مظاهرات تعم تركيا تنديدًا بقمع السلطات الصينية لمسلمي الإيغور

تجددت في تركيا، اليوم الجمعة، المظاهرات المنددة بأعمال القمع التي تنفذها السلطات الصينية ضد المسلمين الإيغور في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية) ذي الغالبية المسلمة.
وتجمع المئات من الإيغوريين الأتراك عقب صلاة الجمعة في مدينة إسطنبول، حاملين رايات قوميةِ الإيغور، ولافتات تدعو إلى التضامن معهم ووقف الانتهاكات التي يتعرضون لها على يد عرقية الهان الصينية السائدة.
كما شارك حوالي 700 شخص فى مظاهرة مشابهة فى أحد المساجد بالعاصمة أنقرة. وكذلك خرجت مظاهرات في سبع مدن أخرى.
وشهدت تركيا مظاهرات مماثلة خلال الأيام الماضية في أنقرة وإسطنبول.
يذكر أن العديد من المسلمين الإيغور يلجأون إلى تركيا حيث تؤيد بعض الجماعات الإسلامية والقومية مطالبهم بالحصول على وطن مستقل للإيغور في المنطقة. إلا أن السياسة الرسمية لتركيا تدعم ما يُسمى بوحدة الأراضي الصينية.
وبدأت الأحداث الأخيرة في تركستان الشرقية، يوم الأحد الماضي، عندما خرج مسلمو الإيغور الذين يشتكون من الاضطهاد تحت الاحتلال الصيني، إلى الشوارع بالآلاف احتجاجًا على مقتل وإصابة العشرات منهم على يد متطرفين من عرقية الهان. لكن الشرطة لجأت إلى القوة لقمع المحتجين؛ الأمر الذي خلف مئات القتلى من المسلمين فضلاً عن آلاف الجرحى والمعتقلين.
بوادر أزمة بين بكين وأنقرة:
وفيما يمكن اعتباره بوادر أزمة بين بكين وأنقرة، أعلنت السلطات الصينية رفضها دعوة تركيا لمناقشة أحداث تركستان الشرقية أمام مجلس الأمن الدولي، زاعمة أن المسألة هي "شأن داخلي".
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الصينية "كين غانغ"، الذي أبلغ الصحافيين الخميس أن "الحكومة الصينية اتخذت إجراءات حاسمة طبقا للقانون".
واعتبر المتحدث أن "هذه مسألة صينية داخلية تمامًا، ولا يوجد سبب للسعي لمناقشتها في مجلس الأمن".
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان، قد صرح، يوم الأربعاء، بأن تركيا الدولة ذات الأغلبية المسلمة ستطلب من مجلس الأمن الدولي مناقشة سُبل إنهاء العنف بين الإيغور والهان الصينيين في شينجيانغ.
كما أبدى وزير الخارجية أحمد داود أوغلو استعداد بلاده للتعاون مع الصين في حل الأزمة.
ودعا المؤتمر الإسلامي إلى حماية السكان المدنيين الإيغور، وحث أعضاء المنظمة ممن تربطهم بالصين علاقات وثيقة على دعم جهوده في هذا الصدد.
أردوجان مستعد لمنح تأشيرة لـ "قدير":
من جانبه، أبدى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان استعداد بلاده لمنح تأشيرة دخول لزعيمة مؤتمر الإيغور العالمي التي تعيش في المنفى بالولايات المتحدة "ربيعة قدير".
وتحمل السلطات الصنيية "قدير" وقيادات الإيغور بالخارج، المسئولية عن الاحتجاجات التي اندلعت مؤخرًا في تركستان الشرقية. لكن مصادر إيغورية تنفي أي صلة لقيادات الخارج بالأحداث الأخيرة وتؤكد أن الاحتجاجات جاءت كرد فعل على مقتل وإصابة العشرات من الإيغوريين على يد متطرفين من عرقية الهان الصينيين إثر اشتباكات في مصنع للألعاب جنوب الصين.
وقال أردوغان للصحافيين قبل أن يغادر العاصمة التركية، أمس؛ للمشاركة في قمة مجموعة الثماني في إيطاليا: "لقد تبلغت عبر الصحف هذا الصباح أن وزارة الخارجية رفضت طلبات سابقة (لمنح تأشيرة). إذا تقدمت بطلب جديد، فسوف نمنحها تأشيرة".
وتطرق أردوجان مجددًا إلى "الفظائع" التي ترتكب في تشينجيانغ، مؤكدًا أن تركيا اتصلت بكل الهيئات الدولية لحض السلطات الصينية على ضبط النفس.
دعوة تركية لمقاطعة بضائع الصين:
وكان وزير الصناعة التركي، قد دعا الأتراك يوم الخميس إلى مقاطعة البضائع الصينية احتجاجًا على الحملة التي يتعرض لها مسلمو الإيجور في إقليم شينجيانغ.
وقالت وسائل إعلام تركية إن وزير الصناعة نهاد أرجون قال في اجتماع للمصدرين الصناعيين ببلدة يوزجات بوسط تركيا: إنه يجب على الأتراك ممارسة ضغط على الصين لإنهاء العنف, وذلك عن طريق مقاطعة البضائع الصينية.
وأكدت دولت أريك المتحدثة باسم الوزارة تصريحات الوزير, لكنها رجحت أنها تعبر عن رأيه الشخصي وليس موقف الحكومة التركية.