة بفترة النقاهة، العودة إلى التلفزيون كصحفي " فوق العادة" يعدُّ حصصا و برامج من مقام آخر، و يسافر و يصول و يجول في العالم، محاورا شخصيات مرموقة.. إلى أن عاد في حكومة أحمد أويحي في عهد الرئيس زروال، وزيرا للاتصال و الثقافة ناطقا رسميا باسم الحكومة. ثم بعد إبعاده مرة أخرى من الوزارة، يُقالُ أنه غيّر رأيه في منصب سفير، و رأى في منصب مدير عام للتلفزيون، المكان المناسب له، فنشط ضمن الجماعة التي أطّرت لحملة بوتفليقة الانتخابية عشية رئاسيات 1999 ، مغتنما الفرصة لإبراز نفسه كشخصية فاعلة، و مقتربا من أقرب المقرّبين للرئيس بوتفليقة ... إلى أن وافق الرئيس بوتفليقة - لكن بعد انتخابه رئيسا بشهور عديدة - على تعيين حمراوي مديرا عاما للتلفزيون، علما أن هناك من يؤكد أن الرئيس بوتفليقة لم يكن مقتنعا أبدا بتعيين حمراوي في ذلك المنصب، و أنه لم يصغ لأي واحد من الذين اقترحوا عليه اسم حمراوي كرجل مناسب لتسيير التلفزيون، الأمر الذي دفع بحمراوي - حسب ما كشفه مقرّبون من حمراوي- للبحث عن شخصيات لا تنتمي إلى السلطة بالضرورة، يمكنها أن تؤثر عاطفيا على الرئيس و تجعله يقبل بتعيينه مديرا للتلفزيون. و هذا ما يكون قد حدث بالفعل. و لكن، حتى لا نجحف في حق حمراوي و ننضم إلى الذين يطلقون النار على سيارات الإسعاف، كما يُقال، ربما اختاره الرئيس بوتفليقة لثقته في شخصه و في كفاءته.
و بالعودة إلى اشتراط حمراوي حبيب شوقي منصب سفير كبديل لمنصب مدير عام للتلفزيون، الذي فقده، يؤكد مصدر مسؤول أن التعيينات في مناصب السفراء أو في أي منصب كان، لا تتم نزولا عند رغبات الأشخاص أو خضوعا لشروطهم، و عموما فان مناصب السفراء، هي مناصب سياسية دبلوماسية بالدرجة الأولى، و لا يخضع الأشخاص المختارون لها إلا لتقدير رئيس الجمهورية الذي هو أدرى بمن هو مؤهل لتمثيل الجزائر دبلوماسيا و أين. و ختم المصدر المسؤول قوله: " أما ما يُقالُ هنا و هناك عن اشتراط هذا الشخص أو ذاك لمنصب سفير أو أي منصب رسمي آخر، فان الدولة لا تستطيع أن تمنع الناس من أن يعبّروا عن رغباتهم و طموحاتهم الشخصية".

فاقوا زمان الإنتهازية و الوصولية ولى بلا رجعة يا حبيب يا خمراوي...