كتشاف 276 إصابة جديدة بالسيدا بغرب الجزائر

كشفت الأرقام الجديدة التي ضبطتها المصلحة الجهوية المكلفة بمراقبة تطور مرض السيدا بغرب البلاد المنحى الخطير الذي وصل إليه هذا المرض المعدي الخطير في الآونة الأخيرة، حيث سجّلت المصلحة اكتشاف 276 حالة جديدة، وذلك خلال السداسي الأول من السنة الجارية.

وحسب الإحصاءات الرسمية التي ضبطتها الفرق الطبية التابعة لمصلحة علم الأوبئة والأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي بوهران، فإن أعلى مجموع لحالات الإصابة بداء السيدا تم تسجيله خلال شهر مارس المنصرم، بمجموع 68 حالة مقابل 57 حالة في شهر فيفري و57 حالة أخرى شهر أفريل، فضلا عن 37 حالة شهر جوان و29 حالة شهر ماي و28 حالة تم تسجيلها شهر جانفي، الأمر الذي يعني مجموع 276 حالة إصابة جديدة خلال الفترة الممتدة من الفاتح جانفي وإلى غاية نهاية شهر جوان الماضي.

واللافت للانتباه أن أغلب هذه الإصابات تم اكتشافها بالصدفة، حيث أوضحت الجهات المكلفة بهذا الملف أن جانبا كبيرا من الحالات تم التعرف عليها أثناء محاولة تبرع أصحابها بالدم، فضلا عن حالات أخرى لأشخاص كانوا مقبلين على الزواج ليتفاجأوا بإصابتهم بهذا الداء الخطير أثناء إجراء التحاليل الدموية التي باتت إجراء إجباريا قبل إبرام عقود الزواج، وهو ما يؤشر على أن الحالات المكتشفة تمثل جزءا بسيطا من الحالات الحقيقية الموجودة في الطبيعة، خاصة أن النموذج الرياضي الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للسيدا يفيد بوجود آلي لضعفي الحالات المكتشفة دون تشخيص، ما يستوجب تسخير كل الجهود لتحديدها في إطار الحد من انتشار هذا المرض المعدي. وأمام هذا المنحى الخطير الذي آل إليه هذا الداء، بادرت هذه الأيام المديرية العامة للمركز الاستشفائي الجامعي في وهران إلى شن حملة تحسيسية حول هذا المرض في أوساط الجماهير، حيث تم نصب خيمة على مستوى منطقة جبهة البحر وسط مدينة وهران، تؤطرها فرق طبية مشكلة من أساتذة مساعدين وأطباء متخصصين ومقيمين، فضلا عن أعوان من السلك شبه الطبي يعمدون إلى إجراء تحاليل الكشف السريع للمواطنين الراغبين في ذلك، بالإضافة إلى تحسيس المواطنين بخطورة هذا المرض وتزويدهم بالنصائح اللازمة لتفادي أي عدوى محتملة، من خلال محادثات مباشرة مع الأطباء والمختصين أو تمكينهم من منشورات تضم معلومات مفصلة عن الداء. وفي سياق التدابير الكفيلة بالحد من انتشار السيدا الذي وصل، حسب الإحصاءات الرسمية، إلى تسجيل عشرة آلاف إصابة في الجزائر، تُواصل الجمعية الوطنية “حق الوقاية للحماية ضد السيدا” تنفيذ برنامجها الأول من نوعه لمنع تنقل الفيروس من المرأة الحامل نحو جنينها، وذلك عبر خمس ولايات من الوطن، هي وهران، تيارت، معسكر، سيدي بلعباس وعين تموشنت، حيث تمكنت الطواقم من متابعة مئات النساء الحوامل (أكثر من 500 امرأة حامل نهاية السنة الماضية)، تُوجت عمليات توليدهن بإنجاب مواليد في صحة جيدة دون أن يتعدى إليهم الفيروس الخطير، وذلك بفضل درجة التكوين العالي للقابلات، وكذا المتابعة الدقيقة للحوامل المستهدفات منذ بداية فترة الحمل وإلى غاية مرحلة الوضع، فضلا عن متابعة المواليد الجدد الذين يبقون تحت المراقبة الطبية الدقيقة لمدة زمنية تتراوح ما بين 18 إلى 24 شهرا كاملا. -

شكرا جزيلا على هذا الموضوع القيم