كارثة باب الوادي قد تتكرر في مدن أخرى

أكد إبراهيم عنبر، المكلف بالإعلام على مستوى الديوان الوطني للأرصاد الجوية، أن الاضطرابات الجوية التي تحدث ببلادنا عادية، موضحا أن سبب الكوارث ليس تزايد كمية الأمطار وإنما بفعل الحركة العمرانية التي لا تراعي مثل هذه المطبّات، مضيفا في ذات السياق أن الظواهر المناخية ربما تزداد وتيرتها مستقبلا وتخلّف كوارث تضاهي كارثتي باب الوادي وغرداية..

في ولاية ميلة تكبد الفلاحون في القرارم قوقة وتسدان حدادة خسائر معتبرة، حيث جرفت مياه الأمطار عشرات المضخات التي تستعمل في السقي من وادي الرمال خاصة ببلدية شلغوم العيد التي شهدت احتجاجات في أوساط العائلات التي غمرت المياه مساكنها بسبب انعدام التهيئة أو عدم صلاحيتها. كما توقفت الدراسة بمدرسة عناب الطيب بالتلاغمة بعد أن غمرت المياه الأقسام وأتلفت كتب التلاميذ، وعبر معلمون عن استيائهم من مسؤولي البلدية الذين رفضوا التدخل لإنقاذ المؤسسة من الإنهيار الحتمي والإهمال المقصود.
كما غمرت مياه الوادي مساكن أربعين عائلة ببلدية مينار زارزة وأتلفت الكثير من محتوياتها. قتيل و25 عائلة منكوبة جراء الفيضانات في المدية تسبّبت الأمطار الطوفانية التي عرفتها بعض مناطق ولاية المدية ليلة أمس، في هلاك شخص يدعى (ب.ح) يبلغ من العمر 48 سنة، في حدود الثامنة مساء بواد ''بن صاري'' ببلدية ثلاثة الدواير جرفته سيول الأمطار إلى الوادي، ولم يتمكن عناصر الحماية المدينة من انتشاله إلا بعد 4 ساعات من الجهد بسبب غزارة الأمطار التي غمرت مياهها الكثير من المنازل بهذه البلدية، مما استدعى تدخل عناصر الحماية المدنية لتفريغ هذه المياه، كما تم في نفس التوقيت إجلاء 25 عائلة من دوار لبيض ببلدية عين بوسيف، بعد أن غمرت منازلهم مياه واد ''ورك'' وتم نقلهم مؤقتا إلى مدرسة ابتدائية، أما ببلدية شنيغل فقد اضطرت العديد من العائلات من سكان حي 5 جويلية إلى إخلاء منازلها التي غمرتها المياه.
وقد تسببت الأمطار أيضا في غلق عدد من الطرق، من بينها الطريق الولائي رقم 84 الرابط بين البواعيش والشهبونية. أما ببلدية أولاد معرف، أقصى جنوب المدية، فقد تم انتشال جثة شخص من سد السخونة يبلغ من العمر 19 سنة تم نقل جثته إلى مستشفى عين بوسيف. عاصفة هوجاء تضرب مدينة سطيف وضواحيها ضربت عشية أول أمس عاصفة هوجاء عاصمة الهضاب العليا في حدود منتصف الليل، واستمر تهاطل الأمطار القوية مصحوبة بالبرد والرياح القوية قرابة الساعتين، وأصاب سكان الولاية هلع كبير ظنا منهم أن الأمر سيطول، وبالتالي التعرض لخطر الفيضانات. وفور انقشاع سحب العاصفة تم تسجيل خسائر مادية كبيرة في منازل المواطنين، خاصة بالأحياء الشعبية والفقيرة، حيث وصل منسوب المياه في بعض الأحياء 60 سنتمترا.
من جهتها مصالح الحماية المدنية سجلت 17 تدخلا منها 8 حالات بحي يحياوي أو ما يعرف بحي طانجة العتيق، والذي شهد خلال تهاطل الأمطار في المرة السابقة مناوشات بين السكان وقوات الأمن نتيجة وضعيتهم الكارثية والذي تزامن مع توزيع أزيد من 490 مسكن اجتماعي على أصحابها. من جهة أخرى أدت العاصفة إلى اقتلاع الكثير من الأشجار بعد أن تجاوزت سرعة الرياح 60 كلم في الساعة، وتناثرت في الطرقات مما استدعى تدخل أعوان الحماية المدنية لنزعها وتسهيل مرور المياه إلى البالوعات التي غمرتها المياه بشكل كلي بعد تراكم الأتربة والأوساخ، إلى ذلك تم إعلان حالة الطوارئ في جميع وحدات الحماية المدنية عبر تراب الولاية.
مصالح الحماية المدنية تتدخل لإنقاذ المحاصرين في المسيلة تمكنت مصالح الحماية المدنية بالمسيلة، من إنقاذ عديد العائلات والمركبات التي كانت محاصرة في مناطق مختلفة بإقليم الولاية، جراء الأمطار التي تهاطلت خلال الساعات القليلة الماضية من ليلة الأربعاء إلى الخميس، وكانت الولاية التي عرفت تقلبات جوية مفاجئة شهدت جملة من التدخلات من بينها إنقاذ ثمانية أشخاص كانوا محاصرين وسط مركبتين على مستوى واد ناهية وتحديدا بالنقطة الكيلومترية 198 بالطريق الوطني رقم 8 الرابط بين عين الحجل وبوسعادة. من جهة أخرى قامت ذات المصالح بالتدخل في الوقت المناسب لإنقاذ حافلة ركاب على خط وهران سطيف، حاصرتها المياه في حدود الساعة الخامسة صباحا بالمكان المسمى أولاد رية ببلدية عين الحجل، وأنقذت 52 راكبا من خطر أكيد. كما تسببت الأمطار، حسب ذات المصالح في قطع ثلاث طرق وطنية، ويتعلق الأمر بكل من النقطة الكيلومترية 101 و102 بالطريق الوطني 45 والطريق الوطني 40 بواد اللحم، والنقطة الكيلومترية 189 الطريق الوطني رقم .8
ست بلديات بالجلفة عاشت لحظات رعب عاودت الأمطار الطوفانية تساقطها أمس، على مستوى بلديات الشمال والشمال الشرقي لولاية الجلفة من عين وسارة وحد الصحاري وسيدي لعجال إلى البيرين وبنهار وعين أفقة، وعلى مدار ساعات الليل كاملة، لكنها كانت مصحوبة بعواصف قوية وحبات البرد مما أحدث حالة رعب كبيرة وسط سكان هذه البلديات، خاصة بعين وسارة التي عاشت نفس الأجواء منذ 48 ساعة الماضية.
وبعين أفقه سجل فيضان وادي الشيخ بخيتي، حيث خرجت 190 عائلة من منازلها ليلا خوفا من موجات المياه المتلاطمة لمساكنها وقضت ليلها في العراء في حين أثرت هذه المياه على المساكن الهشة فقوضت بعضها وامتلأ البعض الآخر، وهو الشيء نفسه عاشته بلدية سيدي العجال بفيضان وارتفاع منسوب مياه الوادي المؤدي إلى وادي الطويل وغمرت المياه المساكن خاصة بحي 05 جويلية، وانقطعت الطرقات التي تربط هذه البلديات منها الخصوص الطريق الوطني رقم 40 الرابط بين البيرين وعين وسارة والطريق الولائي 89 الذي يربط حد الصحاري بعين وسارة والطرق التي تربط عين أفقة بحد الصحاري وسيدي العجال، في الوقت الذي سجلت فيه هذه البلديات انقطاعات في التيار الكهربائي والاتصالات الهاتفية لساعات، وما تزال إمدادات فرق الحماية المدنية تصل إلى هذه البلديات. أحياء تغمرها السيول وعائلات تقضي الليالي في العراء في تيزي وزو لا يزال شبح الفيضانات يهدد عائلات بأكملها بأحياء عديدة بولاية تيزي وزو رغم تدخل السلطات المحلية في كل مناسبة لإصلاح الوضع دون فائدة بما أن الأماكن التي خضعت في السابق إلى أشغال إعادة التهيئة نفسها هي التي تعاني من مياه السيول الجارفة التي تداهم البيوت، لتعم الفوضى بها ويزداد هول السكان الذين يضطرون في بعض الأحيان للمبيت في العراء.
وهي الوضعية التي عاشتها العائلات القاطنة بحي 240 مسكن بذراع بن خدة الليلة ما قبل الماضية؛ حيث تعذر عليها الالتحاق بمنازلها التي غمرتها مياه الأمطار وأفسدت بعض أغراضها المستخدمة في قضاء الليالي. واللافت أن هذا الحي المنجز مؤخرا تمت تهيئة محيطه، إلا أن مشكل تدفق مياه السيول إليه ما يزال قائما مما أثار استياء القاطنين الذين عابوا على المسؤولين عدم اكتراثهم بهموم السكان والاكتفاء بإجراء ترميمات عشوائية تؤدي في غالبية الأحيان إلى استفحال المشكل من جديد بمجرد تهاطل الأمطار. كما غمرت مياه السيول أحياء أخرى بمدينة تيزي وزو على غرار حيي ''حموتان'' و''عمراوة''؛ حيث امتلأت أقبية العمارات بالسيول الجارفة مما خلق صعوبة في بلوغ مشارف أبوابها الرئيسية. إصابة 37 تلميذا بجروح في حادث مرور بقسنطينة أصيب 37 متمدرسا في مؤسسات تابعة لبلدية ابن زياد بولاية قسنطينة كانوا على متن حافلة للنقل المدرسي بجروح في حادث مرور وقع صباح أمس، حسب ما أورده بيان للدرك الوطني.
وأوضح نفس المصدر أن الحادث وقع على الساعة الـ7 و20 دقيقة على الطريق الرابط بين ابن زياد ووادي العثمانية في المكان المدعو العناب عندما فقد سائق الحافلة السيطرة على مركبته نظرا لضيق الطريق عند التقائه بشاحنة صهريج قادمة من الجهة المعاكسة والتي انقلبت على حافة الطريق.