مداهمات العيد تسقط شبكة عاهرات يتخفين بالحجابات والجلابيب

تمكنت فرقة العمليات التابعة لكتيبة الدرك بالثنية ليلة أمس من تفكيك شبكة دعارة متكونة من 25 شخصا بأحد الفنادق غير المرخصة بغابة الشويشة ببلدية زموري 10 كلم شرق بومرداس، جلّهم مراهقين.
وحسب المصادر التي تلقتها الشروق اليومي فإن العملية جاءت إثر مداهمة فرق الدرك الوطني لفندق لرجان الذي هو عبارة عن بناية في طور الإنجاز تعمل بشكل غير مرخص، صاحبها يقيم بفرنسا، حيث داهمت مصالح الدرك الفندق على الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة أول أمس، لتلقي القبض على الشبكة في حالة تلبس داخل غرف تضم شخصين على الأقل، حيث تم اعتقالهم وتوجيههم إلى كتيبة زموري قبل أن يحالوا إلى وكيل الجمهورية بمجلس قضاء بومرداس أين يخضعون للتحقيق.
عناصر الشبكة كانت تستغل فترة الليل لاستقبال زبائن الهوى، حيث يتم تأمين المدخل الذي يوحي أنه غير مأهول، نظرا لعدم اكتمال بنائه، من أجل إبعاد الشكوك عن حقيقة نشاطه، وهو ما ساعد القائمين على حراسته يتمادون في نشاطهم، رغم شكاوى سكان المنطقة، الموقوفون توجهوا إلى الفندق على متن 6 سيارات، ما يؤكد فرضية التنظيم الذي يميز الشبكة، أربعة سيارات تحمل الترقيم الخاص بالعاصمة، وأخرى ببومرداس، وقد تم حجز سيارات المتمهين لدى مقر الكتيبة في انتظار ما ستسفر عنه التحريات، حيث لا يستبعد أن تكون السيارات مسروقة.
وكانت العائلات الوافدة إلى المنطقة قد أودعت العديد من الشكاوى لدى مصالح الدرك والأمن بسبب الزوار الذين يصطحبون معهم نساء لممارسة الفسق والدعارة، ما جعل مصالح الأمن تشدد الرقابة على المنطقة، خاصة فندق لرجان الذي ينشط بصورة غير شرعية، كما سبق للمصالح الولائية أن دمرت عدة مجمعات سياحية استغلت عزلة الغابة لتشييد محلات للدعارة.
وفي اتصال بمقر المجموعة الولائية أكد رئيس الأركان أن العملية جاءت بعد إذن من وكيل الجمهورية لدى مجلس قضاء بومرداس، للترخيص باقتحام الفندق، بعد ورود شكوك حول مرتاديه، وهو ما تمّ فعلا، خاصة وأن الشبكة تسيّر من طرف حارسي الفندق اللذين كانا ينضمان اللقاءات الغرامية بين الزبائن، حيث استغلا فرصة غياب صاحب الفندق وحوّلاه إلى محل للفسق، بمقابل 1000 دج للشخص الواحد. ويعتقد أنها ليست المرة الأولى التي يتحوّل فيها هذا الفندق إلى وكر للدعارة. الموقوفين جلّهم مراهقين يتراوح سنهم بين 22 سنة و27 سنة، من بين الموقوفين نساء يتخفين وراء الحجاب والجلباب للتمويه عن نشاطهن، فيما ينحدر عناصر الشبكة من ولايات الوسط كالعاصمة وبومرداس.
وقد بدى على الموقوفين علامات الذعر والخوف، فيما توافدت بعض العائلات إلى مقر الكتيبة للإطمئنان على أبنائها الموقوفين.
وقد أكدت مصادر مقربة أن الشبكة المفككة لها علاقة بشبكة تنشط على المستوى الوطني، وتستغل من المناطق المعزولة مقرات لممارسة الفسق، كما تستهوي القاصرين والمراهقين، وبائعات الهوى اللواتي أصبحن يتعاملن مع بعض الفنادق المتخصصة في مثل هذه النشاطات المشبوهة.
التحقيق مع عناصر الشبكة مازال جاريا، من طرف قاضي التحقيق بمجلس قضاء بومرداس، استغرق ساعات طويلة من مساء أمس، في انتظار إثبات التهم وإحالة المتهمين على المحاكمة، فيما تباشر عناصر الدرك تمشيطا واسعا بالغابة المذكورة والتي تضم أكثر من 6 مجمعات صيفية وعائلية، وتتوسط غابة الشويشة ما يسهل استغلال مثل هذه المحلات في النشاطات المشبوهة خاصة الفسق والدعارة.
يشار إلى أن محكمة الرويبة التابعة لمجلس قضاء بومرداس كانت قد استقبلت حالة مشابهة قبل بضعة أشهر بعد اقتحام فندق ببرج البحري، وتوقيف أكثر من 20 شخصا متهمون بالدعارة، من بينهم قاصرات، ومسؤولين في سلك الأمن.