- المحترفمشرف منتدى أخبار و تاريخ مستغانم
- عدد الرسائل : 1490
نقاط : 2747
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 20/06/2008
في الصراع السويدي الإسرائيلي العرب يمتنعون !
الأربعاء 02 سبتمبر 2009, 08:21
في الصراع السويدي الإسرائيلي العرب يمتنعون !
إنها تجارة رائجة وتحق أرباحاً خيالية ، فنحن نستورد الأعضاء من إسرائيل بسعر عشرة ألاف دولار ،
نبيعها للمحتاجين في أمريكا بمائة وستين ألف دولار للعضو الواحد، وتجارتنا مستمرة منذ فترة طويلة ، بهذه الكلمات التي تقطر دماً سجل المجرم اليهودي [ ليفي اسحق روسينيوم ] اعترافاً بجريمته التي تكشفت خيوطها عن تنظيم صهيوني ممتد في عدة مدن أمريكية ، تورط فيه العديد من رموز اليهود والحاخامات والسياسيين ، وكانت فضيحة مدوية بكل المقاييس ، ولكن التحقيقات الأمريكية لم تكشف الحقيقة كاملة في هذه الجريمة البشعة ، هذه الحقيقة كانت تحتاج لقلم شجاع وبصيرة ناقدة لم يتوافر عند الصحافة الأمريكية المشهورة بانحيازها التام للجاني الإسرائيلي ، هذا القلم كان للصحفي السويدي الشهير [ دونالد بوستروم ] الذي كشف في تحقيقه الشهير كيف قام الجنود الإسرائيليون بسرقة أعضاء بشرية من جثث 137 شاب فلسطيني ، بعد قتلهم بلا أدني جريرة ، وقد تضمن التحقيق أسماء بعض هؤلاء الشبان الذين سرقت أعضاؤهم ، وقد أحدث هذا التحقيق الصحفي أزمة دبلوماسية كبيرة بين السويد والكيان الصهيوني الذي تعمد إثارة ضجة كبيرة علي المستوي الدولي ، وهي المعركة المرشحة للتصاعد في الأيام القادمة ، في ظل الإصرار السويدي بعدم الاعتذار أو الرضوح للضغوط الإسرائيلية التي بدت وكأنها نوع من تصفية الحسابات مع الجانب السويدي .
أسباب العداء الإسرائيلي للسويد
الصراع الدبلوماسي المحتدم الآن بين دولة السويد والكيان الغاصب الإسرائيلي ، ليس وليد هذا التحقيق الصحفي الذي كشف عن بشاعة ووحشية جنود الاحتلال الصهيوني ، الذي كان يتغني بأخلاقياته أبواق الدعاية الصهيونية المأجورة في أوروبا وأمريكا ، فالصراع بين السويد وإسرائيل يعود لسنوات طويلة للوراء .
السويد التي تعتبر اكبر الدول الإسكندنافية من حيث المساحة وعدد السكان ، كانت تعتبر في النصف الأول للقرن العشرين الميلادي الملاذ الأوروبي الأكثر آمناً لسفاحي وقادة الحركة الصهيونية ، واليهود عموماً خاصة في أعقاب وصول النازيين لسدة الحكم في ألمانيا سنة 1933 ميلادية ، حيث تدفقت أعداد كبيرة من يهود ألمانيا وأوروبا علي السويد باعتبارها من دول الحياد أيام الحروب العالمية الأولي والثانية ، وتمكن الدكتور ماركوس إيهرنبر وهو أحد أقطاب الحركة الصهيونية العالمية ، والأمين المساعد لحاييم وازيرمان ، وكان زعيم الجالية اليهودية في السويد ، من إقناع القيادة السويدية بجعل مدينة أستوكهولم ملاذاً آمناً لقادة الوكالة الصهيونية المسئولة عن تهجير اليهود إلي فلسطين ، وجعلها أيضاً نقطة مواصلات بين شرق أوروبا وغربها أثناء الحرب العالمية الثانية .
ومع بداية عملية تبادل الأدوار بين اليهود اللاجئين والفلسطينيين المقيمين ، بحيث أخذت الوكالة اليهودية في تهجير يهود أوروبا اللاجئين في الدول الأوروبية ومنها السويد لأرض فلسطين ، في حين أجبر الفلسطينيون علي ترك بلادهم ، حل الفلسطينيون تدريجياً محل اليهود في عدة دول أوروبية ، ومنها أيضا السويد ، وأصبح للفلسطينيين تواجد لافت بالسويد ، وبلغ تعدادهم أربعين ألفاً ، في حين تناقص عدد اليهود بالسويد بصورة كبيرة جداً ، ونجح الفلسطينيون في السويد في تنظيم صفوفهم ، والاستفادة من هامش الحرية الكبير الموجود في السويد ، المعروفة بأنها واحدة من أكثر الدول حرية وانفتاحاً ، ولا يكاد يوجد عندهم أي محاذير مسبقة أو قيود تعيق حركة الناس ، وحققت القضية الفلسطينية بالسويد مكاسب عديدة جراء ذلك التنظيم ، وكسبت أنصاراً داخل النسيج السويدي خاصة مع تزايد الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل ، والمشاهد المروعة التي حملتها وسائل الإعلام المرئية العالمية ، والتي أثرت كثيراً علي قرار واختيار الشعب السويدي الذي لا يطيق فيه رجل الشارع العادي أن تفرض عليه إملاءات من أي جهة أو نوع .
وعندما وقعت مذبحة جنين المروعة سنة 2002 ميلادية ، كانت السويد من أكثر الدول الأوروبية إدانة لهذه المجزرة ، وقامت وزيرة الخارجية [ أنا ليندا ] بقيادة حملة دبلوماسية قوية داخل الاتحاد الأوروبي ، ووجهت نقداً غير مسبوق للتحالف الإسرائيلي الأمريكي ، وقامت بنفسها بطبع عشرات آلاف من النسخ من كتاب يتحدث عن الدين الإسلامي ، وأشرفت علي توزيعها علي الشعب السويدي ، وجاء الرد الصهيوني علي هذه الوزيرة الشجاعة بمنتهي الخسة ، إذ قام أحد عملاء الموساد الإسرائيلي باغتيال الوزيرة في بداية سنة 2003 أثناء تسوقها في احد متاجر استوكهولم .
بعد هذه الجريمة الخسيسة دخل الصراع السويدي الإسرائيلي بعدها حيز العلانية والمواجهة الدبلوماسية المتكررة والمعلنة ، فيتم طرد السفير الإسرائيلي من أحد المعارض الفنية الكبيرة في العاصمة استوكهولم سنة 2004 بسبب إتلافه للوحة تعرض صورة إحدى الفدائيات الفلسطينيات وهي هنادي جرادات ، وطالبت إسرائيل السويد بالإعتذار ولكن السويد رفضت ، وفي سنة 2006 يتجدد النزاع بين السويد وإسرائيل ، بسبب إنسحاب السويد من المناورات الجوية المشتركة لدول الاتحاد الأوروبي ، لاشتراك طيارين إسرائيليين في المناورات ، وفي نفس السنة يتجدد النزاع بسبب استقبال السويد لوفد حكومي فلسطيني بقيادة حماس ، ورفضت السويد كل محاولات الاعتراض الإسرائيلي علي مثل هذا الاستقبال ، وعندما حولت السويد عقد مؤتمر دولي في أعقاب الحرب الإسرائيلية علي لبنان سنة 2006 ، لتقديم المساعدة وإعادة الإعمار السريع للبنان ، أحبطت إسرائيل الخطط السويدية الرامية لعقد مثل هذا المؤتمر .
وفي النزاع الأخير كشفت أحدث استطلاعات الرأي أن غالبية الشعب السويدي يرفض تقديم أي اعتذار لإسرائيل من جراء التحقيق الصحفي ، ويؤيد موقف حكومته الشجاع في مواجهة الغطرسة والصلف الصهيوني الذي يمارس الآن ضغوطاً كبيرة واستباقية علي الجانب السويدي ، لمنع المخططات السويدية الرامية لحمل الاتحاد الأوروبي الذي تتولي السويد رئاسة دورته هذه المرة ، من الضغط علي إسرائيل لوقف عملية الاستيطان بالأراضي المحتلة .
السؤال المعتاد أين العرب والمسلمون ؟
في أتون هذا الصراع المحتدم بين السويد وإسرائيل لم نكد نسمع صوتاً واحداً من إحدى الدول العربية والإسلامية ، تدين الجريمة أو تطالب بالتحقيق الدولي فيها ، حتى من الفلسطينيين أصحاب الشأن الأساسي ، الذين قتل أبناؤهم ، وقطعت أعضاؤهم ، أين صوت محمود عباس والذين معه من منتفعي أوسلو ، ومسترزقي دايتون ، ممن نهب ثروات الشعب الفلسطيني وأضاع قضيته ، بل نقول بكل حسرة أين أصوات رجال حماس وكوادرهم الذين كان جل شغلهم في الأيام السابقة تبرير أحداث رفح ، والفتنة التي قام سوقها بأرض غزة ، والتي لا يعلم متى يتوقف نزيفها إلا الله عز و جل وحده ، وأين أصوات المنظمات الإسلامية والهيئات الحكومية داخل البلاد العربية والإسلامية ، لم نسمع أن أي جهة عربية أو إسلامية وقفت مثل الموقف الشجاع الذي وقفته وما زالت تقفه دولة السويد ، ولم نسمع أن دولة أو جهة أو هيئة تبنت موقفاً ولو رمزياً بخصوص هذه الجريمة الشنعاء ، كأن الأمر لا يعنينا من قريب ولا بعيد ، وهو ما كشف عن حالة الضعف والذلة والأنانية التي أصبحت عليها الدول العربية والإسلامية ، بحيث لا تستطيع أن تقف مثل موقف السويد ، وأمثال هذه المواقف المخزية والتجاهل العربي والإسلامي للجرائم الصهيونية هو الذي شجع وما زال يشجع الصهاينة علي مواصلة جرائمهم ومجازرهم بحق أبناء الأمة ، وحقيقة لا أدري متى يستيقظ العرب والمسلمون ، فالصهاينة قد سرقوا كل شيء ، الأرض والعرض والمقدسات والحرمات ، وحتى جثث الموتى قد سرقوها وباعوها ، ولكن الحاضر يشهد بكل آسي ومرارة أن هذا الاستيقاظ لن يكون في المستقبل القريب أو البعيد .
شريف عبد العزيز
- ''الجزائر نيوز'' تزور قرية سعيد سعدي وتحقق في الصراع القائم بين لجنة القرية واللجنة الدينية: ''الأرسيدي'' وراء فتنة الصراع بقرية أغريب بمنعه لبناء مسجد جديد
- وكالة أنباء إيرانية تهاجم العرب أحفاد سلمان الفارسي وحدهم الأقدر على إعادة أمجاد العرب والمسلمين
- الصراع الأمريكي الفرنسي على إفريقيا.بقلم : يحي أبو زكريا
- مذهبة الصراع في اليمن.. الخط الأحمر للحوثيين
- اروع جدل بيــــــــن ذكـر وانـثـى!!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى