حدث ما توقعه الرئيس!

قالت إحدى الصحف الجزائرية: إن فنيين فرنسيين كانا وراء حادث حرق محطة ضخ المياه من سد بوهارون في ولاية ميلة إلى حوالي 6 ملايين مواطن.. أي ثمن سكان البلاد! وجاء الخبر بصيغة يفهم منها أن الفعل كان متعمداً!
وسواء كان هذا الفعل متعمداً أو كان قلة دراية من الفنيين الفرنسيين فالأمر بالغ الخطورة!

فإذا كان الحريق ناجما عن خطإ من الفنيين يتعلق بقلة الدراية لديهم بحيثيات تسيير المضخة فلماذا تسند الجزائر أمرا بمثل هذه الخطورة إلى فرنسيين لا دراية لديهم أو درايتهم ناقصة؟!
أتذكر أن الرئيس بوتفليقة سبق له وأن نبّه المسؤولين عن القطاع إلى خطورة تزويد المشروع بمضخة ضخمة لم تستعمل في العالم بعد.. وبمبالغ ضخمة أيضا! وقد ذكر الرئيس هذه القضية عند تدشينه المشروع! فلماذا حدث هذا؟! لماذا نترك 6 ملايين يتيم تتعلم فيهم شركة فرنسية "الحفافة"؟! لماذا نكون دائما حقل تجارب للصناعة الفرنسية؟!

أما إذا كان الحادث الذي حدث وأدى إلى حرق المضخة كما يشاع بفعل متعمد فالأمر جلل!
أما وقد حدث ما توقعه الرئيس بوتفليقة عند تدشين المضخة ونبّه إليه في حينه.. فالأمر الآن أصبح لا يتطلب السكوت وينبغي أن يسلط الضوء كله على ظروف وملابسات اختيار هذا النوع من المضخات لمشروع مهم يمس حياة الملايين من الناس.. والحال أن هذه المضخة هي في طور التجريب الصناعي للشركة المصنعة! فلماذا اختار المسؤولون الجزائريون أن يكون الجزائريون حقل تجارب للصناعة الفرنسية؟!

لقد قلت وقتها لمسؤول كبير عندما سمعت ملاحظة الرئيس بوتفليقة عند تدشينه المشروع.. قلت له: لماذا لا يجرب الفرنسيون هذه المضخة في بلادهم قبل أن يسوقوها لنا.. فقال لي ذلك المسؤول ضاحكا: هذه أيضا بلدهم ومن حقهم أن يجربوا فيها أفكارهم الصناعية الجديدة!

سعد بوعقبة

إذا كان بإمكان والي ولاية أن تغير مشروعا ألم يكن ممكنا للرئيس أن يمنعه ؟