مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
فاروق
فاروق
مشرف منتدى الأخبار
مشرف منتدى الأخبار
عدد الرسائل : 7766
العمر : 52
الأوسمة : محنة النقد الأدبي ببلادنا 110
البلد : محنة النقد الأدبي ببلادنا Male_a11
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008

محنة النقد الأدبي ببلادنا Empty محنة النقد الأدبي ببلادنا

الأربعاء 09 سبتمبر 2009, 07:57
إن من يتأمل الواقع الراهن لحقل الدراسات النقدية، وتحديدا نظريات الأدب على مستوى بناء المفاهيم وعلى صعيد الممارسة بجامعاتنا، يلاحظ عدم تطورها، إلى جانب ضعف الطلاب والطالبات المنتمين والمنتميات إلى هذه الشعبة. إن الدليل على صحة هذه الفرضية هو أن ساحتنا الأدبية في السداسي الأخير من القرن العشرين، وأوائل القرن الواحد والعشرين خالية من الحركة، وتفتقد إلى تطوير الأجناس الأدبية، وخلق المناخ للتجديد في الأشكال والمضامين، والأدهى والأمر هو أن الساحة الأبية ببلداننا تتميز مع الأسف ولعدة سنوات، بالرداءة، وبكثرة الأسماء التي أدركتها حرفة أدب القفز بالمظلات بدلا من حرفة الحفر عميقا في التجربة الذاتية والوطنية والإنسانية من أجل صياغة القصيدة أو الرواية أو المسرحية، أو القصة القصيرة. وهكذا، فإنه لا أحد يمكن أن ينكر وجود أزمة عميقة في النقد بصفة عامة وفي واقع نظرية النقد بصفة خاصة في الحياة الأدبية على المستوى العربي ككل. وبتعبير آخر تتمثل في ندرة نظرية أدبية عربية حديثة متميزة وتتمتع بالفرادة في المشهد النقدي الأدبي العربي المعاصر، إلى جانب ذلك فإن هناك ما يشبه موت الممارسة النقدية الأدبية المؤسسة على الفلسفة وقوة النظرية ماعدا مايدعى بالتغطيات الصحفية التي لا تتجاوز أطر النقد الانطباعي الذي يقوم به صحفيون ليسوا أصلا بالنقاد. أعتقد بأن هذا الوضع المتردي يعود بالدرجة الأولى إلى عدة عوامل منها: 1)عدم استيعاب وتدقيق وفهم وتجريب المناهج والنظريات النقدية بشكل جاد ومتوصل، 2)ضعف الصلة بالنظريات النقدية في تراثنا النقدي الأدبي والفلسفي إحياء لها، وتطويرا لآلياتها وركائزها المفهومية، 3)النقل الساذج، والتكراري للنظريات النقدية الأدبية الغربية والاكتفاء باستعراضها البهلواني دون القيام بتوطينها، والإضافة إليها. من المتفق عليه عالميا هو أن الجامعات هي مصنع الفكر النظري النقدي بشكل عام، والنظرية الأدبية بصورة خاصة، إنه بعد إنضاج الأفكار والنظريات في الجامعات تنطلق عمليات نقلها إلى الحياة الاجتماعية وإلى البيئة الثقافية، وإلى الإنتاج الأدبي الإبداعي كالمسرح، والشعر، والقصة، والرواية وهلم جرا. إن حال جامعاتنا يرثى له حقا، حيث إن التكوين في هذه المؤسسات يعاني من عدد كبير من النقائص التي تحول دون بناء أسس لمناخ الفكر النقدي منه النقد الأدبي. وفي الحقيقة، فإنه يتعذر بناء هذا المناخ دون توفر إطارات نموذجية ذات قيمة فكرية قيادية بأتم معنى الكلمة. ربما ينهض هذا الشخص أو ذاك ليقول بأن جامعاتنا تدرس البنيوية، وما بعد البنيوية، والتفكيكية والسيميائية، والشكلانية والتحليل النفسي، وعلم البيان والبلاغة، والعروض، والدراما وهلم جرا. ولكن القضية يمكن حصرها في هذا التدريس المغرق في الشكلية. فالمشكلة توجد في تخلف البنية التربوية وفي ضعف الإطارات التي يناط بها تدريس النظرية الفكرية، ونظرية الأدب على نحو خاص. إنه ينبغي تقديم بعض الأمثلة لتوضيح الموقف. إن تدريس السيميائية وتاريخ نشأتها، وأبرز روادها وأقطابها، ومكوناتها شيء، أما تدريس القوة الفلسفية للسيميائية فشيء آخر. وأكثر من ذلك، فإن المطلوب هو إبراز كيف تعمل النظرية السيميائية في النقد الأدبي، وفي تحليل الخطاب الثقافي، وتفكيك البنيات السياسية والاجتماعية. إن هذا لا تقوم به كلياتنا وجامعاتنا. وهكذا تكتفي بالجوانب التاريخية السطحية في الغالب الأمر الذي أدى ولايزال يؤدي إلى ضمور وهزال حياتنا الفكرية بما في ذلك النقد الأدبي. إنه لحد الآن ينتفي في حياتنا الفكرية الانشغال بمصادر النظرية، وكيف تنقل من حقل فكري إلى حقول معرفية، وأدبية وفنية لتعمل فيها. إنه لابد من التوضيح بأن عناصر النظرية تأتي باستمرار من هذا الحقل المعرفي لتعمل في حقل معرفي آخر. إن هذا هو حال النظريات التي نجدها في الفضاء الأدبي، أو في فضاء الأنتربولوجيا، وفي علم الاجتماع، والمعمار، وفي الدراسات الثقافية، بالإضافة إلى النقد السياسي، والدراسات الإنسية، ودراسات الجاندر (النوع) والمنهج التاريخي، ونظرية ما بعد الكولونيالية، والتاريخية، والنظرية النسموية، وما بعد الحداثة، والمنهج الماركسي، والمنهج الظاهراتي الخ... وفي هذا السياق يلاحظ أيضا ضعف التأهيل، والتوظيف والممارسة الدائمة، وبسبب ذلك فقد غلبت السطحية والملامسة الخارجية العابرة لهذه النظريات، والمناهج والطرائق، الأمر الذي جعلها تبدو مجرد عناوين هلامية تفتقد العمق. وأما على مستوى الممارسة فإنها غالبا ما تكون غير منتجة إطلاقا.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى