عطلتنا الصيفية

تعيش عين تادلس في هذا الصيف بؤسا وجفافا في مجال الثقافة والترويح بسبب انشغال أعضاء المجلس البلدي وجمعيات المجتمع المدني الوهمية ، ويبقى المواطن والطالب في عطلته الصيفية في ملل وضجر ، فعين تادلس بلدية عريقة تاريخيا لكنها للأسف الشديد تعيش موتا ثقافيا ووأدا للفكر ولا وجود لمن يسعى لبعث الروح في المسار الفكري والعلمي والثقافي وحتى الترويحي .
أين يقض أبناء عين تالس عطلهم ؟
من البيت الذي أصبح الملاذ للتواصل بالانترنت الى الفضائيات الى النوم العميق ، وّا خرج الواحد من البيت فلا ملجأ له غلأا المقهى أو الجلوس على أرصفة الحي حتى ساعة منأخرة من الليل .
أما الذهاب الى الشواطئ مبتغى وسلوة أبناء عين تالس للاستجمام وطرد الملل والمشاكل.
ترى أهذه عطلنا نحن أبناء عين تالس ؟

المسؤولون في عين تادلس يفتقدون للذوق والفن ,لا يملكون ثقافة جماليةومدنية عن المكان ,لأن منشأ الفكر الجمالي عندهم مصدره الدوارذلك المكان البيولوجي.. الذي يتغذى معنويا على الخيال الشعبي عبر الحكاية كتعويض للوظيفة الجمالية للمكان الفعلي ,فالحكاية هنا هي المكان الذي يمتص صدمة المباشر والعياني.كما كانت حكايات عمتي أمكنة مدهشة تهيم بها طفولتي.

المكان في ذاكرتنا ,سفلي جحيمي خلق "بضم الخاء" بسبب ذنب أدم,فالمكان الأرض ليس هو الغاية من الخلق بل الغاية هو المكان العلو "السماء".

اٍذن الاٍيمان بالمكان السفلي"الأرض" فكرة فرعونية قديما و غربية حديثا...كما لا يوجد ما يوحي في تراثنا من جمالية المكان السفلي,كل ما هو موجود تقديس لجمال علوي .

وهذا يدفع بنا الى القول أن أهل عين تادلس ضحايا علو بدائي وغير قادرون على التعرف على المكان المحسوس.