سكان السوافلية يطالبون بانتشالهم من قعر المعاناة.

إنعدام الماء الشروب، طرقات مهترئة وتلاعب في توزيع السكن
سكان السوافلية يطالبون بانتشالهم من قعر المعاناة.

لا يزال سكان بلدية السوافلية بمستغانم يعيشون حياة بدائية، يشكل فيها عدم توفر الماء الشروب في العديد من قراها الهاجس الأكبر الذي يؤرقهم، زيادة على انعدام الفضاءات الترفيهية وتلاعب في توزيع السكنات والمحلات المهنية حسب تصريحهم "للجزائر"، مما جعل أكثر من 18 ألف نسمة خارج مجال التنمية..

قرى سكنت العناكب حنفياتها؛
انشغالات كثيرة رفعها المواطنون لكن أهمها انعدام الماء الشروب في كثير من الدواوير، رغم توفر جوف المنطقة على هذه المادة، فقد حرم سكان بعض القرى من رؤية قطرات الماء تسيل من حنفياتهم، هاته الأخيرة جلها سكنتها العناكب، هذه الوضعية حتمت عليه الاستعانة بالحيوانات لأجل جلب المياه من آبار بعض الفلاحين، فترى رجال، نساء وأطفال مجتمعون وفرادى، مرتجلين أو بواسطة الحمير، يتسابقون إلى آبار الفلاحين من أجل استعطافهم للحصول على دلاء من الماء يروون بها عطشهم، ولو اضطرهم ذلك إلى قطع مسافات طويلة، فيما لجأ بعضهم إلى إعادة تهيئة آبارهم التقليدية التي استغنوا عنها في وقت سابق، أما سكان مركز البلدية فهم مجبرين على التزود عن طريق الصهاريج التي بلغت أسعارا قياسية تصل حدود 600 دينار للصهريج الواحد، وحتى أصحاب الصهاريج لا يحترمون غبن المواطنين بل يستثمرون في مأساتهم، أما الأطفال وببراءتهم كلما شاهدوا أحد الصهاريج إلا والتفوا حوله مرددين الأغنية الشهيرة " جا الماء ... نوض تعمر ".

طرق مهترئة وإنارة ضئيلة؛
تشهد طرق البلدية تدهورا كبيرا، جعل معظمها غير صالحة تماما للاستعمال، زيادة على تراكم القمامة في جانبيها، وكذا انعدام الإنارة العمومية، مما يخيل لك أنك في دوار وليس بلدية، أما بدوار أولاد العجال فالاهتراء الكبير الذي لحق بالطريق، رغم استحداثه مؤخرا، جعل مستعملوه يطالبون السلطات المحلية بضرورة التدخل العاجل قبل حلول فصل الشتاء، حتى لا تتكر معاناتهم مع سقوط الأمطار، خاصة بالنسبة للمتمدرسين الذي يحرمون من الالتحاق بمقاعد الدراسة.

طرق ملتوية في توزيع السكنات والمحلات؛
رغم تدعم البلدية بحصص معتبرة من السكن خاصة الريفي، إلا أن طرق التوزيع الملتوية وعدم احترام الأولوية حسب السكان، جعلهم يطالبون بلجنة تحقيق تقف عند غبنهم، حيث يعيش السواد الأعظم منهم في بيوت قصديرية تفتقر لأدنى متطلبات الحياة، ونفس الشيء مطروح بالنسبة للمحلات المهنية، التي يؤكدون أن من تحصل عليها هم مقربون من "المير" وجماعته.

الصحة مريضة على طول الخط؛
تفتقر قرى بلدية السوافلية من قاعات العلاج، وحتى مركز البلدية يحتوى على قاعة وحيدة لا تكفي لتلبية كل الاحتياجات، وتوجد قاعة بقرية سيدي عدة الحاج إلا أنها لا تتوفر على المشرفين ودون تجهيزات، وهذا ما يجبر سكان هذه البلدية وقُراها يتحملون مشقة التنقل إلى البلديات المجاورة من أجل أبسط الفحوصات كإجراء حقنة أو ما شابه ذلك.

مرافق حيوية هياكل بدون روح؛
رغم توفر البلدية على مركز ثقافي ومكتبة بلدية أنفق لإنجازهما وتأثيثها الملايين، إلا انهما لا تزال أبوابها موصدة، مما حرم شباب المنطقة من مرافق يفترض أن تنتشلهم من التسكع في المقاهي، وتفتح لهم المجال لتنمية مواهبهم، وتساعد المتمدرسين منهم على الرفع من مستواهم، كما من شأنها أن توفر مناخا مناسبا للفتيات من أجل اكتساب حرفة يدوية، خاصة وأن غالبيتهن محروم من مواصلة الدراسة.

مصنع السيراميك للأجانب؛
يوجد بالمنطقة مصنع واحد مختص في السيراميك، إلا أن شباب البلدية يشتكون من اعتماد إدارته على يد عاملة تقطن خارج البلدية، فيما يبقى أبناء السوافلية يعانون البطالة، رافضين التحاق "الأجانب" كل صباح بالمصنع، فيما يلتحقون هم بالمقاهي.