غزة المرابطة والتنين الأسطوري في ذاكرة عرب الجبر

لقد رأيت البارحة في المنام تنينا أسطوريا ضخما لم يأت على ذكره تاريخ الحفريات ولم يرسمه الإنسان البدائي القديم في الكهوف ولا وديان، ولا وجود له إلا في أساطير قدماء الصينيين. له سبعة رؤوس في ضخامتها كجبل أحد ، ينفث من أفواهه السبعة نيران وحمم كأنها تندلع من فوهات براكين تشطاط غضبا وثورة على فلسفة ضعفاء البشربالعدل الإلهي ،يخرج هذا التنين البغيض المخيف من جبل طور بسيناء ، وما شد انتباهي واسترعاني ،أن له ثلاث رؤوس ضخمة ، طويلة العنق تتلوى في عنان السماء مزمجرة مدوية ، وأربعة رؤوس أخرى تالية لها متوسطة الحجم ، محرضة و أشد غضبا وثورة من سابقتها، وذيل التنين الشائك يضرب في أرض الرياض يمتص النفط العربي امتصاص الشره الملهوف،أما أحد رؤوسه وقد التوي بمرونة غريبة حارسا على حياض مكة تراقب عيناه الكبيرتان حركة الآدميين الفارين من هول ما يرون ويسمعون كلاما قريبا من العربية العبرية كثرت فيها الخاءات ، ورأس أخرى على مصر يرصد تضاريسها وجغرافيتها وحركة عبادها ملتهما القرابين المهداة من عرب الشتات التي تكوم عند باب معبر رفح المغلق، وآخرفي الضفة الغربية بعينيه الفتاكة يشل حركة المتحركين المنتفضين ،فيسلبهم الإرادة فيقبعون في أماكنهم يجترون صور الهول الواقع في غزة ، أما الرأس الرابعة فإنه يغازل أنثاه وعينه اللعينة على هدير آدميين كأنه أغنية حزينة تأبينية على صرعى وموتى هناك في ضمائرهم ،كل ذلك من وراء سياج شائك يحد فلسطين المحتلة. أما الرؤوس الثلاثة الوسطى بأعناق متدلية في عمق غزة تلتهم أطفالها الصغار اعتقاد منها أنها تطيل العمر وتلين مفاصليها الجاثية على وهاد وشعاب غزة قصد الوصول إلى أعماقها ،بحثا عن جوهرتها الثمينة التي تمدها القوة والثبات والصمود الأبدي ، جوهرة لو طالتها لطال عمر هذا التنين سنين وأحقابا حتى يأتي أمر الله ...لكن عزم و إرادة وإيمان الآدمي الغزي رغم أسلحته البسيطة حالت دون التنين والجوهرة ،ومازال الصراع قائما بين محور الشر والفئة المؤمنة المجاهدة ...إلى أن جاءت يد لطيفة تنتشلني من عمق القضية ، وتسألني ما كانت نتيجة مداولات عصابة الأمم المتحدة البارحة، التي تابعت أحداثها.؟ فلم أحر جوابا دليلا أن لاشيء تغير على أرض الواقع المهددة بالإفناء في صمت دولي مروع وتحت مباركة عصابة الأمم المتحدة التي تستخف بالدم العربي المسلم بل تكيل للمعتدي الأعذار الواهية التي لم تعد تقنع أحد ا من البشر ،وتحط جم غضبها ولومها على المعتدى عليه لأنه يقاوم المحتل بأسلحة بدائية كأنها ترشقه بحجارة صغيرة مباركة غيرأنها من
سجيل فتصيب فيه كبرياءه وسيادته...وكبرياء وسيادة حليفتها أمريكا العظمى.