مجرد رأي :عندما ترتبط الأقوال بالأفعال

شخصيا لا أؤمن بأن الشرطة السويسرية اعتدت أو يمكن أن تعتدي جسديا على حنبعل القذافي أو على أي بني آدم آخر... ولو حدث أن اعترف عنصر أو عناصر من شرطة هذا البلد الأوروبي وعلى رؤوس الأشهاد، بأنه أساء أو أساؤوا معاملة ابن الزعيم الليبي أو غيره من البشر، فإن ذلك لن يعني سوى شيء واحد، وهو أن هذا الشرطي أو هؤلاء الشرطة قد أكرهوا على الإدلاء بما أدلوا به من اعتراف،........لاأوافقك
لكن رغم ذلك فقد اعتذر الرئيس السويسري، هانس رودولف ميرز، للجماهيرية عما صدر من شرطة بلاده في حق ابن القائد. فهل لنا أن نعرف السبب الذي كان وراء كل هذا التحول والتحولات الموازية له في السياسة الأوروبية تجاه العقيد؟
لقد سحبت الجماهيرية، وبعد الذي شاع عن توقيف الشرطة السويسرية لحنبعل القذافي مباشرة، ثلاثة عشر مليار دولار من الأرصدة الليبية المودعة في بنوك سويسرا، كما أقدمت الجماهيرية كذلك على تقليص صادراتها البترولية لهذا البلد، وشرعت في إجراءات تقليص التجارة معه، والنتيجة أن تقلصت كل مجالات المناورة أمام سلطات جنيف، فطار رئيسها إلى طرابلس معتذرا...
هذا يعني أن القذافي يفعل ما يقول ويقول ما يفعل.
نفس السياسات الليبية تجاه إيطاليا دفعت روما، وفي ظل حكم اليميني برلسكوني، إلى الاعتذار على جرائمها في حق الشعب الليبي إبان حقبة الاحتلال، وعوضت له ماديا، وإذا ما واصل العقيدة سياسته هذه التي تبدو عند الكثير من المتتبعين أنها غير طبيعية وشاذة، فستعتذر الولايات المتحدة على اعتدائها على بيت العقيد إبان حكم الرئيس رونالد ريغن.
لا شك أن ما حققته سياسة الجماهيرية يحرج إلى حد بعيد مسؤولينا الذين أحدثوا ضجيجا ما بعده ضجيج، وصرخوا بأعلى أصواتهم مطالبين فرنسا بالاعتذار عن جرائمها في الجزائر، لكن دون أن تقيم باريس لصراخهم وزنا. فهل لنا أن نعرف الفرق بيننا وبين ليبيا التي هي أصغر منا حجما وبكل المقاييس والمقادير، وبين فرنسا وإيطاليا أو فرنسا وسويسرا أو بين هؤلاء والولايات المتحدة التي سيثبت القذافي خلال أيام أعمدة خيمته فوق أراضيها؟
الفرق واضح وضوح شمس صيفنا، وهو أن العقيد يذهب مباشرة إلى عصب الحياة، فيمس ولا نقول يضرب المصالح الاقتصادية والمالية للدول التي هو في خصام معها، أما نحن فنشتم فرنسا طولا وعرضا ونجند ما يعرف عندنا بالأسرة الثورية، للتنديد بهمجيتها وجرائمها، بل وحدث أن وصفنا أعمالها بمحارق النازية، لكن عندما يزورنا ساركوزي يحصد عشرات الصفقات التي تدر على اقتصاد بلاده ملايير الدولارات. فهل يعقل أن تقيم لمطالبنا وزنا ونحن مجرد ثـرثارين؟

لا يا صديقي لم تحددمكان الجرح الفرق بيننا و بين ليبيا هو أن القذافي لا يتبع أي دولة أجنبية أما نحن فتابعون بالكلية إلى فرنسا و التابع لا يستطيع أن يحتج لأنه و إن احتج فسيتم استبداله و النظام يخاف أن يستبدل من طرف فرنسا
أتعلم بأن القذافي لا يسمح لأي اجنبي الدخول الى ليبيا إن لم يكن جواز سفره مترجم بالعربية أما نحن فرئيسنا يخاطب شعبه بلغة مستعمره وتريد فرنسا أن تعتذر....؟؟؟

اشاطرك الرأي يا محترف