من يسرق المليون؟يكتبها: سعد بوعقبة

نتظر الناس في الجزائر فتح السمعي البصري لممارسة الإعلام الفضائي مثل بقية البلدان.! لكن فتح السمعي البصري مسألة ميؤوس منها، كيف نصدق أن السلطة ستسمح بفتح السمعي البصري وهي تضيّق حتى على الصحافة المكتوبة وتطارد الصحافة الالكترونية وتطارد حتى القنوات التي تبث من الخارج نحو الداخل أو تبث من الداخل نحو الخارج.!
فتح السمعي البصري في الجزائر لن يكون حاله أفضل من فتح ملف محاكمة الخليفة.!
ترى، لماذا لا تقوم السلطة بفتح ملف خليفة ''تي. في'' في عملية محاكمة الخليفة؟! لم يفتح ملف خليفة ''تي. في'' (K.T.V) لا في المرة الأولى من المحاكمة ولا في المرة الثانية التي ستفتح أطوارها بعد أيام.!
يمكن أن نصدق السلطة في موضوع فتح السمعي البصري لو قامت أولا بتحرير التلفزة العمومية من الرداءة السياسية والأمنية التي تمارس ضدها باسم مصلحة الدولة.. وليس مصلحة السلطة الفاسدة.!
البرامج التي تبثها التلفزة في عمومها صورة لرداءة القائمين على تسيير التلفزة بواسطة الهاتف.!
الإمكانيات المادية والبشرية المسخرة باسم الدولة ومن خزينتها تكفي لإنجاز 5 قنوات بمواصفات عالمية.. لكن الرداءة المتحكمة في هذه المؤسسة هي التي شلت المؤسسة وجعلتها بلا جدوى.!
وكمثال على ما أقول: إن برنامجا تلفزيا يسمى برنامج ''كيف تربح المليون'' ويطلق عليه الزملاء في التلفزة تعبيرا أكثـر دقة، فيقولون إنه برنامج: ''كيف تسرق المليون''! لأن البرنامج يكلف التلفزة في الشهر أكثـر من مليار ويمارس بواسطة بزنسة كبيرة مع شركات الإشهار الخاصة وتنجزه مؤسسة خاصة بوسائل التلفزة وفي استديوهاتها وآلاتها وتبيعه للتلفزة.! أي ''من طاسو يدهن راسو''! كما يقول المثل..! وليس هذا هو البرنامج الوحيد، فهناك العديد من البرامج مثله.!
ترى، لماذا لا يفتح ملف الفساد في قطاع الإعلام العام والخاص؟! حتى ''خليفة T.V'' لم تفتح ملفاتها حتى لا تمس جهات ما تزال هي حجر الزاوية في الإعلام الجزائري.! وربما سيسند أمر فتح السمعي البصري من جديد.! ولكم أن تتصوروا وضع إصلاحات إعلامية يقودها زعماء الفساد؟!