مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
المحترف
المحترف
مشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
مشرف منتدى أخبار و تاريخ  مستغانم
عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008

تركيا .. لماذا تغيرت ؟! Empty تركيا .. لماذا تغيرت ؟!

الإثنين 19 أكتوبر 2009, 07:05
تركيا .. لماذا تغيرت ؟!

عصــام زيــدان

لا يخفى على متابع أن تركيا في ظل حزب العدالة والتنمية تسير بخطوات محسوبة ودقيقة خاصة في سياستها الخارجية تغير من وجه تركيا الأتاتوركية المعروفة بعلمانيتها المتطرفة الميممة وجهها ناحية الغرب الأوروبي باعتباره الأمل المنشود والجنة الموعودة.
والمهم في رصد التحول الداخل التركي في علاقته بالخارج أن نجيب عن سؤالين اثنين, الأول عن سبب هذا التغير التركي,والثاني عن السمات المميزة لهذا التغير.

تركيا لماذا تغيرت؟
نرى أن هناك سببين رئيسيين في هذا التحول التركي:
السبب الأول في هذا التغير يرجع إلى انقلاب هرم السلطة في البلاد:
فبدلا من كون العسكر متحكمين في أمور البلاد, قبع الجيش وقيادته العلمانية في المرحلة الراهنة, أوهم في طريقهم إلى مكانهم الطبيعي في هرم السلطة, كأداة منفذة فقط للسياسات التى يرسمها الساسة الذين ينتمون إلى حزب العدالة والتنمية.
ولاشك أن بين القيادتين اختلاف جذري في التوجهات والرغبات والميول والأهداف, فالعسكر دينهم العلمانية وقبلتهم الغرب وصديقهم اليهود,وعدوهم الإسلام, ومن ورائهم القوا بالعالم العربي والإسلامي على اعتبار أنه مستنقع التخلف والجهل.
ومن هذا المنظور وبتلك السياسية كان تركيا تدار من قبل العسكر, وقد استطاع حزب العدالة والتنمية من أن يخفف من غلواء هذه السياسة المتطرفة, وأخذ بزمام تركيا إلى سياسية أكثر اعتدالا, لاتعادي الغرب وتكسب العرب, تدرك بعدها التاريخي وعمقها الاستراتيجي ولا تجافيه أو تخاصمه, بل تستغله في صنع سياسية خارجية متزنة وعاقلة.

السبب الثاني يعود إلى مبررات الرفض الأوربي لقبول تركيا في عضوية الاتحاد:
فهذا الرفض والتنكر لاستحقاق تركيا هو ما أيقظ في حس الاتراك بالعموم,والقيادة السياسية على وجه الخصوص, الشعور بالهوية والتميز بالفعل عن أوروبا وأن ساحتهم المقبولة التى يتميزون فيها, هي العالم العربي والإسلامي,والفضاء الواسع في أسيا الوسطى حيث الامتداد التاريخي والديني والثقافي واللغوي.
فلم تجد فرنسا ولا ألمانيا أية غضاضة ولا حرج في التأكيد مرارا على أن تركيا ذات الـ 70 مليون مسلم لا مكان لها في النادي الأوروبي المسيحي, لان مجرد وجود هذا العدد الضخم من المسلمين ضمن الاتحاد الأوروبي يعنى فقدانه لهويته المسيحية.
وكان هذا الموقف الأوروبي الثابت دافعا للشعور القومي والديني التركي بالاستيقاظ من غفوته, والبحث عن المسار الصحيح لسياسية تركيا الخارجية التى تتوائم مع هويتها,وتجد فيها أدوارا بارزة تناسب قوتها وطموحها في لعب أدوار إقليمية ودولية مرموقة.

ملامح وسمات السياسة الخارجية التركية:
هناك ملامح عدة ميزت السياسية الخارجية في عهد حزب العدالة والتنمية التركي, لعلنا نذكر بأهمها:
ـ تعدد وتنوع المحاور:
فقد أدركت تركيا أن قيمتها ومكانتها الإقليمية والدولية تأتي من خلال قدرتها على بناء تحالفات متعددة في السياق الاقليمي والدولي, حتى وأن بدت هذه التحالفات في رؤية البعض متناقضة ومتعارضة, أو لايمكن الجمع بينها خاصة في بيئة وعره سياسيا كمنطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الإطار ترى تركيا أن علاقتها مع أي طرف أو محور إقليمي أو دولي ليست بديلا عن العلاقات مع طرف آخر, فالانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي لن يؤثر برأيها على دورها فى الشرق الأوسط,وتحالفها مع أمريكا لا يؤثر على سعيها للتعاون مع روسيا,وعلاقتها مع العرب, لاتعنى قطع كل الوشائج والروابط مع إيران أو "إسرائيل".
فأنقرة, كما وصفها مهندس السياسة الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يجب أن تُعرف في المرحلة الجديدة على أنها بلد مركز, وتكون بذلك مساهمة، لا عبئا في التفاعل الدولي.

ـ تصفير المشكلات مع دول الجوار الجغرافي:
فتركيا تركز في سياستها الخارجية على توطيد علاقاتها مع كافة الدول المجاورة, حيث تحسنت العلاقات مع جيرانها بشكل كبير خلال الأعوام الماضية, ونجحت في إقامة علاقات استراتيجية مع سوريا, وكانت حتى وقت قريب الاعلاقات بينهما قريبة من الاشتعال, كما وطدت علاقتها مع إيران وأنهت أزماتها التاريخية مع اليونان وروسيا ومؤخرا مع أرمينيا.
وهذا المنحي الخارجي,وصفه أوغلو بـ"بتصفير المشكلات", بحيث تقلل تركيا إلى حد كبير العدوات وتتفرغ لبناء العلاقات وفض النزاعات.

ـ سياسية السلام الاستباقية:
ومن بين المحاور الرئيسة للسياسية الخارجية التركية الجديدة سياسية "السلام الاستباقية", وتقوم هذه السياسة, كما وصفها أوغلو في محاضرة بمركز الأهرام للدراسات, على ضرورة التحرك فورا فى حالة ظهور بوادر لأزمة ما، قبل وقوعها.
وأشار في محاضرته تلك إلى الجهود التى بذلتها تركيا منذ الاستعدادات الأولى للحرب الأمريكية على العراق فى عام 2002, حيث دعت إلى انعقاد اجتماع لدول جوار العراق لبحث الأزمة كما هو الحال أيضا خلال أزمة لبنان فى عام 2006.
وقال الوزير التركي إن بلاده اتخذت عدة مبادرات مع مصر من أجل التوصل إلى حوار عربى ـ إسرائيلي، وكذلك من أجل تحقيق الوفاق بين الأطراف الفلسطينية، مستعرضا أيضا الجهود التى تبذلها حكومة أنقرة لدعم الاستقرار والأمن فى منطقتي القوقاز والبلقان.

ـ تقليص التحالف الاستراتيجي مع "إسرائيل":
فمنذ تولي حزب العدالة والتنمية فثمة اتجاه لتقليص التحالف الاستراتيجي الذي كان قائما مع "إسرائيل", وكانت ذروة هذا التحول التركي خلال العدوان الإسرائيلي على غزة والمحرقة التي ارتكبها جنود الاحتلال، والانتفاضة التي تبدت في مواقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان خلال مؤتمر دافوس الاقتصادي في مواجهة رئيس الإسرائيلي شيمون بيريز,وأخيرا قرار تركيا الأخير بإلغاء مشاركة "إسرائيل" في مناورات "نسر الأناضول" التي تشارك فيها الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل أيام معدودات.

ـ الاقتراب التركي من القضايا العربية:
فمن السمات المميزة للسياسية الخارجية التركية,الاقتراب من القضايا العربية والإسلامية,مثل اهتمامها بالقضية الفلسطينية، والتفاعل معها إيجابيا، وتكريس الدفاع عنها في المحافل الدولية.
ويشكل هذا الاهتمام أحد محاور الاهتمام التركي بإقامة تحالف مع الدول العربية, تتوزاى وتتناسب مع انسحابها من التحالف الاستراتيجي مع "إسرائيل", وقطعت مع سوريا بالفعل شوطا في هذا الاتجاه على طريق الانتقال بالعلاقات الثنائية إلى مرحلة استراتيجية متقدمة.

وأخيرا نقول أن تركيا تغيرت وفي طريقها لتكون القوة الإقليمية القادرة على لعب أدوار شديدة الأهمية,ولعل من مصلحة العرب جميعهم السعي لإقامة علاقات وتحالفات استراتيجية مع هذه القوة الصاعدة بدلا من التفرغ لتنقية الأجواء البينية التى ما عاد منها كبير فائدة, وليسلم الجميع بقيادة هذه القوى الإسلامية الصاعدة بدلا من منافستها.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى