مصر تبحث عن ''مغفل ''... وكبش فداء

نقلت وسائل الإعلام المصرية أن جولة وزير الخارجية، أبو الغيط، إلى أربع دول خليجية، هي الإمارات، الكويت، سلطنة عمان والبحرين تناولت الأزمة بين مصر والجزائر، بحيث قدم مبعوث حسني مبارك صورة عن ''المشهد الراهن فيما بين مصر والجزائر، وتوضيحه للرأي العام الخليجي الذي بدا عليه الاهتمام بالأمر''. وقالت ذات المصادر إن أبو الغيط حرص على إيجاز المشهد بتوضيح حقيقة ما حدث والتأكيد على ضرورة المضي قدما لاحتواء الأمر، والتشديد على أن مسألة تعويض الشركات المصرية أمر محسوم مصريا ولا تهاون فيه.
وكعادة المصريين الذين يرون أنفسهم دوما أنهم هم وحدهم من يملكون الحقيقة دون غيرهم، فقد حاولت وسائل إعلام القاهرة استغباء أكثـر من دولة عربية، على أنها لم تفهم ما جرى يوم 14 نوفمبر بالقاهرة ويوم 18 نوفمبر بالخرطوم، وانتظرت حتى يأتيها أبو الغيط ليشرح لها حقيقة الموقف. فهل انتظر مسؤولو ''الفيفا'' حتى يأتيهم المصري سمير زاهر حتى يفهمهم حقيقة ''التهراس'' الذي تعرضت له حافلة الفريق الوطني؟ لا نشك لحظة في أن كل الدول العربية بما فيها الصومال التي تعيش بدون مؤسسات مستقرة، تملك أدق التفاصيل وكل المعطيات عما جناه المصريون في حق الجزائريين، وقد جمعوا هذه المعلومات بالصورة والصوت من أكثـر من مصدر محايد وموثوق به، لسبب بسيط أننا نعيش في عصر العولمة والسماء المفتوحة. بل إذا كانت السفارات المصرية معروفة بأنها ''نائمة'' دائما، فإن كل سفارات العالم الأخرى كانت في الموعد وسجلت بـ''الباء والتاء'' كل ما جرى في القاهرة والخرطوم وما بينهما.
هذا يجعلنا نقول إن أبو الغيط الذي اشتكى للعرب مما فعله الجزائريون بكرامة مصر، إنما يريد من وراء رحلته المكوكية ''تبييض'' صورة حكومة القاهرة التي ظهر قلبها للعالم، إن كانت تملك قلبا حقا، مسودا ويقطر غلا وحقدا إزاء الجزائر حكومة وشعبا، إلى درجة أنها شنت أزيد من 80 ساعة من البث التلفزيوني الفضائي لسب وشتم حضارة ومقومات ورموز شعب بأكمله، فقط لانهزامها في مباراة لكرة القدم. إن مصر بعد فعلتها الشنيعة تبحث الآن خارج حدودها عن ''مغفل'' يصدقها، مثلما بدأت تبحث أيضا عن كبش فداء في الداخل ''تمسح فيه الموس''. فهل هناك فضيحة أكبر من هذه؟