مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
العجيسي
عضو خبير متطور
عضو خبير متطور
عدد الرسائل : 1595
البلد : الموت في نظرية العود الابدي Male_a11
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009

الموت في نظرية العود الابدي Empty الموت في نظرية العود الابدي

الإثنين 07 ديسمبر 2009, 19:12
من بين المواضيع الدي احبها موضوع الموت ,هدا الكائن الاجنبى الدي يهددنا في اعز ما نملك -الحياة-من اين يأتي !!!هل يأتي من المستقبل ام من الماضي ....أم يولد معنا ربما, يعنى نولد من اجل ان نموت....ياللفضاعة...يا الله اين نحن ؟

وهكدا تكلم نيتشه على لسان النبي الفارسي زرادتش قائلا::عن الموت
ادا كنا نعيش متجهين الى الامام ,فأننا نفكر دائما متجهين الى الوراء.كل شىء يمضي,كل شىء يعود,وتدور الى الابد عجلة الوجود كل شىء يتفتح من جديد ,وخالدا يمضى زمن الوجود,والاشياء كلها تعود في خلود.
هدا تصور دهرى لمشكلة الموت (وما يهلكنا الا الدهر).
هدا رأيه... وماهو رأيكم و كيف تنتصرون على الموت ؟

العجيسي
avatar
gramo
عضو خبير متطور
عضو خبير متطور
عدد الرسائل : 2387
البلد : الموت في نظرية العود الابدي Female18
نقاط : 4450
السٌّمعَة : 37
تاريخ التسجيل : 19/03/2009

الموت في نظرية العود الابدي Empty رد: الموت في نظرية العود الابدي

الإثنين 07 ديسمبر 2009, 20:45
هل فيه احد انتصر على الموت؟
اخي العجيسي كم من عالم و كم من فيلسوف و كم و كم قد بحثوا في شأن الموت و لا زالوا لكن ماذا كانت النتيجة لا شيء و اظن ان هذا تحد و الله اعلم و لهذا ممكن القول اصبح الموت "مشكلة" عندهم اما نحن المسلمون نقول للموت مرحا به لأنه حق و فرض على كل كائن قال تعالى: "قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ"
و قال ايضا:"كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ"
ممكن القول: ننتصر على المرض هذا صحيح لكن النهاية فعلمها عند خالقها
و السلام و تحيتي اليك.
avatar
العجيسي
عضو خبير متطور
عضو خبير متطور
عدد الرسائل : 1595
البلد : الموت في نظرية العود الابدي Male_a11
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009

الموت في نظرية العود الابدي Empty رد: الموت في نظرية العود الابدي

الثلاثاء 08 ديسمبر 2009, 12:16
gramo كتب:
هل فيه احد انتصر على الموت؟
اخي العجيسي كم من عالم و كم من فيلسوف و كم و كم قد بحثوا في شأن الموت و لا زالوا لكن ماذا كانت النتيجة لا شيء و اظن ان هذا تحد و الله اعلم و لهذا ممكن القول اصبح الموت "مشكلة" عندهم اما نحن المسلمون نقول للموت مرحا به لأنه حق و فرض على كل كائن قال تعالى: "قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ"
و قال ايضا:"كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ"
ممكن القول: ننتصر على المرض هذا صحيح لكن النهاية فعلمها عند خالقها
و السلام و تحيتي اليك.


صديقي قرامو,في موضوعي هدا, لم اشير الى الانتصار الطبيعى على الموت, ورغم كل هدا انتصرنا على موت القلب وعلى اشياء كثيرة .
بل اشرت الى الموت المعنوى لا المادى كما تشير الاية (فأنه ملاقيكم) وهو قادم من المستقبل ,بتصور متعالى ورعب معنوى ,متحديا حاضرنا ,مشتتا اياه بين الغياب الاكيد وهشاشة الحضور,والضغط نحو الاسفل ,الى الفناء ,الى الانعزال, الى التوهم ...
هل انتصرنا عليه لا اعتقد ,انه يقيم فينا نحلم به ونموت من اجله,يا...لدهشة هل نحن الموت نفسه ؟ولدا يجب علينا ان نتصدى له بالتأمل ,الفكر والبحث عن عقدته ,ربما اخترع نفسه خوفا من العدم !!معلنا بأنه يسكن المستقبل حتى يصعب الامساك به.
كن جميلا ترى الوجود جميلا.....حين نوجد لا يوجد ,وحين يحضر لا نوجد. كما قال احدهم :twisted:

ملاحظة قرامو يجب ان نفرق بين مفهوم الموت في الدين ,ومفهوم الموت الطبيعي


مجرد تأملات احترماتى
العجيسي
khalod
khalod
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 335
العمر : 113
البلد : الموت في نظرية العود الابدي Female31
نقاط : 441
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 18/11/2009

الموت في نظرية العود الابدي Empty رد: الموت في نظرية العود الابدي

الثلاثاء 08 ديسمبر 2009, 12:44
" كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون"
موضوع عظيم جدا وهذا من وصايا النبى حيث قال
"اكثروا من ذكر هادم اللذات "
وعموما عندنا مقولة تقول
ان لكل شىء حل الا الموت
اسال الله العظيم ان يتوفنا وهو راض عنا
avatar
العجيسي
عضو خبير متطور
عضو خبير متطور
عدد الرسائل : 1595
البلد : الموت في نظرية العود الابدي Male_a11
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009

الموت في نظرية العود الابدي Empty رد: الموت في نظرية العود الابدي

الثلاثاء 08 ديسمبر 2009, 13:23
الى خالود

انت كمسلم قلت بأن "لكل شىء حل الا الموت"
اعتقد بأن الاسلام انتصر على الموت وصار لا مشكل,في تأكيده على خلود الروح واليوم الاخر,وهدا انتصار على الموت.
يبدو عليك يا خلود لم تنتصر لا على الموت ولا على الحياة.......من اين جئت بهدا الاسلام المتناقض.
والفائدة من دكر هادم اللدات اعتقد بأنه ممرسة تجرد اصيل من الرغابات للحفاظ على قلوبنا حية لا ميتة وهكدا عالج سيدنا محمد(ص) ظاهرة الموت المادى والمعنوي
فاروق
فاروق
مشرف منتدى الأخبار
مشرف منتدى الأخبار
عدد الرسائل : 7766
العمر : 52
الأوسمة : الموت في نظرية العود الابدي 110
البلد : الموت في نظرية العود الابدي Male_a11
نقاط : 16819
السٌّمعَة : 53
تاريخ التسجيل : 09/08/2008

الموت في نظرية العود الابدي Empty رد: الموت في نظرية العود الابدي

الثلاثاء 08 ديسمبر 2009, 16:38
يا العجيسي
بكل صراحة فكرك يستهويني بل في حالات كثيرة يستفزني ويحرضني على البحث والتنقيب عبر شبكة الأنترنيت ،قصد استلهام العبر وجني الثمر ، وفي كثير من الأحيان أستنجد بفكر المستنرين من العلماء والمفكرين العرب والمسلمين لعلي أصل إلى غور فكرك ،فإنك جريء تطرح أسئلة تعتبر من الطبوهات في مجتمعنا الاسلامي المحافظ خوف الانزياح عن الجادة والابتعاد المادة ،و الخوض في المقدس المحرم وهذا شره مستطير،ومآله الخزي المستمر في هذه وتلك . فإليك ما يقوله :
أ.د. مصطفى بنحمزة
لقد شغلت الرغبة في تعرف حقيقة الموت أذهان العلماء والفلاسفة منذ القديم، فكانت لهم تصورات عديدة مستملاة من مذاهبهم ومواقفهم الفكرية؛ فكان منهم من تمثل الموت تمثلاً مادياً فلم يَرَ فيه أكثر من توقف للجسم عن أداء وظائفه الفسيولوجية لسبب طبيعي، أو لسبب مفاجئ يختم العمر. وكان منهم آخرون تمثلوه تمثلاً روحيا يتم فيه فك الارتباط بين الروح والجسد ليكون ذلك مرحلة ضرورية للخلوص إلى مرحلة جديدة تتجلى فيها الحياة تجلياً آخر أرقى وأشرف.
لقد رأى بعضهم -ومنهم المعتزلة والطبيعيون- أن الموت إنما هو انطفاء بذرة الحياة الذي يعقب توقف الجسد عن أداء وظائفه الفسيولوجية. والموت على هذا حالة عدم "ينشئها انسحاب الحياة من الجسد". ولكن على النقيض مما ذهب إليه المعتزلة والطبيعيون، فإن أهل السنة قد كونوا لهم مذهباً مستقى من إفادة القرآن وتنصيصه على كون الموت مخلوقاً، أي كونه شيئاً وُجوديّاً. وتعريفات هذا الفريق تلتقي عند هذا المعطى، ومن تلك التعريفات قولهم: "الموت صفة وجودية خُلقت ضد الحياة"(1)، أو هو "صفة وجودية مُضادةٌ للحياة"(2)، أو "هو كيفية مخلوقة في الحي"(3)، إلى غير ذلك من التعاريف التي تطفح بها كتب العقيدة، وهي تعاريف تشترك في اعتبار الموت وجوديّاً سواء كانت جوهراً أو عرضاً.
لكن الإشكال رغم هذه التعاريف لا يزول، ويظل العقل ينظر إلى الموت على أنه مجرد عدم ومجرد اضمِحْلال وتوقف، وهذه الأعراض لا يمكن أن تكون أشياء وجودية لأنها نقائض لأعراض أخرى وجودية ماثلة. وهذا ما يفرض تلمّس الجواب في تحليلات أخرى قادرة على تقريب المعنى القرآني للموت بعمق واستبعاد التكلف والتمحل؛ وهو الأمر الذي نجح فيه بديع الزمان سعيد النورسي، وهو يلامس بعبقرية نادرة وبعُمق قليل النظير قضيةَ كون الموت مخلوقاً رغم أن الظاهر يوحي بخلاف ذلك.

النورسي وفلسفة الموت
لقد أوضحت أنه على كثرة ما تناول المتناولون قضية الموت محاولين تصورها ضمن حدود العطاء القرآني، فإن المتتبع لا يجد من كل تلك الآراء شفاء لغليل ولا حلاٌّ لإشكال، وإنما يجد الموضوع منبهماً مظلماً في كثير من جوانبه، وبذلك تظل الحاجة قائمة إلى تحليل جديد.
لقد كان الإشكال قائماً ولا شك في أذهان بعض المشتغلين بمثل هذه القضايا الفكرية، فوَجّه إلى النورسي سؤالاً في الموضوع، فأجاب عنه بجوابه الذي أثبته في مجموعة المكتوبات من كليات رسائل النور(4) وصدَّر الإجابة بإيراد السؤال ونصه: "إنه يفهم من آيات القرآن الحكيم مثل قوله تعالى الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (الملك:2) أن الموت أيضاً مخلوق وأنه نعمة كالحياة، مع أن الموت في الظاهر انحلال وعدم وتفسّخ وانطفاء الحياة وهادم اللذات، فكيف يكون الموت مخلوقاً ونعمة؟"(5)
وبهذا السؤال الذي لا أراه صادراً إلا عن فكر مشغول بتعرف وجه الحق من هذا الإشكال، وهو سؤال محدَّد ينصبّ على فكرتين محدَّدتين هما كون الموت نعمة وكونه أمراً وجودياً؛ وهما فكرتان يصعب تمثلهما فضلا عن تقريبهما للغير والدفاع عنهما بقوة إقناعية. فأما عن كون الموت نعمة، فإن ذلك يتجلى في نظر النورسي في مظاهر أربعة:(6)
"أولها: الموت إنقاذ للإنسان من أعباء وظائف الحياة الدنيا ومن تكاليف المعيشة المثقلة. وهو باب وصال في الوقت نفسه مع تسعة وتسعين من الأحبة الأعزاء في عالم البرزخ، فهو إذن نعمة عظمى!
ثانيها: إنه خروج من قضبان سجن الدنيا المظلم الضيق المضطرب، ودخول في رعاية المحبوب الباقي وفي كنف رحمته الواسعة، وهو تنعم بحياة فسيحة خالدة مستنيرة لا يزعجها خوف، ولا يكدّرها حزن ولا همّ.
ثالثها: إن الشيخوخة وأمثالها من الأسباب الداعية لجعل الحياة صعبة ومرهقة، تبيّن مدى كون الموت نعمة تفوق نعمة الحياة. فلو تصورتَ أن أجدادك مع ما هم عليه من أحوال مؤلمة قابعون أمامك حالياً مع والديك اللذين بَلغا أَرذل العمر، لفهِمتَ مدى كون الحياة نقمة، والموت نعمة؛ بل يمكن إدراك مدى الرحمة في الموت ومدى الصعوبة في إدامة الحياة أيضاً بالتأمل في تلك الحشرات الجميلة العاشقة للأزاهير اللطيفة، عند اشتداد وطأة البرد القارس في الشتاء عليها.
رابعها: كما أن النوم راحة للإنسان ورحمة، ولاسيما للمبتلين والمرضى والجرحى، كذلك الموت -الذي هو أخو النوم- رحمة ونعمة عظمى للمبتلين ببلايا يائسة قد تدفعهم إلى الانتحار."
أما الشق الثاني من السؤال وهو المتعلق ببيان كون الموت أمراً وجودياً فقد قال عنه النورسي ما نصه: "إن الموت في حقيقته تسريح وإنهاء لوظيفة الحياة الدنيا، وهو تبديل مكان وتحويل وجود، وهو دعوة إلى الحياة الباقية الخالدة ومقدمة لها؛ إذ كما أن مجيء الحياة إلى الدنيا هو بخلق وبتقدير إلهي، كذلك ذهابها من الدنيا هو أيضاً بخلق وتقدير وحكمة وتدبير إلهي؛ لأن موت أبسط الأحياء -وهو النبات- يُظهر لنا نظاماً دقيقاً وإبداعاً للخلق ما هو أعظم من الحياة نفسها وأنظم منها. فموت الأثمار والبذور والحبوب الذي يبدو ظاهراً تفسّخاً وتحللاً هو في الحقيقة عبارة عن عجن لتفاعلات كيمياوية متسلسلة في غاية الانتظام، وامتزاج لمقادير العناصر في غاية الدقة والميزان، وتركيب وتشكّل للذرات بعضها ببعض في غاية الحكمة والبصيرة، بحيث إن هذا الموت الذي لا يرى، وفيه هذا النظام الحكيم والدقة الرائعة، هو الذي يظهر بشكل حياة نامية للسنبل وللنبات الباسق المثمر. وهذا يعني أن موت البذرة هو مبدأ حياة النبات الجديدة، أزهاراً وأثماراً، بل هو بمثابة عين حياته الجديدة؛ فهذا الموت إذن مخلوق منتظم كالحياة.
وكذلك فإن ما يحدث في معدة الإنسان من موت لثمرات حية أو غذاء حيواني، هو في حقيقته بداية ومنشأ لصعود ذلك الغذاء في أجزاء الحياة الإنسانية الراقية. فذلك الموت إذن مخلوق أكثر انتظاماً من حياة تلك الأغذية.
فلئن كان موت النبات -وهو في أدنى طبقات الحياة- مخلوقاً منتظماً بحكمة، فكيف بالموت الذي يصيب الإنسان وهو في أرقى طبقات الحياة؟ فلا شك أن موته هذا سيثمر حياة دائمة في عالم البرزخ، تماماً كالبذرة الموضوعة تحت التراب والتي تصبح بموتها نباتاً رائعاً في الجمال والحكمة في عالم الهواء".
لقد استطاع النورسي من خلال هذا النص أن يغوص بفكره الوقاد وبألمعيته النادرة خلال بواطن الأشياء ليستخلص منها تصوّراً منطقياً تستطيع العقول أن تدركه وتُجاوب معه، وقد اختار أن يشخص وجودية الموت انطلاقاً من مظاهر مادية لا يُخطِئُها النظر.
فالموت في نظر النورسي بداية رحلة جديدة من الحياة تأتي بعد أن يسلم المرء الروح ليبدأ مرحلة حياتية أشرف وأسمى من تلك الحياة المرئية المألوفة.
والموت بهذا هو قنطرة العبور وممر الخلوص إلى الحياة الأشـفّ. ومصيرُ الإنسان في هذا أشبه ما يكون بمصير حبة القمح أو النواة التي تُودع الأرضَ وتغمر بالماء فيؤدي ذلك إلى تحولات كميائية غير عشوائية تخضع لقانون صارم في التحول والتغير وهي مع ذلك تتبدى للناظرين مجرد حبة عفنة متفسخة، لكنها سرعان ما تنبثق عن فصيلة تحمل سنابل عديدة في كل سنبلة منها عشرات الحبات.
وهذا التجلي اليانع ليس في الحقيقة إلا حياة جديدة للحبة الواحدة الواهنة المتمزقة في أحشاء الأرض، ولولا ذلك التفسخ والاضمحلال لما وجدت الحبة إلى هذه الحياة الأوفر طريقاً أو سبيلاً. وتفسخها الذي يُرى اضمحلالاً وتحللاً إن هو في واقعه إلا إشراقة جديدة للحياة.
وإذا كان هذا الانتقال يتم بهذه الكيفية وبهذا الانضباط التام لقوانين كميائية صارمة، فمعنى ذلك أن هناك حركة قوية منضبطة يراها الناس اضمحلالاً وهي عمليات معقدة محكومة بسنة الله في الخلق؛ وحين تصير حبة القمح مئات الحبات، فإنها قد تصير غذاء للإنسان، فتخالط منه الدم والخلايا وتدخل في تركيبه وبنائه وتصير جزءاً من خلايا التفكير ومن الأعصاب فيه، فتنتقل إذن لتحيا مجدّداً في صورة أشرف بكثير من صورتها الأولى. وما كان لها أن تكون كذلك لولا ذلك الاضمحلال الظاهري الذي يُرى في أعين الناس فناءً وعدماً وهو في واقعه وجود جديد وتجلٍّ أبرز من الأول.
إن صورة استعادة الحبة للحياة ليست في واقعها إلا صورة مُقرِّبة لاستعادة الإنسان حياته بعد أن يموت فينتقل إلى وجود ليس الوجود الأول شيئاً بالنسبة إليه، ومفارقته الحياة الدنيا أمر ضروري ليُسَنْبِل حياة جديدة سالمة من كل منغصات الحياة الأولى.
وبهذا التصور البديع الرائع استطاع النورسي أن يبلغ الغاية من تقرير كون الموت أمراً وجودياً ما دام هذا الموت عبارة عن تفاعلات منضبطة منسقة يَنتُج عنها استعادة الإنسان لوجوده مرة أخرى. وهذه التفاعلات ليست ولا شك إلا أمراً وجودياً عبّر عنه القرآن الكريم بقوله: اَلَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ (الملك:2).
إن تحليل النورسي ذو أهمية بالغة بالنسبة لدارسي العقيدة وللمفسرين على حد سواء، وأهميته تكمن في ملاحظ عدة: منها أنه استطاع أن يقرب بجلاء ودون تأويلات بعيدة وجودية الموت، وهذا أمر طالما عسر على كثير ممن تناولوا الموضوع.
وتكمن أهمية التحليل أيضاً في أنه استطاع أن يعطي صورة غيرَ مُرعبة عن الموت، لأن الموت بهذا ليس فناء ولا اضمحلالاً ولا انسحاباً، وإنما هو مجرد تحول ونُقلة إلى الأكمل والأشرف.
وتحليل النورسي ينظر إلى قول أبي العلاء المعري:
خلق الناس للفناء فضَلّتْ أمة يحسبونهم للنفاد إنما ينقلون من دار أعمال إلى دار شقوة أو رشادولقد كان الخوف من الموت دائماً مرتبطاً بتصوره عدماً وفناء، فمن ثَم كان الإنسان أسير ذلك الخوف، يراه حرباً على الوجود الإنساني وهدماً لكينونته، فيكرهه ويتحاشى أسبابه حتى ولو كانت جهاداً من أجل الحق ودفاعاً عن العقيدة ومواجهة للباطل.
إن فلسفة الموت عند النورسي إعلان عن بقاء الإنسان واستمراره واتصال حياته الأخرى بالأولى، وهي رفض لفلسفة العدم والإلغاء والتشاؤم التي أشاعتها الفلسفات المادية التي حصرت حياة الإنسان في البعد الأول من رحلته، وأَوهَمَته أن الموت نهايته ودماره فتأزم لذلك.
إن تحليل النورسي إلى جانب كل ما سبق مفيد كل الإفادة على أكثر من مستوى؛ فهو مفيد على المستوى العقدي، لأنه ينصبّ على ظاهرة الموت التي هي عتبة اليوم الآخر، وهو جزء من الغيب الذي يؤمن به كل مؤمن.
كما أن تحليل النورسي مفيد على المستوى النفسي، لكونه يكسب المرء اطمئناناً وانسجاماً مع الذات وثقة بالحياة في بعدَيها الأول والثاني؛ كما أنه يهوّن من شأن الموت فلا يجعله ذلك الشبَح المرعب الذي يفني الإنسان ويدمره. ومثل هذا الإحساس لا يكسب الإنسان إلا شجاعة خاصة لمواجهة المشاق واقتحام الصعاب مادام الموت وهو أقصى ما يراد بالإنسان ليس في حقيقته إلا رحلة نحو حياة تقر النفس بها وتطمئن، لأن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون.
avatar
gramo
عضو خبير متطور
عضو خبير متطور
عدد الرسائل : 2387
البلد : الموت في نظرية العود الابدي Female18
نقاط : 4450
السٌّمعَة : 37
تاريخ التسجيل : 19/03/2009

الموت في نظرية العود الابدي Empty رد: الموت في نظرية العود الابدي

الثلاثاء 08 ديسمبر 2009, 17:43
يا اخي مضوعك رائع و لكن
اولا: ما هو قصدك بالتحديد ؟
تريد بكلامك هذا الخوض في هذه الكلمة وهي "الموت" او للوصول الى ما وصلوا اليه غيرنا؟
انطلاقا من البحث و الفكر الى آخره في هذه الحالة يمكن النقاش اما عن هذا الكائن على وجه التحديد فقد فصل فيه القرآن يا اخي فلماذا اذن لا تستدل به و يكون هو المرجع لكل شيء اما الكائنات الأخرى يمكنك البحث و كم من مرة سئل سيد الخلق صلى الله عليه وسلم عن هذا؟ فقال علمها عند الله.
ثانيا: في ما يخص طرح الموضوع في المنتدى
لي ملحوظتان:
ـ لما يطرح موضوع للنقاش فرأيي لا يتسرع صاحبه بالإنفعال حتى يرى وجهة نظر 4 او 5 على الأقل من الأعضاء.
ـ في اعتقادي مخاطبة اناس في المسجد ليست هي امام جمهور في الساحة او في قاعة تربوية او محاضرة و انت تعرف ذلك "لكل مقام مقال" باحترامي للجميع و انا اشجعهم و لا اقلل من قيمة احد. و في الأخير اخي المحترم احب مواضعك و قراءتها و انا لا اعرفك فكيف بي اذا عرفتك اكون اشتدّ حبّا لك. و اذا فهمت من قولك المقصود التحررللبحث العلمي للوصول الى ما وصل اليه غيرنا اعتقد ان نفهم جيدا قول الله: "كنتم خيرة امة اخرجت للناس"
و اشاطرك هل فعلا نحن خيرة امة اخرجت للناس؟؟؟؟
و بهذا يسهل لنا الطريق: في قوله تعالى:"يا معشر الجن و الإنس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات و الأرض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان"
هذه الآية الكريمة جاءت قرب نهاية النصف الأول من سورة الرحمن‏،‏ التي سميت بتوقيف من الله‏(‏ تعالي‏)‏ بهذا الاسم الكريم لاستهلالها باسم الله الرحمن‏،‏ ولما تضمنته من لمسات رحمته‏،‏ وعظيم آلائه التي اولها تعليم القرآن‏،‏ ثم خلق الإنسان وتعليمه البيان‏.
تحيتي اليك
khalod
khalod
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 335
العمر : 113
البلد : الموت في نظرية العود الابدي Female31
نقاط : 441
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 18/11/2009

الموت في نظرية العود الابدي Empty رد: الموت في نظرية العود الابدي

الأربعاء 09 ديسمبر 2009, 07:35
الى العجيسى
ومن غير ما تزعل انا اتمنى ان اعرف هل انت من الشيعة ام لا؟
لان كلامك عجييييييييييييييب جدا
المحترف
المحترف
مشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
مشرف منتدى أخبار و تاريخ  مستغانم
عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008

الموت في نظرية العود الابدي Empty رد: الموت في نظرية العود الابدي

الأربعاء 09 ديسمبر 2009, 07:40
khalod كتب:
الى العجيسى
ومن غير ما تزعل انا اتمنى ان اعرف هل انت من الشيعة ام لا؟
لان كلامك عجييييييييييييييب جدا


لا تبتعد كثيرا يا أخي خالد أظن العجيسي من دارسي الفلسفة أو علم النفس.
khalod
khalod
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 335
العمر : 113
البلد : الموت في نظرية العود الابدي Female31
نقاط : 441
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 18/11/2009

الموت في نظرية العود الابدي Empty رد: الموت في نظرية العود الابدي

الأربعاء 09 ديسمبر 2009, 07:44
عفوا يا استاذ المحترف
لكن رد العجيسى غريييييييييب جدا جدا
فهل تتفق معى فى ذلك
المحترف
المحترف
مشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
مشرف منتدى أخبار و تاريخ  مستغانم
عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008

الموت في نظرية العود الابدي Empty الموت باب و كل الناس داخله.

الأربعاء 09 ديسمبر 2009, 07:45
الموت باب و كل الناس داخله ياليت شعري بعد الموت مالدار؟
الدارجنة خلد ان بنيت بما يرضي الإله وإن خالفت فالنار
هما محلان ماللمرء ثالثهما فانظر لنفسكك أي الدار تختار
المحترف
المحترف
مشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
مشرف منتدى أخبار و تاريخ  مستغانم
عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008

الموت في نظرية العود الابدي Empty رد: الموت في نظرية العود الابدي

الأربعاء 09 ديسمبر 2009, 07:49
khalod كتب:
عفوا يا استاذ المحترف
لكن رد العجيسى غريييييييييب جدا جدا
فهل تتفق معى فى ذلك


لا أستغرب ذلك مادام يتكلم بطريقة فلسفية , و أظن أنكما لن تصلاإلى اتفاق و هذا لاختلاف مشاربكما الفكرية , ولكن الاختلاف لا يفسد للود قضية.
khalod
khalod
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 335
العمر : 113
البلد : الموت في نظرية العود الابدي Female31
نقاط : 441
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 18/11/2009

الموت في نظرية العود الابدي Empty رد: الموت في نظرية العود الابدي

الأربعاء 09 ديسمبر 2009, 08:03
ربنا يؤلف بيننا
avatar
العجيسي
عضو خبير متطور
عضو خبير متطور
عدد الرسائل : 1595
البلد : الموت في نظرية العود الابدي Male_a11
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009

الموت في نظرية العود الابدي Empty رد: الموت في نظرية العود الابدي

الأربعاء 09 ديسمبر 2009, 14:28
تحياتي فاروق

للعلم, كاتب الموضوع متكلم لا ينشد الحقيقة بل ينشد العقيدة ويصبو الى الوصول اليها,مقيد في بحثه بمرجعية الدينية ,تقدس مركزية الانسان على حساب الطبيعي ,يسقط طبيعي على الالهي للوصول الى غاياته,اي يفكر في القانون الالهي بالقانون الطبيعي ,وينحاز للعقيدة كما يتصورها لا الى الانسان الحر.
-الموت المخلوق:"الموت صفة وجودية ضد الحياة او هو كيفية مخلوقة في الحياة" اعتقد ان هدا الكلام لا وجود له خارج اللغة (موجود الا في عقولنا) ماهي الموت وهل له وجود ام الكلام عنه خطأ عقل؟ ما معنى الخلق لغة؟ هده الاسئلة نريد ان نناقشها معا لعلنا نستفيد من بعضنا البعض.
الكاتب تكلم كثيرا ولم يحررنا من قبضة الموت .ودفع بنا الى مستقبل بعيد بالغة مكثفة لها حنين كبير.
الكاتب لم يقول شيئا جديدا وانما انتصر وهللا لانتصار قديم.
avatar
العجيسي
عضو خبير متطور
عضو خبير متطور
عدد الرسائل : 1595
البلد : الموت في نظرية العود الابدي Male_a11
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009

الموت في نظرية العود الابدي Empty رد: الموت في نظرية العود الابدي

الأربعاء 09 ديسمبر 2009, 15:11
khalod كتب:
الى العجيسى


ومن غير ما تزعل انا اتمنى ان اعرف هل انت من الشيعة ام لا؟


لان كلامك عجييييييييييييييب جدا

شكرا على مروركم

قرامو
قصدى من الموضوع هو اعلان حالة طوارىء ,ضد الاطمئنان والنوم المستريح في وطن جميل(والوطن من الاطمئنان) ,اما عن الاعضاء لا تخشى عليهم البرد القارص انتهى زمن الاب. هدا ليس انفعالا سلبيا بل قلق معرفي.

المحترف شكرا على مواقفك
انا من عين تادلس لست شيعيا.

خالود
حين نتكلم عن تقديس الاشخاص من حقك اتهامي.
العبودية تعني الخوف من الموت كما قال عنها هيقل والتحرريعني الانتصار على الموت

شكرا لكم
khalod
khalod
عضو نشيط
عضو نشيط
عدد الرسائل : 335
العمر : 113
البلد : الموت في نظرية العود الابدي Female31
نقاط : 441
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 18/11/2009

الموت في نظرية العود الابدي Empty رد: الموت في نظرية العود الابدي

الخميس 10 ديسمبر 2009, 06:59
يا استاذ عجيسى
ايه ياسيدى الكلام العجيب هذا
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى