ثلاث فرضيات لمن كان السّبب في اغتياله ''سي الحوّاس'' ذهب ضحية التخطيط لتصفية العقيد عميروش

استحضر المؤرّخ حمّو عميروش، المحطّات النضالية الكبيرة التّي عاشها لمدّة عام ونيف مع الشهيد العقيد عميروش، قائلا: ''لا يمكن أن نحصر بطلا وطنيا كعميروش في الولاية التاريخية الثالثة، فهو رجل دولة وقائد جيش لكل الجزائر''، مؤكدا أن عملية استشهاد العقيد اتهمت فيه أطراف ثلاثة وهي: المصاليون، قيادة أركان الثورة، بالإضافة إلى العدوّ الفرنسي. تكلّم حمّو عميروش، أوّل أمس، في فضاء إفريقيا في الصّالون الدّولي للكتاب، عمّا أسماه بـ''حقائق ثورة نوفمبر المجيدة''، وعن اللّحظات العصيبة التي عاشها، وهو يتلقى فاجعة استشهاد العقيد الشّاب مشيرا إلى أن كتابه ''عام مع الكولونيل عميروش'' الذي استلزم 458 صفحة و50 سنة لكتابته، لم يكن عبثيا ولا مناسباتيا، قائلا: ''حاولت قدر الإمكان أن أوفي حق الرجل علينا، كجزائريين وكشاهدين على مرحلة بلورت تاريخ الجزائر الحديث. ورغم اجتهادي إلا أنني لم أجب بصفة قطعية عمن كان وراء استشهاده في المعركة الشهيرة بجبل ثامر ببوسعادة، حيث استشهد معه القائد الكبير العقيد سي الحواس الذي قال عنه المتحدث ''راح غلاط'' مع التخطيط لاغتيال عميروش، وقد اكتفيت بطرح ثلاث فرضيات مرتّبة حسب الأقرب إلى الفعل، وهم المصاليون، القيادة العامّة للثّورة، والجيش الفرنسي ''يعني أن عدم معرفتي للفاعل، تجعلني أجهل الدافع وراء هذه الجريمة، التي حرمتنا حتى من جثة الشهيد إلى يومنا هذا''. وفي إجابته عن سؤال ''الخبر''، عن عدم تناول هذه الأحداث في التاريخ الرسمي، قال حمّو عميروش ''إن كواليس الثورة الجزائرية كثيرة، بما فيها اتهام كريم بلقاسم بتدبير قتل عميروش، قد تؤدي بعض هذه الحقائق إلى إعادة كتابة التاريخ كلية، لكن هذا لا ينقص مثقال ذرّة من مجد ثورة القرن''. عاد حمّو عميروش، في وقفته التاريخية، إلى بطولات العقيد عميروش، ومعاملته لجنوده إذ جاء في معرض شهادته ''كان عميروش يحافظ على الصّلوات الخمس في الجبل، وكنت أؤم الصلوات الجماعية فيها فترة تجنيدي تحت قيادته، لكنه لم يكن يجبر أحدا على أدائها، مما يبرز وسطية الرّجل وتفهمه وبصيرته''، معترفا أن حزم الرّجل كان له أثرا كبيرا في نفوس الجنود، ما زرع هيبة وخوفا منقطع النظير بين أوساط الجيش، كما أن الرّجل كان يكنّ احتراما كبيرا لرفقائه في الجهاد أمثال العربي بن مهيدي وبن بولعيد وديدوش مراد والعقيد لطفي.