استقالة عريقات من دائرة المفاوضات الفلسطينية

أعلن الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين في منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم السبت، استقالتَه من دائرة المفاوضات الفلسطينية.

وكان عريقات قد ألْمَح في وقت سابق، إلى إمكانية استقالته من منصبه على خلفية تسريب وثائق سرية متعلقة بالمفاوضات مع الكيان الإسرائيلي إلى قناة "الجزيرة" إذا ما ثبَت أنّ الوثائق فعلاً سُرِّبت من مكتبه.

وقدّم عريقات اعتذاره للشعب الفلسطيني عما سببت هذه التسريبات له من أضرار، "رغم ما حدث فيها من تزوير"، وقال: "من العيب أن لا أتحمل مسؤولية التسريبات حال كان مصدرها الدائرة التي أترأسها، عليّ تحمل مسؤولياتي، وأنا أتحملها كاملة".

وشارَك عريقات كطرفٍ رئيسي في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، حيث شارك في عقد اتفاقية أوسلو عام 1993، كما شغل منصب كبير المفاوضين الفلسطينيين منذ عام 1996.

وحصل على درجة الدكتوراه في دراسات السلام من جامعة برادفورد البريطانية، وعمل محاضراً للعلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس كبرى الجامعات الفلسطينية وأعرقها، كما عمل صحفيًا في جريدة القدس الفلسطينية لمدة 12 عامًا، وهو أول وزير للحكم المحلي في أول حكومة تشكلها السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات.

استمرار لردود الفعل الفلسطينية على الوثائق التى تدين السلطة الفلسطينية دعت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) إلى تشكيل لجنة تحقيق عاجلة للبحث في مضامين الوثائق التي نشرتها قناة الجزيرة الفضائية، كما دعت إلى تجميد عمل كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وكل من له علاقة بما تضمنته الوثائق بشكل فوري لحين الانتهاء من نتائج التحقيق.

وبحسب شبكة "فلسطين الآن" أكدت المؤسسة في بيان لها الخميس ، على ضرورة أن تتشكل لجنة التحقيق من جمعيات المجتمع المدني الفلسطيني والعربي والإسلامي خصوصًا الحقوقية منها، وبإشراف جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وقالت: إن" الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967بما فيها القدس تخضع لأحكام القانون الدولي الإنساني، كما أن حق عودة اللاجئين إلى مدنهم مؤكد عليه في قرارات الأمم المتحدة سواء في مجلس الأمن أو الجمعية العامة ولا يجوز أن يُبرم أي اتفاق يمسّ هذا الحق".
وأضافت المؤسسة إن "صح ما ورد في هذه المحاضر، فإن ذلك يُشكّل تطورًا خطيرًا يُصيب القضية الفلسطينية في جوهرها، كما أن ذلك يتعارض مع أبجديات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

تنظيم وقفات للإحتجاج

وطالبت منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو في الشتات إلى التحرك العاجل للقيام بواجبها تجاه ما ورد في هذه المحاضر.كما دعت جميع اللاجئين الفلسطينيين للتنديد بما ورد في هذه الوثائق عبر تنظيم الاعتصامات السلمية ووقفات الاحتجاج ضد أداء منظمة التحرير في هذه القضايا، لأن ذلك يتضمن يمس بجوهر القضية الفلسطينية التي ناضل من أجلها الفلسطينيون خلال أكثر 62 عامًا.

وكانت قناة الجزيرة الفضائية قد كشفت على مدار أربعة أيام عن عدة وثائق سرية حول المفاوضات بين السلطة الفلسطينية و"اسرائيل" وقضية القدس واللاجئين والتنسيق الأمني مع الاحتلال، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتقرير غولدستون وتدين هذه الوثائق السلطة الفلسطينية لتقديمها تنازلات على حساب الشعب الفلسطينى.