حادثة وادي قريش بالعاصمة :موت بالصعقة والحرقة والخنقة•• وسونلغاز دوما هي المحقة؟!

قول سكان حي شوفالي بواد قريش، الذين فقدوا أربعة من جيرانهم، أمس، إثر انفجار للغاز الطبيعي، بأنهم أبلغوا سونلغاز مرارا خلال ثلاثة أيام عن التسرب الذي تفوح رائحته كثيرا، لكن دون جدوى، حتى وقعت الكارثة· لكن سونلغاز التي تنقل مسؤولوها، أمس، إلى عين المكان نفت تسجيل أي اتصال من الحي المذكور يبلّغ عن تسرب للغاز، ورجحت أيضا أن العملية قد تعود إلى انفجار عن طريق قارورة ''البوتان''، وليس الغاز الطبيعي· مشهد اتهام الشركة من قبل السكان بعد كل كارثة ثم نفيها لتلك الاتهامات، أصبح مشهدا اعتياديا بالنسبة للجزائريين عقب كل انفجار تزهق فيه أرواح المواطنين·

هكذا حدث في دالي براهيم بالعاصمة وفي سكيكدة قبل عام، وفي تيزي وزو قبل أيام فقط، وهكذا يحدث بشكل شبه يومي ويموت الناس جراء الاختناق بتسرب الغاز خلال كل شتاء· ويموت بسبب خطوط الكهرباء العارية أو المهملة ذات الضغط العالي وغير العالي، العشرات على مدار السنة، وتصدر نتائج التحقيقات التي تشرف عليها وترعاها في المقام الأول مصالح سونلغاز التقنية، لتؤكد في الأخير بعد أن يقضي الناس نحبهم، أن الكارثة كان وراءها خطأ إنساني، لسوء استعمال هذه الطاقة· ولم يحدث خلال كل تلك الحوادث المريعة وأن أطلعتنا الشركة على مسؤولية مباشرة لمصالحها، كما لا يتذكر الذهن مرة واحدة تم فيها التوصل بالتحقيقات إلى إدانة سونلغاز لنفسها، رغم اتحاد المواطنين في مناسبات الكوارث المميتة جراء الاختناقات والصعقات الكهربائية والانفجارات في العقارات السكنية والتجارية وحتى الصناعية، إتحادهم حول كلمة واحدة يؤكدون فيها إبلاغ سونلغاز قبل وقوع الحوادث· يحدث هذا في وقت تكاد فيه سونلغاز تتحوّل إلى شركة مقطعة إربا، إربا، بين الخواص، لا تزال فقط مديريتها العامة قائمة تعمل على أولوية أعادة النظر في أسعار الطاقة التي يستهلكها الجزائريون والرفع منها ليتم مطابقتها مع الأسعار الحقيقية··· اليوم لم تعد سونلغاز الثرية بإطاراتها ومهندسيها، التي تشرف على إنشاء شبكات الطاقة، ومتابعتها وصيانتها، بل وحتى الأعوان الذين يراقبون دوريا عدادات الاستهلاك، من الخواص· تقول سونلغاز إن هؤلاء مؤهلين علميا وعمليا ليحلوا محلها، لكن مع تنامي ظاهرة تزوير الشهادات العلمية والمهنية التي تعالجها العدالة يوميا، يتسلل إلينا الشك حول جدارة بعض هؤلاء بالحلول مكان سونلغاز، بل وحتى هدف سونلغاز من خوصصة بعض مصالحها في إطار ''الصفقات العمومية''·

عبد اللطيف بلقايم

لأسف تابعت نشرة الثامنة على اليتيمة يوم حدوث الانفجار و شاهدنا استغاثات المواطنين و تحميلهم المسؤولية لسونالغاز لنرى مباشرة روبورتاجا عن تدخلات الشركة بفيلا بالعاصمة و كأنهم يقولون أن سكان العمارات لا يعدون كمواطنين و انما ساكنوا الفيلات هم من يمثلون المواطنين الجزائريين.

في وقت يحمل المواطنون، خاصة أهالي الضحايا، مصالح الشركة الوطنية للغاز، مسؤولية انفجار الغاز، ويفضل المسؤولون المحليون التريث وانتظار نتائج التحقيق، ينفي مسؤول التوزيع بالشركة الوطنية للكهرباء والغاز، أية مسؤولية للشركة عن الحادث، فيما تواصل مصالح الشرطة العلمية تحقيقها لتحديد المسؤوليات·

بوصوردي، المدير العام لشركة توزيع الكهرباء والغاز: ''خاطينا''·· والسبب راجع إلى سوء استعمال الغاز

أكد عبد القادر بوصوردي، المدير العام لشركة توزيع الكهرباء والغاز، أن مؤسسته غير مسؤولة عن الانفجار الذي وقع بحي السوق الكبير بوادي قريش، ورجح أن يكون سوء استعمال الغاز هو السبب في هذا الحادث·

أوضح المدير العام لشركة توزيع الكهرباء والغاز خلال الندوة الصحفية التي عقدت أمس بمقر الشركة بالعاصمة، أن مصالح سونلغاز تلقت أول مكالمة على الساعة التاسعة و25 دقيقة لتتوجه الفرق التقنية بعد 10 دقائق من المكالمة، لكن كان التدخل متأخرا، وقد اضطر الأعوان إلى قطع الغاز عن العمارات الثلاث المتضررة من الحادثة· مضيفا في نفس السياق، أن مصالح سونلغاز تجندت يوم الانفجار وأكدت أن وضعية شبكة الغار المسؤولة عنها والمتواجدة خارج المنازل والأعمدة الصاعدة حتى العداد، لم يتم تسجيل أي تسرب منها، ونفى عبد القادر بوصوردي مسؤولية الشركة عن الشبكة داخل المنازل فيما يخص إنجازها وصيانتها· مفندا كل ما قيل من طرف العائلات المتضررة فيما يخص تحميل الشركة مسؤولية الحادث· كما أضاف ذات المتحدث، أن التحقيق جار فيما يخص أسباب الانفجار· مرجحا في نفس الوقت أن يكون سوء استعمال الغاز داخل الشقق هو السبب الرئيسي في وقوع الحادث والشركة غير مسؤولة عن هذا، وأن دور الشركة ينحصر فقط في الحملات التحسيسية وليس على عملية مراقبة ما يحدث داخل المنازل· كما كشف مدير الشركة عن استفادة من 45600 عائلة من استعمال الغاز الطبيعي في كل من تيبازة، بومرداس والجزائر العاصمة، وأما الكهرباء فهناك مليون مستفيد من منها·

ماذا قالت السلطات المحلية··؟

موسوم محمد رضا (رئيس بلدية واد قريش): لا يمكن أن نتهم أحدا في الوقت الحالي

''التحريات ما زالت متواصلة لتحديد الأسباب الحقيقية للانفجار، لكن الأكيد أن سببه الغاز، أما تحديد عما إذا كان بسبب انفجار قارورة غاز البوتان أو غاز المدينة، فإن ذلك سيتبين لاحقا من خلال تحريات الشرطة العلمية وتقرير مصالح الحماية المدنية، لذا لا يجب باعتقادي أن نطلق أحكاما مسبقة، ولا يمكن أن نتهم أحدا في الوقت الحالي''·

الوالي المنتدب لباب الوادي: يجب انتظار نتائج التحقيق حتى نصدر أحكاما

''لا أستطيع الحديث عن الأسباب الحقيقية لهذا الانفجار، فالتحقيقات جارية، لكنني عاينت وضعية العمارات الثلاثة التي تضررت، يبدو أنها تضررت بشكل كبير والعائلات أصبحت في عداد المنكوبين، ويجب انتظار نتائج التحقيق حتى نصدر أحكاما ونحمّل المسؤوليات''·

التعليق: لا أحد مسؤول!

من يتحمل مسؤولية زهق أرواج خمسة أبرياء بوادي قريش، ومتى تعرف نتائج التحقيق في هذا الحادث المأساوي، وكم من روح أخرى يجب أن تدفع قربانا للامبالاة المسؤولين، حتى يتم التكفل الأحسن بأوضاع المواطنين، وهل تكفي الحملات التحسيسية المتتالية لمصالح سونلغاز لتفادي تكرار ما حدث بوادي قريش وقبله بتيزي وزو والبليدة وقبل عامين بسكيكدة؟ أم أن السلطات ستكتفي هذه المرة كعادتها بإدارج نتائج التحقيق في الأدراج وطي النسيان، وتسارع إلى اقتطاع حصص سكنية من المشاريع السكنية المختلفة لامتصاص غضب المواطنين؟ وإلى أن يتجرأ مسؤول واحد على تقديم استقالته والاعتراف بالتقصير، يبقى المواطن يموت إما اختناقا بالغاز أو أن يبقى لساعات طويلة ينتظر لكي تجيبه مصالح الاستعلامات بسونلغاز لطرح انشغاله·

عائلات الضحايا: سونلغــــاز متهمــــــة

بن يحيى ناصر

لقد فقدت والدتي ''بن يحيى تركية'' والأخ بن يحيى سمير الذي تم انتشال جثته في حدود الساعة الخامسة ظهرا بعد وقوع الانفجار، نريد فتح تحقيق معمق للكشف عن الأسباب الحقيقية، ونحمّل المسؤولية الكاملة لشركة سونلغاز بسبب لامبالاتها·

بن يحيى فرحات

أنا لا أعارض ما قاله شقيقي، وأؤكد أن سكان العمارة رقم ب 7 قاموا بإخطار مصالح سونلغاز عن تسربات غاز مدينة، لكن لا حياة لمن تنادي، ولقد شاهدتم كيف هرعت مصالح سونلغاز إلى مكان الانفجار لتؤكد للصحفيين أنها ليست مسؤولة عن الحادث، نحن ننتظر نتائج التحقيق، خاصة أن الشرطة العلمية ما زالت تزاول عملها إلى حد الساعة·

مليكشي عمر

في هذا الانفجار فقدت فردين من عائلتي، مليكشي يحيى البالغ من العمر 24 سنة، ومليكشي عبد الرؤوف 17 سنة، كنا نائمين في الغرفة ساعة وقوع الحادث، نحن أولا نطالب بتحقيق معمق في هذه القضية التي ستكون لشركة سونلغاز مسؤولية كبيرة في هذا المجال، وهذا لأنها تسببت في قتل أرواح أبرياء بسبب إهمالها، كما نطالب بإعادة إسكاننا في سكنات لائقة، خاصة أن العمارة أصبحت تشكل خطرا على من يقطن فيها·

بوبشير سعيد

السكنات التي سنتحصل عليها لا تساوي شيئا أمام الضحايا، لقد طالبنا بفتح تحقيق لمعرفة المسؤول الأول عن ما حدث، وكيف تغاضت شركة سونلغاز عن إصلاح تسرب الغاز في العمارة، نحن ننتظر نتائج التحقيق، لنستطيع التحرك في هذا المجال·

سيفوان عبد الغني

نحن طالبنا الوالي المنتدب لباب الوادي التكفل بعائلات الضحايا بإعادة إسكانهم، خاصة أنهم قضوا ليلة كاملة في الشارع، وضرورة فتح تحقيق معمق في هذه القضية·

ياسمين بوعلي / مراد محامد

حادثة وادي قريش بالعاصمة :موت بالصعقة والحرقة والخنقة•• وسونلغاز دوما هي المحقة؟!

حادثة وادي قريش بالعاصمة :موت بالصعقة والحرقة والخنقة•• وسونلغاز دوما هي المحقة؟!

رد: حادثة وادي قريش بالعاصمة :موت بالصعقة والحرقة والخنقة•• وسونلغاز دوما هي المحقة؟!

إنفجار وادي قريش•• مسؤولية من؟