قتيلا و19 جريحا في حادث مرور بمعسكر

توفي 23 شخصا في اصطدام حافلتين للمسافرين صباح الخميس الماضي. وهو الحادث الذي استدعى إعلان ''حالة طوارئ'' بمعسكر، التي جنّدت كل إمكانياتها لنقل الضحايا من القتلى وإسعاف الجرحى الذين بلغ عددهم 19 مصابا.
لا يزال إرهاب الطرقات يحصد الأرواح في معسكر، حيث شهد الطريق الوطني رقم 4 الرابط بين ولايتي وهران ومعسكر وبالتحديد بدوار مقاديد التابع لبلدية عقاز، في حدود الساعة العاشرة، حادثا مروّعا، خلّف 23 قتيلا و19 جريحا، 9 منهم تم تحويلهم إلى المستشفى الجامعي بوهران بعدما أصيبوا بجروح بالغة الخطورة، أين لفظ أربعة منهم أنفاسهم الأخيرة متأثرين بجروح على مستوى الرأس والصدر، في حين نقل البقية إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى سيف، ليلقى اثنين منهم أمس مصرعهما متأثرين بجراحهما البليغة.
المشهد كان رهيبا وشبّهه شهود عيان بـ''المجزرة''، حيث أغمي على العديد من المواطنين الذين توافدوا نحو مكان الحادث لإغاثة الضحايا فور وقوعه. ووجد أعوان الحماية المدنية صعوبة كبيرة في إجلاء الجرحى والقتلى نظرا لكثرة عددهم والذين تم نقلهم إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى سيف.
وقائع هذه الفاجعة الأليمة حسبما علمت ''الخبر'' من عين المكان، تعود إلى اصطدام حافلة من نوع ''إسيزي'' كانت قادمة من وهران ومتجهة نحو فرندة بولاية تيارت بسيارة للنقل الجماعي من نوع ''كرسان'' كانت تسير في الاتجاه المعاكس.
وكشفت مصادر مسؤولة لـ''الخبر'' بأن أغلبية الضحايا كانوا على متن ''الكرسان'' وهم من أهالي القعدة، سيق، زهانة بمعسكر.
كما أن الحادث وقع عندما كانت حافلة ''إسيزي'' بصدد تجاوز سيارة كانت أمامها لتخرج في وجه ''الكارسان'' ويقع الاصطدام المروع. وكانت السلطات المحلية في حالة استنفار قصوى لا مثيل لها، حيث سخّرت كل الإمكانيات المادية والبشرية بتخصيص فريق طبي يضم عدة أطباء وجراحين وممرضين.
وتم تدعيم مستشفى سيف بسيارات الإسعافات المجهزة بالأدوية الضرورية لتقديم الإسعافات الأولية، كما عرفت مصلحة حفظ الجثث بذات المستشفى حالة من الهلع والذعر عند إدخال جثث الضحايا، خاصة في أوساط عائلات الضحايا الذين نزل عليهم الخبر كالصاعقة، حيث تنقّل هؤلاء بكثرة إلى هذه المصلحة. خاصة بعد انتشار بعض الإشاعات التي روجت لأسماء بعض العائلات ضمن قائمة المتوفين..
من جانب آخر، شكّلت خلية أزمة على مستوى مستشفى سيق لمتابعة تطورات هذا الحادث، كما فتحت مصالح الأمن تحقيقا معمقا لمعرفة أسباب وملابسات هذا الحادث المروع.
وتنقّل أمس، وزير النقل عمار تو إلى معسكر، حيث عاين مكان الحادث وأدى زيارات مواساة إلى الجرحى، كما قدّم التعازي إلى عائلات الضحايا.
يذكر أن الطريق الوطني رقم 4 والملقب بـ''طريق الموت''، لا سيما في شطره المار بين الغمري ووادي تليلات، حصد العديد من الضحايا ويعتبر من بين النقاط السوداء الخطيرة على مستوى الولاية، حيث أحصت مصالح الحماية المدنية خلال السداسي الأول من هذه السنة بذات الطريق لوحده 8 قتلى و41 جريحا.