مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
rabab
rabab
عضو خبير متطور
عضو خبير متطور
عدد الرسائل : 1096
الأوسمة : خواطر تربوية Member
البلد : خواطر تربوية Male_a11
نقاط : 367
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/06/2008

خواطر تربوية Empty خواطر تربوية

الجمعة 18 يوليو 2008, 08:19
إنّ المعلم يضطلع بمسئولية كبيرة، ويتحمل مسئولية عظيمة، ألا وهي بناء العقول، وتكوين النفوس، وصناعة غدِ الأمة، وبناء مستقبلها..

وهو بشر يخطئ ويصيب، ويقوى ويضعف، وتعتريه بعض الظروف الخاصة، التي قد تؤثر قليلاً أو كثيراً على مستوى تقديره لمسئوليته، واجتهاده في عطائه.
ولكن خير ما يضمن قيامه بواجبه على أحسن حال، أو أدنى كمال، تقواه لله تعالى، وشعوره برقابته سبحانه، وإحساسه بعظم المسؤولية التي يتحملها إن فرّط أو قصّر وحرصه على أن يكون جهده مكافئاً لأجره.. إن لم يكن أكبر منه أو أعظم.
وهذه بعض الخواطر التربوية، ليست إلا من بديهيات العمل التربوي، ولا أظنّ أحداً يجهلها، ولكن الذكرى تنفع وتدفع.. فمن المفيد أن نتواصى بها، عسى أن يكون عملنا أرقى، وأداؤنا أعلى، ومستقبل أمتنا أمجد وأسمى.

* أن يستشعر المعلم أنه قدوة لطلابه، في كل ما يأتي ويذر، في أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته، فيحرص على أن يكون القدوة الحسنة.. والأسوة المحببة. وليعلم أن الطلاب ملاحظاتهم دقيقة، وانتباههم شديد إلى أقوال المعلم وأفعاله، وتصرفاته وسلوكه، وأن من دأبهم أن يقارنوا بين معلم وآخر، وبين أقوال المعلّم وأفعاله، فإذا رأوا تعارضاً أو تناقضاً.. لم يستجيبوا لكلامه، ولم ينتفعوا بنصحه وإرشاده.

* أن يتحلى المعلم بالإخلاص في عمله، والاحتساب لله تعالى في جهده وتعبه، وأن يكون ذا شفقة عظيمة، ورحمة ظاهرة.. فإن الرحمة لا تنزع إلا من قلب شقي. والشفقة والرحمة، لا تعنيان بحال من الأحوال، أن يترك المقصر على هواه، وأن تهمل محاسبته ومتابعته، أو يتساهل في موطن الحزم والشدة، أو يفرط في تحقيق العدل، وأداء الحق.. وقد قال الشاعر:
فقسا ليزدجروا ومن يك راحماً .... فليقس أحياناً على من يرحمُ
وإن من رحمة المعلم بطلابه، أن يبذل أقصى جهده في تعليمهم وإرشادهم، وتوجيههم ومتابعتهم.

* أن يتحلى بالصبر، وسعة الصدر، وضبط النفس، وحسن الخلق، إذ إنه يواجه نوعيات من الطلاب متفاوتة ومستويات أخلاقية واجتماعية متعددة.. على أن بينها سمات تشابه، ومعالم تقارب لا تخفى.. ويعامل مع فروق فردية تتصل اتصالاً وثيقاً بنوعية أخلاق الطلاب، واتجاهاتهم النفسية والسلوكية. وكل ذلك يقتضي أن يكون المعلم واسع الصدر، حسن الخلق، عظيم الحلم، مقدراً للواقع الذي يواجهه ويتعامل معه.

* ألا يفصل في عمله، بين المسؤولية التعليمة، والمسؤولية التربوية التوجيهية، التي ينبغي أن تظهر في شخصه وسلوكه، وأن تكون محور علاقته بطلابه.. والتربية روح التعليم.. وإن بعضا من المعلمين، في غمرة تفاعلهم في اختصاصهم واهتمامهم بأداء المقرر الدراسي في وقته، وحرصهم على المادة التعليمية، يغفلون الجانب التربوي ويقصرون فيه، ولكننا نقول إنه السمة الأساسية لحضارتنا الإسلامية المتميزة، وروح شخصية هذه الأمة، وكيانها الإسلامي الأصيل.. وإن على المعلم تحقيقاً لذلك ألا تغيب هذه المسؤولية عن فكره وشعوره، وأن ينتهز لها كل مناسبة، ويحرص على القيام بها بكل وسيلة، ومن خلال المادة الدراسية نفسها..
فالأمثلة التي يستشهد بها، أو يطرحها على الطلاب، والرابط الاجتماعي للمادة بواقع الطالب وبيئته.. كل ذلك يمكن أن يحقق الأهداف التربوية، على خير وجه. كما أن على الموجّه المختصّ أن يقيم الاعتبار في توجيهه وتقويمه لقيام المدرس بمسؤوليته التربوية.. ومدى نجاحه في الملاءمة بين التربية والتعليم، وعدم الوقوف عند المظاهر الشكلية المحدودة.

* أن يرفع مستواه العلمي ليرفع أداءه وعطاءه، وأن يعمّق اختصاصه، ويزيد من ثقافته.. لينجح في مهمته، ويتمكن من أداء رسالته، فالمعلم طالب دائب، ينبغي له ألا ينقطع عن الزيادة من العلم والمعرفة. ولما يحرص المعلم على زيادة العلم والتحصيل، فإنه يجدد حياته ويبعد عنها الملل والسآمة من عمله المنهجي الرتيب.. الذي يجعله يتعامل مع كتاب مدرسي أو عدة كتب سنوات من عمر مديد.. ويعيش حياة رتيبة مملة: بين تحضير الدروس، وتصحيح الواجبات، وإلقاء الدروس، وحل التمرينات.. وهموم الاختبارات.
وإذا كان عصرنا عصر العلم، كما يطيب لبعض الناس أن يسموه.. فإن انصراف المعلم عن الزيادة من العلم والثقافة، يعني أن يتخلف مستواه عن العصر الذي يعيش فيه.. فيتخلف أداؤه وعطاؤه.. بل قد يصل إلى مستوى يعطي فيه الطلاب معلومات مغلوطة.. ويقرر عليهم نظرات مهجورة. ولعل مما في هذا الباب، أن تنظَّم لمدرسي كل مادة دورات علمية ثقافية كل ثلاث سنوات، تكون لها مناهج مقررة، ومستويات مدروسة، وتختتم باختبارات تحدد مستوى تحصيل كل معلم.. ويكون على أساسها الاستفادة من المواهب المهملة، والطاقات المعطّلة.

وبعد؛ فهذه خواطر، كنت أودّ أن أشفعها بالأمثلة، فخشيت أن أركب بها متن الإطالة، أو أخوض لجّة الإحراج.. فتضيق بها بعض الصدور، وما أريد بها إلا التواصي بالحقّ الذي أمرنا الله به، وأن يرتفع مستوانا التعليمي وعطاؤنا التربوي..
والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى