أسامة أراد إنقاذ أخيه محمد.. فماتا سويا بتيارت

لم يكن السيد الناحل بن زعمة،47 سنة، وأب لثمانية أطفال أكبرهم عمرها17 سنة، والمقيم في منطقة الزعامة بالرحوية في ولاية تيارت، يدري أن مأساة تنتظره، ولا عزاء إلا الصبر والاحتساب عند المولى تعالى.

بمجرد وصوله إلى المسجد في الرحوية، تلقى الأب مكالمة تفيد أن ابنيه محمد وأسامة غرقا في بركة في الدوار، خرجا من البيت خلسة عن إخوتهما وأمهما وماتا. عاد الأب مسرعا مع أهل الدوار الذين قصدوا المسجد دون أن يُصلّوا، تحت هول الفاجعة، فلقد جاءت المكالمة الهاتفية أثناء الخطبتين..

كان رجال الدرك الوطني والحماية المدنية في المكان، في الطريق نحو منطقة بني دومة وبلدية سيدي علي ملال، وتم انتشال الجثتين، وسط جموع غفيرة تنقلت إلى محيط البركة من مختلف الدواوير المنتشرة في ريف دائرة الرحوية، كلهم تحت وقع المصيبة، والحزن يقطع قلوبهم، بعضهم كان يبكي والبعض الآخر يحاول مقاومة دموعه، تساءلوا عن سبب الكارثة، ويتحدث الشارع المحلي عن كون توسيع الينبوع من طرف صاحب محجرة هو السبب، ليتوعده أحد أبناء عمومة الأب بالمتابعة القضائية، حيث أن المقاول حفر بئرا في محيط الينبوع بدون رخصة، فتدفق الماء ليصنع بركة قتلت الطفلين.

الأطفال الأربعة الذين حضروا المأساة رووا القصة، لقد دخل أسامة بن زعمة وعمره 8 سنوات، البركة ليستحم لكنه غرق. الأطفال الصغار لم يكن بمقدورهم فعل شيء فشجعوا أخاه محمدا،11 سنة، على إنقاذ أخيه، ففعل ولكن غرق معه، وراح الأطفال يجرون إلى بيوتهم للإخبار بالكارثة، جاء الكبار، لكن كان الوقت متأخرا، لقد تحول محمد وأسامة إلى جثتين، ولا شيء إلا إبلاغ والدهما والسلطات، والبكاء بحرارة على طريقة وفاة لم يتصورها أحد.

لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم إن لله و إن إليه لراجعون
اللهم نحمدك على ما اعطيت و على ما ابقيت
اللهم ثبت والديه بالصبر و رحمة الله على هؤلاء الأبرياء. نحتسبهم إن شاء الله في الجنة مع الملائكة الأطهار.