مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
yasmine27
yasmine27
عضو خبير
عضو خبير
عدد الرسائل : 785
الأوسمة : فكرة فتح الاندلس Mod
البلد : فكرة فتح الاندلس Male_a11
نقاط : 1706
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 09/03/2010

فكرة فتح الاندلس Empty فكرة فتح الاندلس

الثلاثاء 03 أغسطس 2010, 18:25

فكرة فتح الأندلس: إن فكرة فتح الأندلس فكرة قديمة جدًّا
تعود إلى زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، إذ قال: إن من يفتح الأندلس شركاء
لمن يفتح القسطنطينية في الأجر.

ولكن من الذي نفذ عملية الفتح؟ الذي قام بذلك هو موسى بن نصير
وطارق بن زياد، حيث نجد أن موسى بن نصير منذ أن أصبح واليًا على
إفريقيا وهو يعمل على تثبيت دعائم الإسلام في الأندلس بتعليمه للبربر، وتحصين
الأماكن التي تفتح؛ لكي يستطيع استكمال فتح الأندلس. وواجهته مشاكل عديدة مثل قلة
عدد السفن، وقلة عدد المسلمين إلا أنه استطاع التغلب على هذه المشاكل ببناء أسطول
بحري، والاعتماد على البربر في الجيش.

كيف فتحت بلاد الأندلس؟ تحرك طارق بن زياد وعبر المضيق - الذي
عُرف فيما بعد باسم مضيق جبل طارق - وانتصر على الجيش الجنوبي للأندلس في الجزيرة
الخضراء، ثم انتصر طارق بن زياد على لُذريق في موقعة وادي بَرْباط، وهنا
شاعت القصة المشهورة وهي قصة حرق السفن، وهل هي حقيقية أم لا؟!

والحقيقة أن هذه القصة قصة باطلة؛ لأنه لا يوجد لها سند في
التاريخ الإسلامي، وادَّعاها الأوربيون للتقليل من انتصار
المسلمين على لذريق.

بعد ذلك توجه طارق بن زياد إلى الشمال ليستكمل فتح بلاد الأندلس
حتى وصل إلى طليطلة، وهنا تظهر بعض الإشاعات بأن موسى بن نصير أمر طارق بن زياد
بالكف عن الفتح خوفًا أن ينسب إليه فتح الأندلس، ولكن هذا غير صحيح؛ فطارق بن زياد
واليه، وأن هذا الانتصار يضاف إلى حسنات موسى بن نصير، وأن هذه الإشاعات هدفها
إحداث الفرقة بين صفوف المسلمين، وقد تنبه موسى بن نصير وطارق بن زياد لذلك، واتجه
القائدان معًا لاستكمال فتح الأندلس. ويجب علينا أن نستفيد من دروس التاريخ، وأن لا
ندع للعدو فرصة أن يستخدم معنا سياسة "فَرِّقْ تَسُدْ". ولكن حدث شيء غريب أثناء الفتح!


أثناء الفتح فُوجئ موسى بن نصير وطارق بن زياد بأمر غريب، وهى
رسالة الوليد بن عبد الملك، فلقد أرسل الوليد بن عبد الملك إلى طارق بن زياد وموسى
بن نصير رسالة يأمرهم فيها بالعودة وعدم استكمال الفتح. ولكن لماذا يرسل الوليد بن
عبد الملك هذه الرسالة، وفي هذا التوقيت؟! السبب كان يكمن في خوفه على المسلمين من
التوغل في هذه البلاد، كما أنه سمع أن موسى بن نصير يريد فتح أوربا. ولكن حدث بعد
ذلك ما لم يكن بالحسبان، وهو أن ترك الأندلس دون استكمال فتحها، وخاصة منطقة
"الصخرة"؛ مما أدى بعد ذلك إلى أن تصبح هذه المنطقة نواة للممالك النصرانية التي
ستكون سببًا في سقوط الأندلس.

لم تكن فكرة فتح الأندلس وليدة أيام موسى بن نصير، بل إنها فكرة قديمة جدًا،
فمنذ أن استعصت القسطنطينية على الفتح زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه - وكانت
الحملات الإسلامية قد وصلت إليها - قال قولته: إن القسطنطينية إنما تُفتح من قِبَل
البحر، وأنتم إذا فتحتم الأندلس فأنتم شركاء لمن يفتح القسطنطينية في الأجر.
فكان عثمان رضي الله عنه يعني أن المسلمين سيفتحون الأندلس أولًا (غرب أوروبا)
ثم يتوجهون منها صوب القسطنطينية (شرق أوروبا) فيفتحونها من قِبَل الغرب لا من
قِبَل الشرق، من جهة البحر الأسود في ذلك الوقت، لكن المسلمين لم يستطيعوا أن يصلوا
إلى هذه المنطقة من المغرب العربي إلا في أيام بني أمية وفي فترة حكم موسى بن نصير
على الشمال الإفريقي.مُوسَى بن نُصَير وعقبات فتح الأندلس
بعد أن استتبّ الأمر لموسى بن نصير في شمال إفريقيا، وانطلاقًا من قول الله
تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ
يَلُونَكُمْ مِنَ الكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ
اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ] {التوبة:123} أخذ
موسى بن نصير الفكرة وهيَّأَ نَفْسَهُ لفتح بلاد الأندلس تلك التي تلي الشمال
الإفريقي مباشرةً، وفي طريقه إليها كانت هناك عدة عقباتٍ كان أهمها ما يلي:
العقبة الأولى: قلّة السفن
وجد موسى بن نصير أن المسافة المائية التي سيقطعها بين المغرب والأندلس لا تقلّ
عن ثلاثة عشر كيلو مترا، ولم يكن لديه سفنًا كافيةً لعبور هذه العقبة المائية،
فمعظم فتوحات المسلمين - باستثناء بعض المواقع مثل ذات الصواري وفتح قبرص - كانت
برّية، ومن ثَمّ لم يكن هناك حاجة كبيرة إلى سفن ضخمة، أَمَا والحالة هذه فهم بحاجة
إليها لتنقل الجنود وَتَعْبر بهم مضيق جبل طارق ليصلوا إلى الأندلس.
العقبة الثانية: وجود جزر البليار النصرانية في ظهره إن دخل
الأندلس
كان موسى بن نصير قد تعلّم من أخطاء سابقيه؛ فلم يخطو خطوة حتى يأمن ظهره أولًا،
وفي شرق الأندلس كانت تقع جزر تسمى جزر البليار - هي عدة جزر تقع أمام الساحل
الشرقي لأسبانيا وأهمها ثلاثة جزر هي: ميورقة ومنورقة ويابسة وتسمى في المصادر
العربية بالجزر الشرقية - وهي قريبة جدًا من الأندلس، ومن هنا فإن ظهره لن يكون
آمنًا إن هو دخل الأندلس، وكان عليه أولًا أن يحمي ظهره حتى لو كانت هذه الجزر
تابعة للرومان.
العقبة الثالثة: وجود ميناء "سَبْتَة" المطل على مضيق جبل طارق في يد
نصارى على علاقة بملوك الأندلس
كان ميناء "سَبْتَة" المطل على مضيق جبل طارق والذي لم يُفتح مع بلدان الشمال
الإفريقي، وكان يحكمه ملك نصراني يُدعى يُليان أو جريان، وكان لهذا الملك علاقات
طيبة بملك الأندلس الأسبق غَيْطَشَة، وغيطشة هذا كان قد انقلب عليه لُذريق أو
رودريقو - كما يُنطق في بعض الأحيان - وتولى حكم الأندلس، وكانت العقبة تكمن في خوف
موسى بن نصير من أن ينقلب عليه "يُليان" صاحب ميناء "سَبْتَة" والذي سيكون في ظهره
ويتحد مع لُذريق صاحب الأندلس، حتى وإن كان على خلاف معه، فمن يضمن ألا يدخل
"يُليان" مع لُذريق في حربه ضد موسى بن نصير نظير مقابل مادي أو تحت أي بند
آخر؟
العقبة الرابعة: قلة عدد المسلمين
كانت العقبة الرابعة التي واجهت موسى بن نصير هي أن قوات المسلمين الفاتحين التي
جاءت من جزيرة العرب ومن الشام واليمن محدودة جدًا، وكانت في نفس الوقت منتشرة في
بلاد الشمال الإفريقي، ومن ثَمّ قد لا يستطيع أن يتم فتح الأندلس بهذا العدد القليل
من المسلمين، هذا مع خوفه من أن تنقلب عليه بلاد الشمال الإفريقي إذا هو خرج منها
بقواته.
العقبة الخامسة: كثرة عدد النصارى
في مقابل قوة المسلمين المحدودة كانت قوات النصارى تقف بعدتها وضخامتها عقبة في
طريق موسى بن نصير لفتح الأندلس، وكان للنصارى في الأندلس أعدادٌ ضخمةٌ، هذا بجانب
قوة عدّتهم وكثرة قلاعهم وحصونهم، وإضافة إلى ذلك فهم تحت قيادة لُذريق القائد
القوي المتكبر.
العقبة السادسة: طبيعة جغرافية الأندلس وكونها أرض مجهولة بالنسبة
للمسلمين
وقف البحر حاجزًا بين المسلمين وبين بلاد الأندلس، فلم تعبر سفنهم هذه المنطقة
من قبل فضلًا عن أن يرتادوها أصلا، ومن ثَمّ لم يكن لهم علم بطبيعتها وجغرافيتها،
الأمر الذي يجعل من الصعوبة الإقدام على غزو أو فتح هذه البلاد، وفضلًا عن هذا فقد
كانت بلاد الأندلس تتميز بكثرة الجبال والأنهار، تلك التي ستقف عقبة كئود أمام حركة
أي جيش قادم، خاصةً إذا كانت الخيول والبغال والحمير هي أهمّ وسائل ذلك الجيش في
نقل العدة والعتاد.مُوسَى بن نُصَير ومواجهة العقبات
رغم هذه العقبات التي كانت موجودة بالفعل في طريق فتح الأندلس إلا أن موسى بن
نصير لم يكسل ولم يقف مكبّل اليدين، بل أصرّ على الفتح وعلى إتمام الطريق الذي بدأه
قبله الفاتحون، ومن هنا بدأ وفي أناةٍ شديدة يرتّب أموره ويحدد أولوياته، فعمل على
حلّ المعضلات السابقة على هذا النحو:
ولا: بناء الموانئ وإنشاء السفن
عمد موسى بن نصير أول أمره في سبيل تجاوز عقبات الطريق إلى الأندلس إلى إنشاء
السفن؛ فبدأ في سنة 87 أو 88 هـ= 706 أو 707 م ببناء الموانئ الضخمة التي يبنى فيها
السفن، وإن كان هذا الأمر ربما يطول أمده إلا أنه بدأه بهمة عالية وإرادة صلبة؛
فبنى أكثر من ميناء في الشمال الإفريقي...
ثانيا: تعليم البربر الإسلام
وفي أثناء ذلك أيضًا عمد موسى بن نصير إلى تعليم البربر الإسلام في مجالس خاصة
لهم كالدورات المكثّفة تمامًا، حتى إنه بدأ في تكوين جيش الإسلام منهم، وهذا الصنيع
من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن نجده عند غير المسلمين؛ فلم توجد دولة محاربة أو
فاتحة غير الدول الإسلامية تُغيّر من طبائع الناس وحبّهم وولائهم الذي كانوا عليه،
حتى يصبحوا هم المدافعين عن دين هذه الدولة المحاربة أو الفاتحة، خاصّة إذا كانوا
حديثي عهد بهذا الفتح أو بهذا الدين الجديد، فهذا أمر عجيب حقًا، ولا يتكرر إلا مع
المسلمين وحدهم، فقد ظلّت فرنسا - على سبيل المثال - في الجزائر مائة وثلاثين عامًا
ثم خرجت جيوشها بينما ظلّ الجزائريون كما كانوا على الإسلام لم يتغيروا، بل زاد
حماسهم له وزادت صحوتهم الإسلامية...
علّم مُوسَى بن نُصَير البربر الإسلام عقيدةً وعملًا، وغرس فيهم حبّ الجهاد وبذل
النفس والنفيس لله سبحانه وتعالى، فكان أن صار جُلّ الجيش الإسلامي وعماده من
البربر الذين كانوا منذ ما لا يزيد على خمس سنين من المحاربين له.
ويحسن بنا في هذا الموقف أن نتعرف على البربر بشئٍ من التفصيل، فكلمة بربر إذا
ما أُطلقت تشمل كل من يتكلم لغة أو لهجة معقدة، لا تفهم إلا عند بني جنسه، ويدخل في
هذا الإطلاق أمة اليونان، وأمة الرومان وأمة السودان.
يقول الأستاذ الطاهر أحمد الزاوي:
"وكلمة البربر أُطلقت بأربعة إطلاقات في أربعة عهود مختلفة، فأُطلقت في عهد
(هومير ) على القبائل المعقدة اللغة واللهجة حيثما وجدت وأطلقت في عهد (هيردوت) على
الأمم الغريبة عن لغة اليونان وحضارتهم، وأطلقت في عهد (بلتوس) على الروم ما عدا
سكان روما وأطلقها العرب في عهدهم على الأمة التي تسكن الساحل الإفريقي - وهم
المقصودون هنا - لأنهم يتكلمون بلغة ليست مفهومة للعرب، والعرب يطلقون كلمة البربر
على الأصوات المتجمعة غير المفهومة" * د على الصلابي حركة الفتح الإسلامي في الشمال
الإفريقي

ثالثا: تولية طارق بن زياد على الجيش
القائد هو قبلة الجيش وعموده، بهذا الفَهْم ولّى مُوسَى بن نُصَير على قيادة
جيشه المتجه إلى فتح بلاد الأندلس القائد البربري المحنّك طارق بن زياد (50 - 102
ه، 670 - 720 م ) ذلك القائد الذي جمع بين التقوى والورع والكفاءة الحربية وحبّ
الجهاد والرغبة في الاستشهاد في سبيل الله، ورغم أنه كان من البربر وليس من العرب
إلا أن مُوسَى بن نُصَير قدّمه على غيره من العرب، وكان ذلك لعدة أسباب منها:
- الكفاءة:
لم يمنع كون طارق بن زياد غير عربي أن يولّيه مُوسَى بن نُصَير على قيادة الجيش؛
فهو يعلم أنه ليس لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا
لأسود على أحمر فضل إلا بالتقوى، فقد وجد فيه الفضل على غيره والكفاءة في القيام
بهذه المهمة على أكمل وجه، وقد ذكرنا بعضًا من صفاته قبل قليل، وهذا إن دلّ على شيء
فإنما يدل على أن دعوة الإسلام ليست دعوة قبلية أو عنصرية تدعو إلى التعصب وتفضل
عنصرًا أو طائفةً على طائفة؛ إنما هي دعوة للعالمين: [وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ] {الأنبياء:107}.
قدرته على فَهم وقيادة قومه:
إضافة إلى الكفاءة التي تميّز بها طارقبن زياد كان كونه من البربر أدعى للقضاء
على أيٍ من العوامل النفسية التي قد تختلج في نفوس البربريين الذين دخلوا الإسلام
حديثًا، ومن ثَمّ يستطيع قيادة البربر جميعًا وتطويعهم للهدف الذي يصبو إليه، ثُمّ
ولكونه بربريًا فهو قادر على فهم لغة قومه؛ إذ ليس كل البربر يتقنون الحديث
بالعربية، وكان طارق بن زياد يجيد اللغتين العربية والبربرية بطلاقة، ولهذه الأسباب
وغيرها رأى مُوسَى بن نُصَير أنه يصلح لقيادة الجيش فولّاه إياه.
رابعا: فتح جزر البليار وضمها إلى أملاك المسلمين
من أهمّ الوسائل التي قام بها مُوسَى بن نُصَير تمهيدًا لفتح الأندلس وتأمينًا
لظهره كما عهدناه، قام بفتح جزر البليار التي ذكرناها سابقًا وضمها إلى أملاك
المسلمين، وبهذا يكون قد أمّن ظهره من جهة الشرق، وهذا العمل يدل على حنكته وحكمته
وبراعته في التخطيط والقيادة ومع هذا كلّه فقد أُغفل دوره في التاريخ الإسلامي
كثيرًا.استطاع مُوسَى بن نُصَير أن يتغلب على قلّة عدد الجيش من خلال البربر أنفسِهم،
كذلك تغلب على العقبة المتمثلة في قلة السفن نسبيًا ببناء موانئ وسفن جديدة، وبقيت
أرض الأندلس كما هي أرضًا مجهولة له، وكذلك ظلت مشكلة ميناء "سَبْتَة" قائمة لم
تُحلّ بعد، وهي -كما ذكرنا - ميناء حصين جدًا يحكمه النصراني "يُليان"، وقد استنفد
موسى بن نصير جهده وطاقته وفعل كل ما في وسعه ولم يجد حلًا لهاتين المشكلتين، وهنا
فقط كان لا بدّ للأمر الإلهي والتدبير الرباني أن يتدخل: [إِنَّ
اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ
كَفُورٍ] {الحج:38}. [وَمَا
رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى] {الأنفال:17}. وهذا ما حدث بالفعل وتجسّد في فعل "يُليان"
صاحب "سَبْتَة" وكان على النحو التالي:
- فكّر "يُليان" جدّيًا في الأمر من حوله، وكيف أن الأرض بدأت تضيق عليه وتتآكل
من قِبَل المسلمين الذين يزدادون قوة يومًا بعد يوم، وإلى متى سيظل صامدًا أمامهم
إن هم أتوا إليه؟
- كان "يُليان" مع ذلك يحمل الحقد الدفين على لُذريق حاكم الأندلس ذلك الذي قتل
غَيْطَشة صاحبه الأول، وقد كان بينهما علاقات طيبة، حتى إن أولاد غيطشة من بعده
استنجدوا بيُليان هذا ليساعدهم في حرب لُذريق، ولكن هيهات فلا طاقة لـ ( يُليان )
بـ ( لُذريق ) ولا طاقة لأولاد غيطشة أيضًا به، ومن هنا فكان ثمة عداءٍ متأصلٍ بين
صاحب "سَبْتَة" وحاكم الأندلس؛ ومن ثَمّ فإلى أين سيفرّ "يُليان" إن استولى
المسلمون على ميناء "سَبْتَة"؟
- الأمر الأخير الذي دار في خلد "يُليان" هو أن أولاد غيطشة القريبين منه كان
لهم من الضياع الضخمة في الأندلس الكثير والتي صادرها وأخذها منهم لُذريق قاتل
أبيهم، وكان "يُليان" يريد أن يستردّها لهم، وكان "لُذريق" أيضًا قد فرض على شعبه
الضرائب الباهظة وأذاقهم الأمرّين؛ فعاشوا في فقر وبؤس شديد بينما هو في النعيم
والمُلك يتصرف فيه كما يحلو له؛ ومن هنا كان شعبه يكرهه ويتمنى الخلاص منه.
ومن تدبير ربّ العالمين أن اختمرت هذه الأفكار جيدًا في عقل "يُليان" - ومُوسَى
بن نُصَير آنذاك كان قد استنفد جهده وتحيّر في أمره - وإذا بيُليان يُرسل إلى طارق
بن زياد والي طنجة (على بعد عدة كيلو مترات من ميناء "سَبْتَة") برسل من قِبَله
يعرض عليه عرضًا للتفاوض، أما تدبير العناية الإلهية والمفاجأة الحقيقية فكانت في
بنود هذا العرض وهذا الطلب العجيب الذي نصّ على ما يلي:
1- نسلّمُك ميناء "سَبْتَة". وكانت تلك معضلة حار المسلمون أعوامًا في الاهتداء
إلى حلٍ لها؛ حيث كانت فوق مقدرتهم.
2- نَمدُّك ببعض السفن التي تساعدك في عبور المضيق - والذي سُمي بعد ذلك بمضيق
جبل طارق - إلى الأندلس. وكأنّ الله سبحانه وتعالى أراد أن يقول: سأتمّ ما لم يستطع
المسلمون إتمامه ووقفتْ عنده قدراتُهم، حتى ولو كان ذلك من قِبَل أعدائهم، وقد
علمنا مدى احتياج مُوسَى بن نُصَير لهذه السفن.
3- نمدُّك بالمعلومات الكافية عن أرض الأندلس.
أما المقابل فهو: ضيعات وأملاك غَيْطَشَة التي صادرها لُذريق. وكان لغَيْطَشَة
ثلاث آلاف ضيعة (ضيعة تعني عقَارُ وأرضٌ مُغِلَّةُ)، وكانت ملكًا لأولاده من بعده،
فأخذها منهم لُذريق وصادرها.
ما أجمل العرض وأحسن الطلب:
وبهذا العرض فقد أراد "يُليان" صاحب "سَبْتَة" أن يتنازل للمسلمين عن "سَبْتَة"
ويساعدهم في الوصول إلى الأندلس، ثم حين يحكمها المسلمون يسمع "يُليان" ويطيع، على
أن يردّ المسلمون بعد ذلك ضيعات وأملاك غَيْطَشَة، فما أجمل العرض وما أحسن الطلب!
وما أعظم السلعة وما أهون الثمن!
إن المسلمين لم يفكروا يومًا في مغنم أو ثروة أو مالٍ حال فتوحاتهم البلاد، ولم
يرغبوا يومًا في دنيا يملكها "غيطشة" أو "يُليان" أو "لُذريق" أوغيرهم، فقد كان
هدفهم تعليم الناس الإسلام وتعبيدهم لربِّ العباد سبحانه وتعالى، فإذا دخل الناس في
الإسلام كان لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، بل لو لم يدخلوا في الإسلام
وأرادوا دفع الجزية فحينئذٍ يُترك لهم كل ما يملكون، وسنتحدث عن الجزية في الإسلام
بعد قليل.
ومن هنا كان الثمن هينًا جدًا والعرض غاية الآمال، فبعث طارق بن زياد إلى
"مُوسَى بن نُصَير" وكان في القيروان عاصمة الشمال الإفريقي آنذاك (وهي في تونس
الآن) يخبره هذا الخبر، فسُرَّ سرورًا عظيمًا، ثم بعث "مُوسَى بن نُصَير" بدوره إلى
الخليفة الأموي "الوليد بن عبد الملك" يطلعه أيضًا الخبر ويستأذنه في فتح الأندلس


عدل سابقا من قبل yasmine2010 في الإثنين 20 سبتمبر 2010, 12:34 عدل 2 مرات
avatar
العجيسي
عضو خبير متطور
عضو خبير متطور
عدد الرسائل : 1595
البلد : فكرة فتح الاندلس Male_a11
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009

فكرة فتح الاندلس Empty رد: فكرة فتح الاندلس

الثلاثاء 03 أغسطس 2010, 18:56
رائع ياسمين..............لكن انا بطبعي دائما اميل الى الشك في مثل هده الاخبار التاريخية الى ان عنوان الموضوع "فكرة فتح الاندلس" دواخني لان الفكرة لم تأتي من فراغ .وانا شخضيا املك بعض الافكار القليلة عن نشوء فكرة غزو الاندلس من بعص المراجع العالمية التى تكتب التاريخ بأحترافية واسبابه المعنوي والمادية معا.وتقول ان الاحداث الفكرية والسياسية التى كانت وراء غزو المسلمين للاندلس تمت بتواطء الاريوسية المسيحية او اتباع اسكندر الاريوسى الدي عرض الايمان الرسمي للامبراطورية الرومانية الدي يقول بتأليه المسيح قبل مجيء الاسلام ب350سنة .ومع مجيء الاسلام ورفضه لعقيدة التأليه ومناهصته لرومان ....هده المعارضة الاسلامية لانسنة الاله وجدت ترحيبا في قلوب الاريوسيين الدين كانوا ينفون صفة الالوهية للنبي عيسى بن مريم وامه , كان عددهم كبيرا في اسبانيا مما سهل غزو المسلمين وبتوطء معهم........وهدا حدث مؤخرا في العراق اثناء ترحيب الشيعة بالامريكيين للاطاحة بصدام...وكدلك ما فعله الامير عبد القادر لاحمد باي في قسنطينة حيث ساعد في سقوطه...والامير كان معارصا للعثمانيين.
yasmine27
yasmine27
عضو خبير
عضو خبير
عدد الرسائل : 785
الأوسمة : فكرة فتح الاندلس Mod
البلد : فكرة فتح الاندلس Male_a11
نقاط : 1706
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 09/03/2010

فكرة فتح الاندلس Empty رد: فكرة فتح الاندلس

الثلاثاء 03 أغسطس 2010, 19:14
اخي العجيسي عندي طلب عندك نحن كلنا اخوة في المنتدى و عند وصولي الى المنتدى انت اول من هاجمني ولقد تاترت كثيرا لاني لم انتظر ذلك ولكن طلبت مني السماح وحقيقة اقولها لاخوتنا انك فيك الرحمة والتساح والاخوة وانت انسان طيب جدا ولكن هناك اخ واخت ازعجهم موقفك و ردودك معهم ولقد قلت لك انهم ضيوف جدد علينا ولا يعرفون طباعنا وفي البداية الكل يتفاجا ويحس بالاساءة وهذه هي الحقيقة فارجوك انت انسان مسامح وطيب اطلب منهم السماح وهذا من اجل المنتدى واحتراما لسيد المدير الذي فسح لنا مجالا في منتداه و لم يبخل علينا بشيء من مساعدة وعناية والغاية واحدة والهدف واحد يجب ان نتحد ولا نشوه او نحط من مستوى المنتدى ونحن كلنا سواسية لا فرق بين احد فاننا نكتب بحرية و عزة ونعبر عن افكارنا
ارجو انك فهمتني واقولها لاخواتي العجيسي ارحم
اما عن فكرة فتح الاندلس اضف معلوماتك ولكن هل الامير ساعد على الاطاحة باحمد باي ان كان كذلك ربما لانه لم يكن جزائري و لكن هناك من يقول انه جزائري الاصل المهم سنبحث في ذلك ونضع موضوعا
سلام
avatar
العجيسي
عضو خبير متطور
عضو خبير متطور
عدد الرسائل : 1595
البلد : فكرة فتح الاندلس Male_a11
نقاط : 1727
السٌّمعَة : 27
تاريخ التسجيل : 11/11/2009

فكرة فتح الاندلس Empty رد: فكرة فتح الاندلس

الثلاثاء 03 أغسطس 2010, 19:43
صدقونى انتم كلكم اخواتى......وتبادل الاراء والاختلاف بيننا لا يفسد للود قضية...نحن جيئنا هنا لنختلف والا لا معنى لنا ادا صرنا مثل النمل.

اما عن الامير عبد القادر كان معارضا للعثمانيين وتعرض لسجن على يد السلطات العثمانية في مدينة وهران قبل الاحتلال الفرنسي وربما ترجع اسباب مطاردته من السلطات العثمانية السنية بوصفه ادريسيا من الة البيت وقادريا حيث خد معركته بأسم الطريقة القادرية "نسبة الى عبدالقادر الجيلانى البغدادي"....ومعروف هي الحساسية بين الطرقيين والسنيين.والامير عبد القادر جزائري اعتقد ان الحدود الجزائرية في زمانه كانت موجودة وضعها صالح مرسي العثماني بأمرمن الدولة العثمانية ......وننتظر المزيد من بحوثك يسمين
واعتقد هدا قريب من الاختلاف الدي وقع في الاربعينيات بين بن باديس السني والزاوية العلوية في مدينة مستغانم....واعتقد ان هدا الموصوع موجود في منتدنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى