مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مستغانم كوم
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل
ويسعدنا كثيرا انضمامك لنا..
مستغانم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
rabab
rabab
عضو خبير متطور
عضو خبير متطور
عدد الرسائل : 1096
الأوسمة : الرضيع يحتاج إلى الحب والحنان قبل الغذاء Member
البلد : الرضيع يحتاج إلى الحب والحنان قبل الغذاء Male_a11
نقاط : 367
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/06/2008

الرضيع يحتاج إلى الحب والحنان قبل الغذاء Empty الرضيع يحتاج إلى الحب والحنان قبل الغذاء

الجمعة 18 يوليو 2008, 08:39
هل تعلمين سيدتي، وأنت سيدي، أن الطريقة التي تحبان بها صغيركما لها تأثير كبير على شخصيته؟ وأن حنانكما وحنان المحيطين بكما من الأمور الضرورية لنموه؟ وهل تعلمين سيدتي، وأنت سيدي، أن المشاعر الحقيقية تساعد الطفل على تحقيق الاستقلالية، وأن المبالغة في الحب أو بالأحرى الإفراط فيه يؤدي إلى خلق طفل سلبي ضعيف الشخصية، وأشياء أخرى نستشفها في الأسطر التالية.

لكي يكبر الطفل ينبغي أن يأكل! هذه حقيقية بديهية، ومع ذلك، إذا أردنا أن ينمو الطفل بشكل طبيعي، فينبغي أن نعلم أنه يحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك فالطفل، كما يوضع الدكتور بوريس سيرولنيك -الطبيب النفساني المختص في دراسة سيكولوجية السلوك- لا يتغذى بالسكريات والدهنيات والهيولات فحسب، بل بالحب أيضا، أو بالأحرى إنه لا يستطيع أن يأكل إلا إذا كان يحب وإذا أحس أنه محبوب.

فالطفل الصغير، من أجل أن يتنبه للحياة، ويحاول اقتحام مغامرة المشي والكلام، واكتشاف العالم.. يحتاج إلى الحنان والمحبة، فالضحكات الصاخبة، والنظرات الخاطفة المتواطئة، وآلاف الحماقات، أي باختصار كل ما يعكس سعادة الطفل الصغير، لا يمكن أن توجد إلا في وسط دافئ ومحرض.

إن التجربة الطبيعية -يضيف الدكتور بوريس- تقدم لنا أفضل برهان على ذلك، ضعوا رضيعا في وسط خال من الحب، وانظروا إلى ما سوف يترتب عن حرمانه: ستلاحظون أنه يذبل شيئا فشيئا. إن السيناريو السلوكي للأطفال اليتامى أو المتخلى عنهم هو دائما نفس السيناريو. ذلك أنهم -في مرحلة أولى- يحتجون، ويصرخون، وينادون على أمهاتهم أو على شخص يمكن أن يعوضهن، وبعد ذلك ينطوون على أنفسهم، ويشرعون في البكاء، وفي التأرجح وفى امتصاص إبهاماتهم، أو حك أنوفهم بقطعة قماش، وفي الأخير، إذا طالت فترة الحرمان من الحنان، فإن الأطفال يصبحون لا مبالين، ولا يتفاعلون مع المثيرات الغذائية أو العاطفية، وهنا نراهم وبشكل غريب، ينبطحون على صدورهم، ويرفعون أردافهم إلى الأعلى، ويستسلمون للموت.. وطبعا، إذا قدمنا لهؤلاء الأطفال بديلا عاطفيا، في وقت مبكر بما فيه الكفاية لإيقاف هذا المسلسل، فإنهم يستأنفون نموهم بشكل طبيعي..
كيف نحب صغيرنا؟ ما الذي يلتقطه من الخارج؟ ، كيف نكون متأكدين على الخصوص من أننا نعطيه كل شيء من أجل أن نجعل منه طفلا سعيدا؟
فكل شيء رهين بمرحلة نموه، فالحب لا يمر من نفس القنوات الحواسية مهما كان عمر الطفل: يوم واحد أو سنة واحدة أو عشر سنوات.. ، فمثلا في الرحم عند نهاية فترة الحمل، ما يثير الجنين أكثر هو صوت أمه.

وعملية الوضع تمثل صدمة عنيفة بالنسبة للرضيع، الذي يتم الدفع به بعنف خارج سريره الناعم، إلى الهواء البارد الذي يقتحم رئتيه ويؤلمه، وإلى الضوء الذي يحرق عينيه، وإلى الأصوات التي فقدت الكثير من اتساقها وبدأت تعتدى على طبلتي أذنيه.. فعملية الاستيقاظ تكون مرعبة، والرضيع التائه في هذا العالم البارد والصاخب والمضيء، يلتقط أولا صوت أمه الذي يشعره بالاطمئنان، إنه الخيط الذي ينعش فيه ذاكرة السعادة الكاملة. وحتى إن كان يصل إليه في وسط هوائي، أي بشكل أكثر صخبا وأكثر حدة، فانه يتعرف عليه من بين كل الأصوات.

وبالنسبة للرضيع حديث الولادة، فإن تعبير الأبوين عن حبهما له يتم فقط بواسطة الحواس: سماع كلمات مداعبة، نغمة الكلمات..، الإحساس باللمس، بالقبلة، بالهدهدة، استنشاق رائحة الجلد..، إنها مجموعة من الأحاسيس، وبُنية عاطفية تتشكل مع توالي الأيام، ستعمل على صياغته بشكل كامل.
يبدو الحب مفهوما كونيا، ومع ذلك فإنه لا يتم التعبير عنه بالضرورة بنفس الطريقة في مختلف البلدان.

في الغرب -يقول الدكتور بوريس- تتحدث الأمهات الحديثات العهد بالإنجاب عبر أعين رضعائهن، بل إن الكثيرات منهن لا يشعرن بأمومتهن إلا في اللحظة التي يتبادلن فيها هذه النظرة، وبعضهن يقلن عن رضيعهن (الذي ولد قبل ساعة فقط) : لقد لاحظت أنه قد تعرف علي على الفور ، وهذا غير صحيح طبعا! وبشكل تلقائي ينتصبن أمامه في حدود المسافة الفيزيولوجية (الطفل الوليد لا يرى أبعد من 30 سنتمترا) لكي يميز الرضيع بشكل جيد ملامح وجوههن، أما هو فإنه يسعد باستكشاف هذا الوجه، وملاحظة العينين المتحركتين اللامعتين، وبسرعة شديدة يرد على مداعبات أمه بإيماءة أو ابتسامة..، وهكذا ينطلق التواصل بين الطرفين...
أما في الهند -والكلام دائما للدكتور بوريس- فإن هناك على العكس من ذلك، نوعا من الخوف من نظرة العين، إذ لا تستطيع الأم أن تنظر إلى رضيعها الذكر خشية من العين .. وكلما كانت الأم هناك تحب ابنها أكثر، كلما عمدت إلى وضع الكحل في عينيه من أجل حمايته بشكل جيد.

ويلاحظ الدكتور بوريس أن الغربيين بدورهم لهم طابوهاتهم، كما هو الشأن بالنسبة للرائحة، في حين أن بعض أصحاب الثقافات الأخرى، لا يترددون في تشمم الأطفال الرضع. كذلك بالنسبة للّمس، وإن كان الغربيون اليوم أقل ترددا في لمس أطفالهم الرضع من الأجيال السابقة.

ويؤكد الدكتور بوريس أننا لا نستطيع أن نقول بأن عدم التحديق في عيني الطفل الرضيع، وعدم مداعبته، سيسبب له أفدح الأضرار، إلا أن الأمر المؤكد هو أن ذلك سوف يؤثر عليه بالضرورة.. فالرجل الهندي مثلا، إذا حدق في عيني امرأة سوف يتولد لديه اعتقاد بأنه ينتهك أحد الطابوهات (المحرمات)..، في حين أن الفرنسي الذي تعود التحديق في عيني أمه، ثم في عيني صديقاته الصغار، سوف لن يرى أي عيب في ذلك، وهكذا فإن الطريقة التي تنقل بها الأم أو الأب حبهما من خلال الحركات والنظرات، ستشكل شخصية الطفل، وستخلق له عالما حواسيا يختلف باختلاف الثقافات.. .

كل الأمهات لديهن رغبة في أن يكن أمهات جيدات، إلا أن هذا الأمر شيء والرغبة في حضن الطفل وحمايته بأي ثمن، وخنقه بالمداعبات.. شيء آخر.
يقول الدكتور بوريس أن الإفراط في الحب، هو حب سيء، أما الحب الجيد فهو أن تعرف كيف تأخذ مسافة تمكن الطفل من أن يتفرد، وبطبيعة الحال ينبغي علينا هنا أن نميز.

فالرضيع يتفتح باتصاله مع أمه، ولو كان التنظيم الاجتماعي يستجيب للمتطلبات البيولوجية والبيوعاطفية للطفل، لكانت رخصة الولادة تمتد لستة أشهر.. ولكن بعد مرور هذه الفترة، ينبغي على الأم أن تصبح مجرد شخص، وأن يمكن رضيعها من اكتساب نوع من الاستقلالية وإذا قامت بوضعه في سجن عاطفي، فإنها تجازف بصنع طفل سلبي وغير حاذق بما فيه الكفاية، فالمفروض أن توفر الأم لصغيرها محيطا للنمو المتجانس، يكون لها فيه دور، وبشكل مبسط فإن الأم هي قاعدة الانطلاق، الطابق الأول للصاروخ الذي سيمكن الطفل من الدخول إلى عالم الكبار، والانفصال يتيح للطفل فرصة حمل المشعل من أمه.

والحب الجيد للصغير لا يعني أيضا حبه في كل الظروف والأحوال (مهما فعل). ينبغي على الصغير بمجرد أن يبدأ في الفهم، أن يتعلم كيف يكسب محبة المحيطين به، كما لا ينبغي -يقول بوريس- أن يشعر بأن الجميع مدين له، وإلا فإنه سيتحول إلى مستبد صغير، والممنوعات توفر الطمأنينة والأمان، لأننا في تلك اللحظة نقدم للطفل طريقة لاستعمال العالم. أن نقول له : أنت موجود هنا إذن سوف نحبك، معناه أنه يمكنه أن يفعل أي شيء، وذلك يؤدي إلى إغراقه في عالم مشوه وفي فوضى عاطفية، فمن أجل تحسيس الطفل بالمسئولية وتمكينه من اكتساب نوع من الاستقلالية، ينبغي أن نقول له بأن هناك مكانا يجب عليه أن يأخذه.

والأحزان ضرورية لكي يتعلم الطفل كيف يطمئن إلى جانب دمية دب أو غيرها..، ثم لا ينبغي أن نحدثه عن كل شيء..، ففي بعض الأوساط يتم توضيح كل شيء ولا يتبقى للطفل أي شيء يتخيله..، وفي الأسر التي لا يقال فيها كل شيء، يصبح كل واحد مصغيا للآخر.

الأمهات اللواتي يسعين لأن يكن كاملات، يخطئن الطريق، لأنهن لا يقدمن المشاعر المتناقضة، التي تساعد الطفل على تحقيق الاستقلالية..
هناك لحظات تكون فيها ماما ظالمة؟ طبعا! هناك فترات تكون فيها مرهقة؟ طبعا! فعليَّ أنا الرضيع ، أن أتعلم أنها ليست دائما رهن إشارتي، وأنها ليست جبارة (لا تتعب)، وأن علي أن أبذل جهدا من أجل اجتذابها، وأن آخذ في الاعتبار ما تريده.. وأن آخذ مكاني كطفل في الأسرة، ثم في المجتمع! ينبغي أيضا أن يحتفظ الراشدون بأسرارهم، خاصة الحساسة منها لكي لا يحرجوا براءة الأطفال.

لكل واحد دوره، وعلى الآباء أن يبذلوا كل ما في وسعهم من أجل أن يكونوا في الاستماع لأطفالهم، كما أن هناك كلمات لا ينبغي أن يسمعها الأطفال -يضيف الدكتور بوريس- ، كلمات مرعبة مثل: إذا لم تأكل فان ماما ستموت، أو إذا لم تكن ظريفا فان باب سيتركنا إلى الأبد، وهناك أيضا كلمات عادية (بالنسبة للراشدين) قد تجرح الصغار، ومن الأفضل كذلك أن يتجنب الآباء التلفظ بكلمات لها علاقة بالموت أو بالإحساس بالذنب.

وأخيرا -يقول الدكتور بوريس- إن رغبة المرأة في أن تكون أمًّا مثالية قد تقودها نحو الكارثة، فالإفراط في الحب يولد القلق الذي يدفع الأم إلى القول: إذا كانت الأمور لا تسير على ما يرام، فإن المسئولية بالتأكيد ترجع إلي..
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى