مصنع لتصنيع الهروات !!

''.. يا أخي، حتى الهراوات بإمكانها أن تكون مصدرا للتنمية.! لأن الطامة الكبرى أن الهراوات، على بساطة تصنيعها، تستورد من الخارج، وتخيل معي لو أن وزارة الداخلية بميزانيتها الضخمة والتي تصل إلى 6 ملايير دولار، تصنع هراواتها محليا.. ألا يمكن أن تساهم بذلك في خلق التنمية.. حتى أن تطويرها وتحسينها يكون سريعا، لأنها ستجرب في الميدان.! وأكاد أجزم أن المتظاهر الجزائري سيشعر بسعادة غامرة حين يقمع بهراوة جزائرية الصنع مائة بالمائة.. وأن الجزائر التي تحلّ في المراتب الأولى في الفساد والقمع، يصبح بإمكانها أن تحتل المراتب الأولى في إنتاج الهراوات أيضا؟ قد يكون كلامي مثيرا للضحك.. لكن الضحك الحقيقي هو استيراد الهراوات من الخارج، وباستطاعة أي حرفي في ورفلة تصنيعها بمواصفات عالمية؟!
بلغيث محمد ـ الجزائر

نعم، القارئ علي الفلاشي على حق، حيث قال: ''المطلوب تكفل نفسي بالسلطة في الجزائر..''! لأن مثل هذه التصرفات لا تصدر إلا عن سلطة فاقدة لقواها العقلية.!
بالأمس، كدت أبكي وأنا أتابع النقاشات المهمة الجارية بين القوى السياسية في تونس حول الدستور التونسي القادم.. وحول شكل السلطة القادمة التي تحكم تونس.. في حين يجري عندنا الشيء نفسه، ولكن في دهاليز مظلمة، تمارس فيها الوصاية على الشعب من طرف الذين من المفروض أن يتم التكفل النفسي بهم؟!
وزير العدل نطق، أخيرا، من تلمسان حول موضوع الفساد، ويا ليته لم ينطق.! قال بخصوص الفساد: إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.! وليته قال: إن المتهم متهم حتى تفبرك براءته.! هل زميله السابق في وزارة العدل متهم فقط بأخذ فيلا الوزارة ويمكن أن تثبت براءته.! وأنه سيكون فعلا متهما حين يأخذ الوزارة بما فيها ملكية خاصة؟!
وقال أيضا إنه وبخ القضاة في مسألة ''بنفالو'' بني صاف ولم يعاقبهم، لأن عناصر المخالفة غير موجودة.! فإذا كانت عناصر المخالفة غير موجودة، فلماذا وبخهم إذن؟!
وقال أيضا إنه سوى بين سليني والقاضي في قضية الاتهام بالرشوة المثارة بينهما. هل، إذا، اتفق سليني والقاضي بوساطة الوزير بأن تسقط قضية الرشوة المثارة؟!
هذه القضية ذكرتني بالقضية التي أثارها أبوجرة سلطاني، قبل سنوات، حين رفع شعار ''فساد.. قف''؟ وعندما عنف من طرف أولي العزم، خرج على الناس قائلا: إن قضية ملفات الفساد التي أثارها قد سوّيت مع مسؤول على أعلى مستوى في السلطة.! هكذا والله.! وطوي الملف إلى اليوم؟!
شخصيا، فهمت تصريح وزير العدل الأخير بخصوص المتهم بريء حتى تثبت إدانته، في سياق هذا المسار العام للإدانة والبراءة في العدالة في الجزائر.. ولا تستغربوا، مستقبلا، إذا رأيتم قضية سوناطراك 1 و2 حلت في إطار التسوية بالتراضي بين سوناطراك وشكيب خليل.. وفريد بجاوي! على طريقة بنفالو بني صاف وسيلني.!
التوانسة يناقشون أسس بناء دولة القانون والمؤسسات.. ونحن نناقش بناء دولة الشرطة بالهراوات.
إنني تعبان.. وأحتاج إلى راحة في عين امفل أو البروافية.!
يكتبها: سعد بوعقبة