هكذا سحــق مقــري تيـار المشاركة

في تتويج ديمقراطي قلّ نظيره في الأحزاب الجزائرية: “حمس” ترسّم خيار المعارضة بانتخاب عبد الرزاق مقري رئيسا للحركة



مقري : حمس ستقود المعارضة من أجل إحداث التغيير
عبد الرّحمن سعيدي يحترم رغبة القواعد
تمكن الدكتور عبد الرزاق مقري من الوصول إلى سدة حركة مجتمع السلم بعد تغلبه على منافسه عبد الرّحمن سعيدي، رئيس مجلس شورى الحركة الأسبق، بفارق كبير، حيث تحصل مقري الذي يقود تيار المعارضة داخل ”حمس” على 177 صوتا مقابل 65 صوتا لسعيدي، في حين تمّ إلغاء صوتين في التصويت الذي شارك فيه 244 عضوا من أعضاء مجلس الشورى المنتخب.

ويعتبر مقري من قيادات الحركة التي تسعى لترسيم المعارضة كمنهج ومسار تمشي عليه ”حمس” خلال المرحلة المقبلة، وتؤكّد التزكية التي قدمّها 1400 مندوب في مؤتمر الحركة الخامس الذي تواصلت أشغاله طوال الأيام الثلاثة الماضية بعد تصويت أغلبية ساحقة من أعضاء مجلس الشورى الوطني للحركة، أنّ ”حمس” حسمت موقفها في عدم المشاركة في الحكومة بالجنوح نحو المعارضة، باعتبار أنّ رئيس الحركة المنتخب أحد صقور وقيادات تيار القطيعة مع السلطة بالمعارضة السلمية البناءة. وتمّ أيضا خلال انعقاد مجلس شورى الحركة المنتخب، والذي دامت جلسته الأولى إلى وقت متأخر من ليلة السبت بالقاعة البيضاوية بالعاصمة، انتخاب كل من نواب رئيس الحركة، إلى جانب رئيس مجلس الشورى، حيث تمّ اختيار وزير التجارة الأسبق الهاشمي جعبوب في منصب النائب الأول لرئيس الحركة عبد الرزاق مقري، بينما توّج رئيس الكتلة البرلمانية لـ ”حمس” نعمان لعور بمنصب النائب الثاني لرئيس الحركة، كما تمّ انتخاب القيادي والبرلماني أبوبكر قدودة رئيسا لمجلس الشورى الوطني وقدور علي دواجي نائبا له. وقال الدكتور عبد الرزاق مقري لـ«البلاد” مباشرة عقب تتويجه رئيسا لحركة ”حمس” إنّه سيسعى لتكريس الديمقراطية داخل مؤسسات الحركة، وسيشغل نفسه دون هوادة بالعمل والإنجاز لصالح المشروع الذي به ستكون ”حمس” القوة السياسية الأولى في المعارضة من أجل تحقيق التغيير.

وفي كلمته أمام المؤتمرين، قال عبد الرزاق مقري أنّ ”حركة مجتمع السلم كرست مبدأ التداول السلمي على السلطة، وهذا رأيتموه بأعينكم”، متوجها بالشكر إلى رئيس الحركة الأسبق أبوجرة سلطاني الذي قرر أن لا يمدد عهدته لمرة ثالثة.

وقبل ذلك، تمّ فتح قاعة انعقاد مجلس شورى الحركة المنتخب أمام الصحافة والقنوات التلفزيونية لإشهادها على ديمقراطية الحركة في اختيار قياداتها، حيث تابع الإعلام حيثيات التصويت لاختيار خليفة أبوجرة سلطاني، كما تابع عملية فتح صناديق الاقتراع، وفرز الأصوات التي أكّدت استقلالية وديمقراطية ”حمس” وتحررها من أية ضغوط في اختيار قياداتها، في الوقت الذي جلس المرشحين لرئاسة الحركة عبد الرّحمن سعيدي وعبد الرزاق مقري جنبا إلى جنب يتبادلان الحديث والابتسامات، متحررين من قلق التنافس، حيث أكدا المرشحين لـ«البلاد” خلال عملية التصويت أنّه مهما كان الفائز فإنّ الجميع منتصر لا محالة.

وبمجرد إعلان نتيجة التصويت بانتخاب عبد الرزاق مقري رئيسا لحركة ”حمس”، حتى علت أصوات ”الحمسيين” لتقطع صمت دقائق الترقب والقلق، مرددين ”حركة موحدة لله، لا للسلطة لا للجاه، سر بنا يا مقري للتغيير.. نحن معك للتغيير”، لتدخل بعد ذلك القيادات الجديدة ممسكة بأيدي القيادات السابقة يتقدمها أبوجرة سلطاني وعبد الرّحمن سعيدي وعبد الرزاق مقري ونعمان لعور والهاشمي جعبوب وأبوبكر قدودة، بهو القاعة البيضاوية حيث تمّت تزكية الرئيس الجديد المنتخب من طرف 1400 مؤتمر يمثلون 48 ولاية والجالية بالخارج.

وأكّد عبد الرّحمن سعيدي احترامه رغبة القواعد والمؤتمرين، داحضا بذلك مزاعم البعض بإمكانية حدوث انشقاق آخر داخل حركة مجتمع السلم في حالة تولي عبد الرزاق مقري رئاسة الحركة

نتمنى له كل النجاح بإذن الله و لكن السؤال لكل الأحزاب اذا لم يكن بإستطاعتم توحيد صفوفهم و تغييرها كيف يمكن ان تغير شيئا من وجه النظام و هو يسعى دائما لتفكيكها الى "حزيبات"