فتح تمنع تحفيظ القرآن بمساجد ومراكز الضفة

فتح تمنع تحفيظ القرآن بمساجد ومراكز الضفة

اتهمت حركة "حماس"، غريمتها "فتح" بإغلاق العديد من دور تحفيظ القرآن الكريم في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية واعتقال روادها، في خطوة أثارت استياءها وربطتها بالخلافات السياسية بين الحركتين اللتين تتنازعان على السلطة داخل الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقالت إن الأجهزة التابعة لـ "فتح" بالضفة الغربية أغلقت دورًا لتحفيظ القرآن الكريم بالمساجد والمراكز المنتشرة بمدن الضفة، منها الدور التابعة لمسجدي عاشور, عجعج, ومركز البراء لتحفيظ القرآن بنابلس, ومركزي كفل حارس, وكفر الديك, ومسجد الرحمن الخليل, ومركز عائشة بطوباس، وعددًا آخر من دور تحفيظ القرآن التي أغلقتها سلطة "فتح" وأجهزتها بالضفة الغربية.
إغلاقات واعتقالات
وقال النائب حسني البوريني، عضو المجلس التشريعي عن حركة "حماس" في تصريح لـ "المركز الفلسطيني للإعلام"، إن هناك شكاوى وردت من إغلاق دور تحفيظ القرآن الكريم بمدن وقرى الضفة، واعتقال المترددين عليها ومحفظيها, وآخرها في 19 فبراير الماضي، حيث تم إغلاق آخر ثلاث دور للتحفيظ في قرية جماعين قضاء نابلس, والكثير من المراكز التي تم إغلاقها بذرائع واهية أو فصل المحفظين العاملين بها واستبدل بآخرين منهم قدرة وكفاءة.
ووضع النائب إغلاق دور تحفيظ القرآن وشن اعتقالات بين المترددين عليها في إطار النزاع السياسي بين "فتح" و"حماس"، وتابع قائلا "لا تفسير لكل ذلك إلا من باب ملاحقة الحركة الإسلامية بالاعتداء على الإسلام الذي تجتمع عليه وتبني عليه إستراتيجيتها, وهو صورة من أشدِّ صور الانقسام الفلسطيني مقتًا؛ والذي تصم الأذان والقلوب عن سماع دعوات المخلصين لإنهائه".
وأشار إلى منع الدورات في مساجد الضفة، حيث لم يُستثن من هذا المنع إلا بعض الدورات التابعة لوزارة الأوقاف، التي تقتصر على المنتسبين القدامى، ولا يحق الانتساب للجدد الراغبين.
تداعيات كارثية
أما النائب محمود الخطيب فيشير إلى إغلاق الكثير من المراكز، ومنها ما كان تابعًا للإناث, بدعوى أنها "تابعة لحركة "حماس", وأنها تخرج أفرادًا ينتمون إلى هذه الحركة، وهي دعوة فاقدة للمصداقية؛ إذ إن هذه المراكز تهتم بكتاب الله وتربي الناس عليه دون النظر إلى توجهات معينة".
وندد بهذا القرارات محذرًا من آثارها "الكارثية" بإخراج جيل بعيد عن كتاب الله، مضيفًا بقوله: "إذا لم يجد الجيل ما يعبئ وعيه وذاكرته بمثل هذا التوجيه فسيتوجه إلى تربية من نوع آخر بعيدًا عن توجيهات القرآن وسلوكياته, فيخرج جيلاً فاقدًا لانتمائه للقرآن ومهيئًا لاستقبال مناهج أخرى، وهذه كارثة بكل تأكيد".
يشار إلى أن العاملين في مراكز تحفيظ القرآن الكريم في الضفة الغربية يعانون من عدم صرف مستحقاتهم طيلة الفترة السابقة بالرغم من أن هذه المراكز تم تبنيها من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وتتبع رسميًا لوزارة الأوقاف، حيث يبلغ عددها مائة مركز في مختلف محافظات الضفة الغربية.