إلى أي مدى تؤمنون بالمؤامرة ؟؟

جلست بجانب أبنائي نشاهد الحلقة العشرون من سلسلة - دراغون بول - التي تبثها قناة سبايس تون ...فجأة انقطع البث .....قلت حينها ....إنها مؤامرة ...!!
في اليوم الموالي ذهبت إلى العمل ...حاولت أن ألج إلى مكتبي لكن الباب لم يفتح....لعلها مؤامرة !!
مساء توجهت إلى المنزل ...و في الطريق كادت سيارة مسرعة أن تصدمني ....أعتقد أنها مؤامرة !!
عندما انتصرت المقاومة الإسلامية في لبنان على العدو الصهيوني قال بعض العرب و المسلمون الأشقاء.. إنها مؤامرة بين اسرائيل و حزب الله لتقوي بها شوكة الشيعة في العالم الإسلامي مع علمهم المسبق أن اسرائيل لن تفرط في هيبتها و قوتها و جنودها مهما كانت الأسباب ...و مع ذلك ...قالوا : إنها مؤامرة !!
عندما هبت رياح التغيير على العالم العربي و الاسلامي و اكتسحت تونس و مصر قالوا أيضا أنها مؤامرة
و خطة محكمة أعد لها مسبقا من طرف المخابرات الغربية ....!!!!!
عندما هب الثوار في وجه مجنون ليبيا و ضحوا بحياتهم - التي ليس بعدها أي تضحية - قال هو ومن يواليه أنها مؤامرة للاستحواذ على ثروات ليبيا و مقدراتها ...
في اليمن ....عندما انتفض الناس ضد الفساد و قسوة حكم العباد ظهر عبد الله صالح ليقول أنها مؤامرة من المخابرات الإسرائيلية و الأمريكية ....و هكذا قيل في البحرين...و هكذا سيقال في أي دولة عربية أو اسلامية أخرى تهب عليها رياح التغيير...
إذن عندي كل الحق لو قلت أن زوجتي قد أحرقت طعام عشاءنا بمؤامرة و أنها ستجلس بجانبي بمؤامرة أيضا ....!!!!
أنظروا معي....إن الرهان دائما على ذكاء الغرب و غباء الشرق....في قوة الأمريكان و اليهود و ضعف العرب و المسلمين .... و كأننا قطعان غنم لا تفكر و لا نتدبر ...لا نغير و لا تتغير أحوالنا إلا بالمؤامرات الخارجية .....فحسبنا الله و نعم الوكيل في كل الخانغين و الخاضعين الميؤوس من أمرهم ، و الأغبياء الذين لا يؤمنون بأننا خير أمة أخرجت للناس و بأننا سنسترد ريادتنا مهما طال الزمن..و بأن التاريخ عجلة لا تكف عن الدوران .....

رائع سنبقى مؤمنون بالمؤامرة مادمنا فاسدين و ديكتاتوريين لأن الحرية هي من تبعد شبهات المؤامرة و تفتح أبوابها للعلم و خاصة الاستراتيجية لدراسة الحاضر و المستقبل.

الفكر بالمؤمرة يغذي التعصب والتعصب مناعة لمقاومة الاٍختراق....وكان هذا التصور للأحداث سابقا مرتبط بشكل مباشر بالاٍستعمار...ومع سقوطه أي الاستعمار,سقطت المؤمرة كوسيلة نفسية للمقاومة.
لكن سقوطنا الأن في العدمية وبوادر تفكيك ذهنية المؤامرة ,ستكون عواقبها خطيرة جدا في غياب المعنى الوجودي لتاريخنا ومركزيته وغياب التعصب الذي يتغذى عليه فكر المؤامرة....
ويبقى السؤال المطروح الأن عن كيفية الاحتواء بدل المواجهة في غياب التعصب؟ مثل مسألة فلسطين...وخطورة المقدس على أمتنا.

اخى العجيسى

كلامك واقعى جدا .

ولكن

الا تتفق سيدى ان الشرق الاوسط يعج بعملاء المخابرات من كل بقاع الغرب وان الوطن العربى مستهدف مخابراتيا منذ زوال الاستعمار وحتى الان .

وهل حمايه المقدس بنظرك سيدى له ضرره علينا ام من الافضل ان نترك المقدس بخلفياته وننظر للمستقبل بشكل براجماتى افضل .