عمارات شيدت من دون أساس في باتنة

أصدر، مؤخرا، مجلس قضاء باتنة قرارات بتأييد أحكام مستأنفة من طرف ديوان الترقية والتسيير العقاري، كانت قد صدرت ضده قبل ذلك عن محكمة نڤاوس الابتدائية، حيث ألزم المجلس ثانية “أوبيجيي” باتنة بتعويض مستفيدين من السكن الاجتماعي بدائرة أولاد سي سليمان بمبالغ متفاوتة، أكثرها 85 مليون سنتيم للمواطن الواحد.

التعويضات تأتي على خلفية شكوى تقدم بها المستفيدون في السابق أمام المحكمة، مطالبين بإيفاد لجنة تحقيق في الوضعية التي توجد عليها السكنات المسلمة لهم، والتي لم تمض على إنجازها سنة واحدة، حيث كانت مظاهر الغش بادية على البنيان إلى درجة أصبحت فيها الشقق تشكل خطرا على حياة المواطنين الذين لمسوا ذلك بالفعل في إحدى ليالي الشتاء المنصرم التي عرفت هبوب رياح قوية كادت تسوي العمارات بالأرض، ليسارع السكان في الهروب إلى الخارج خوفا أن تهوي الأسقف على رؤوسهم.

وقد تحركت الجهات المعنية بعد الواقعة وعاينت البناء فوجدت أن الأساسات منعدمة، حيث حل التراب محل الإسمنت المسلح، ما أدى إلى ظهور تشققات كبيرة في الجدران والأسقف فضلا عن انعدام أبسط المعايير التقنية للإنجاز.

وقد أصر المواطنون المتضررون على متابعة ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية باتنة أمام العدالة، حيث قامت المحكمة في مرحلة أولى بتعيين خبير عاين حجم الأضرار وأعد تقريرا أصدرت المحكمة حكمها على ضوئه.

تجدر الإشارة إلى أن الكثير من المواطنين غادروا السكنات نهائيا وعادوا إلى معاناة الإيجار، ومنهم من عاد إلى مسكنه القديم المصنف كبناء هش. يحدث هذا، حسب أحد المواطنين، رغم أنهم في نظر المسؤولين قد استفادوا من سكنات في المشروع المذكور الذي التهم الملايير من الخزينة العمومية دون الاستفادة منه.

طارق رقيق