لحن العذاب

تعيدني حروفك الفذة
إلى وجع الحل والترحال....
إلى الحل في الآفاق
و الترحال في الآماق
نحو البحث عن الذات
عن الحياة
في أفق يترآى حينا
و يختفي أحيانا
لقد جربت الترحال معك
فصعد الدروب الوعرة لسوريا والجرائر ولبنان
بحثت في سهوبها وسهولها عن أمسي
عن دفاتر ناسي
عن بأسي
وعن بؤسي
عن رمس همان وفرعون عن أعلام كنس
بحثت عن نفسي
فألفيتها بين حروفك وكلماتك تقاسي
النزول والصعود الدءوب
بين تلال حلب
ووهاد النقب
و فيافي واد الميزاب
فاندلق وساح كأسي
بين جراح وآهات إحساسي
فتذكرت بعد العمر الطويل
أنني لم أكبر
و لن أكبر
مادام أن الكبر فيه ضعف وخور
وعدت إلى ألعابي الصبى
إلى مسدسات الحطب
و المقاليع والحجر
****
كلماتك الوعرة
لها أثر
تنبعث منها روائح الزجر
تلفح آذاننا
وتقض مضاجعنا
ويكبر بين جنباتنا الحلم
ويكبر بين ضلوعنا الأمل
ويكبر
و يكبر
ويثور التنور
وتشتعل الثورة
في فلسطين و أفغنستان والعراق
و تغطي الآفاق
ثورة مباركة
على الخمول
على الذهول
فالقلم سلاحا نرفع
والحجر نشحذ ونوقع
فلنغير زمن البهتان
ولنطمس معالم الوهن والهوان
ولا نركع
ولا نخضع
ولنبني الوهاد والبلاد من جديد
فذاك يومنا
يوم عيد