اجتنبوا السبع الموبقات.....الربا
الجمعة 17 أبريل 2009, 14:53
يروي الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات ".
عباد الله أيها المسلمون :
الربا: من أخطر البلايا التي تهدد المجتمع الإسلامي فهو كبيرة من الكبائر. وحقيقة الكبيرة أنها كل ذنب ورد فيه وعيد شديد من الله أو من رسوله صلي الله عليه وسلم وقد جاء ذلك صريحا في القرآن واسمع لربك ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون ) و في الصحيحين وغيرهما عد رسول الله آكل الربا من السبع الموبقات . قال صلى الله عليه وسلم " اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله ، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات "
فما هوا لربا ؟ وماهي أنواعه ؟ وماهي أضراره ؟ الربا:ـ لغة : الزيادة مطلقا.[ وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ [الروم : 39] وشرعا : الزيادة في أشياء مخصوصة . وقيل كل قرض جر نفع متفق عليه فهو ربا وكل ربا حرام . بمعني كل ( إقراض أو اقتراض) مال . لقاء نفع . يتفق عليه عند بدء الإقراض أو الاقتراض.
والربا نوعان : ربا الفضل وربا النسيئة .أما ربا الفضل : وهو البيع مع زيادة أحد العوضين المتفقين في الجنس على الآخر . فالأصل أن الشيئين ( العوضين) إذا كانا من جنس واحد واتفقا في العلة [ كانا موزونين أو مكيلين ] لابد لذلك من شرطين 1ـ أن يكونا متساويين .2ـ والقبض قبل التفرق . فلا تجوز المفاضلة . فالمفاضلة هي عين الربا . وإذا كانا مختلفين في الجنس ومتحدين في العلة كبيع قمح بشعير مثلا فلا يشترط إلا التقابض فقط . وتجوز المفاضلة . أما إذا اختلفا في الجنس والعلة كأن تبيع قمحا بذهب أو فضة فلا يشترط فيه شيء من ذلك . ويصح في ذلك ما روي الإمام مسلم رحمه الله عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الذهب بالذهب. والفضة بالفضة. والبر بالبر. والشعير بالشعير. والتمر بالتمر. والملح بالملح. مثلا بمثل. سواء بسواء. يدا بيد. فإذا اختلفت هذه الأصناف، فبيعوا كيف شئتم، إذا كان يدا بيد " . أما ربا النسيئة : فهو زيادة الدين في نظير الأجل وهو ربا الجاهلية الذي كانوا يتعاملون به ، فكان الرجل إذا أقرض آخر على أجل محدد ، فإذا جاء الأجل ولم يستطع الأداء قال له : تدفع أو ترابي فيزيده في نظير زيادة الأجل .وقد منعه الرسول في خطبة الوداع فقال : لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب.
والربا داء خطير فهو علامة من 1ـ علامات الساعة : يروي الإمام الطبراني رحمه الله عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بين يدي الساعة يظهر الربا والزنا والخمر" . والأمر لا يتوقف عند هذا الحد فحسب ، بل إن الذي لا يتعامل بها لابد أن يجد شيئا من غبارها . روي الحاكم وأبوداوود وابن ماجه والنسائي وغيرهم عن الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ليأتين على الناس زمان لا يبقى فيه أحد إلا أكل الربا فإن لم يأكله أصابه من غباره " . لذلك فهو2ـ سبب الهلاك : روي الأمام الطبراني رحمه الله عن بن عباس رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم " إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله " . و3ـ يعرض آكله لحرب الله ورسوله: فيصير عدوا لله وسوله قال الله تعالى " فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون " . قال المفسرون إن لم تنتهوا فأنتم حرب لله ولرسوله ، أي أعداء. فهي الحرب بكل صورها النفسية والجسدية ، وما الناس فيه الآن من قلق واكتئاب وغم وحزن إلا من نتاج هذه الحرب. كما أن الربا4 ـ يتسبب في لعن كل من يقترب منه: قال صلى الله عليه وسلم " آكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهداه ، إذا لمسوا ذلك ملعونون على لسان محمد يوم القيامة " واللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى . كما أنه من 5 ـ أسباب المسخ : ويصح في ذلك ما روي الإمام أحمد عن بن عباس " والذي نفس محمد بيده ليبيتن ناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم والقينات وشربهم الخمر وأكلهم الربا ولبسهم الحرير". كما أنه6ـ مثل الشرك : قال صلي الله عليه وسلم" الربا سبعون بابا، والشرك مثل ذلك " وفي رواية لابن ماجه " الربا ثلاثة وسبعون بابا " . كما أنه 7ـ أشد من الزنا : روي الإمام أحمد وصححه الألباني عن عبد الله بن حنظله " درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم ، أشد عند الله من ستة وثلاثين زنيه " . وعن ابن مسعود قال : قال صلى الله عليه وسلم : " الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم قال الطيبي : إنما كان ذلك لأن آكل الربا يهتك حرمة اللّه ، والزاني يخرق جلباب الحياء . لذلك مهما أوتي المرابي من زيادة فإن 8ـ عاقبته إلي قل : وصح في ذلك ما روي الإمام احمد وصححه الألباني عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة " لأن الله يمحق الربا ويربي الصدقات واسمع لربك " يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم ". كما أنه 9 ـ يسبح في بحر من دم : يوم القيامةيروي الإمام البخاري رحمه الله عن سمرة بن جندب قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال من رأى منكم الليلة رؤيا قال فإن رأى أحد قصها فيقول ما شاء الله فسألنا يوما فقال هل رأى أحد منكم رؤيا قلنا لا قال لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة وفي سياق القصة قال ـ صلى الله عليه الصلاة والسلام ـ : " فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم على وسط النهر وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان ثم فسر له هؤلاء بأنهم آكلوا الربا " .
لذلك علي الإنسان *أن يعود بسرعة عن أكل الحرام فعن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اجعلوا بينكم وبين الحرام سترة من الحلال " [ صححه الشيخ الألباني ]. و**أن يتحري الحلال في أكله وشربه وتعامله روي الطبراني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " طلب الحلال واجب على كل مسلم" . *** ويأكل الحلال( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) . وفي تحري الحلال وترك الحرام فوائد عظام . 1ـ أكل الحلال صلاح للقلوب : ، فهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول " الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات …….. عقب ذلك بقوله " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " قال المناوي : فهو ملك والأعضاء رعيته ، وهي تصلح بصلاح الملك ، وتفسد بفساده وأوقع هذا عقب قوله " الحلال بين " إشعاراً بأن أكل الحلال ينوره ويصلحه والشُّبه تقسيه .2ــ أكل الحلال نجاة من الهلاك: ومن وقع في الحرام فهو داخل في قوله تعالى : " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " إذ هو في مظنة الهلكة إلا أن يتغمده الله برحمته. قال سهل بن عبد الله : النجاة في ثلاثة (أكل الحلال، وأداء الفرائض، والاقتداء بالنبي صلى اللّه عليه وسلم ) . وقال : ولا يصح أكل الحلال إلا بالعلم ، ولا يكون المال حلالا حتى يصفو من ست خصال (الربا والحرام والسحت والغلول والمكروه والشبهة) .3ــ ومن أكل الحرام حرم لذة الإيمان: روي الإمام الترمذي وصححه الألباني عن كعب بن عجرة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي ، فمن غَشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ، ولا يرد علي الحوض ، ومن غشي أبوابهم أو لم يغش فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض .يا كعب بن عجرة : الصلاة برهان ، والصوم جنة حصينة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.يا كعب بن عجرة : إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولي به" .
الثانية:
يقول الله " يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرّبَا إِن كُنْتُمْ مّؤْمِنِينَ * فَإِن لّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ * وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىَ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدّقُواْ خَيْرٌ لّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاتّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمّ تُوَفّىَ كُلّ نَفْسٍ مّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" .
هذه الآيات تدعو عباد الله للبعد عن الربا والتوبة منه ويكون ذلك بترك هذه الزيادة للناس لا سيما هم فقراء معدومون والاكتفاء بأخذ رأس المال فقط . ولوكان المدين ذو عسرة فينظره إلي ميسرة حتى يستظل بظل العرش يوم القيامة . وهذه هي القروض الحسنة( قروض بلا فائدة دنيوية ) وقد تكفل الله بالفائدة واسمع لربك " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون " . منقوووووووووووووووووول
عباد الله أيها المسلمون :
الربا: من أخطر البلايا التي تهدد المجتمع الإسلامي فهو كبيرة من الكبائر. وحقيقة الكبيرة أنها كل ذنب ورد فيه وعيد شديد من الله أو من رسوله صلي الله عليه وسلم وقد جاء ذلك صريحا في القرآن واسمع لربك ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون ) و في الصحيحين وغيرهما عد رسول الله آكل الربا من السبع الموبقات . قال صلى الله عليه وسلم " اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله ، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات "
فما هوا لربا ؟ وماهي أنواعه ؟ وماهي أضراره ؟ الربا:ـ لغة : الزيادة مطلقا.[ وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ [الروم : 39] وشرعا : الزيادة في أشياء مخصوصة . وقيل كل قرض جر نفع متفق عليه فهو ربا وكل ربا حرام . بمعني كل ( إقراض أو اقتراض) مال . لقاء نفع . يتفق عليه عند بدء الإقراض أو الاقتراض.
والربا نوعان : ربا الفضل وربا النسيئة .أما ربا الفضل : وهو البيع مع زيادة أحد العوضين المتفقين في الجنس على الآخر . فالأصل أن الشيئين ( العوضين) إذا كانا من جنس واحد واتفقا في العلة [ كانا موزونين أو مكيلين ] لابد لذلك من شرطين 1ـ أن يكونا متساويين .2ـ والقبض قبل التفرق . فلا تجوز المفاضلة . فالمفاضلة هي عين الربا . وإذا كانا مختلفين في الجنس ومتحدين في العلة كبيع قمح بشعير مثلا فلا يشترط إلا التقابض فقط . وتجوز المفاضلة . أما إذا اختلفا في الجنس والعلة كأن تبيع قمحا بذهب أو فضة فلا يشترط فيه شيء من ذلك . ويصح في ذلك ما روي الإمام مسلم رحمه الله عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الذهب بالذهب. والفضة بالفضة. والبر بالبر. والشعير بالشعير. والتمر بالتمر. والملح بالملح. مثلا بمثل. سواء بسواء. يدا بيد. فإذا اختلفت هذه الأصناف، فبيعوا كيف شئتم، إذا كان يدا بيد " . أما ربا النسيئة : فهو زيادة الدين في نظير الأجل وهو ربا الجاهلية الذي كانوا يتعاملون به ، فكان الرجل إذا أقرض آخر على أجل محدد ، فإذا جاء الأجل ولم يستطع الأداء قال له : تدفع أو ترابي فيزيده في نظير زيادة الأجل .وقد منعه الرسول في خطبة الوداع فقال : لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب.
والربا داء خطير فهو علامة من 1ـ علامات الساعة : يروي الإمام الطبراني رحمه الله عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بين يدي الساعة يظهر الربا والزنا والخمر" . والأمر لا يتوقف عند هذا الحد فحسب ، بل إن الذي لا يتعامل بها لابد أن يجد شيئا من غبارها . روي الحاكم وأبوداوود وابن ماجه والنسائي وغيرهم عن الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ليأتين على الناس زمان لا يبقى فيه أحد إلا أكل الربا فإن لم يأكله أصابه من غباره " . لذلك فهو2ـ سبب الهلاك : روي الأمام الطبراني رحمه الله عن بن عباس رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم " إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله " . و3ـ يعرض آكله لحرب الله ورسوله: فيصير عدوا لله وسوله قال الله تعالى " فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون " . قال المفسرون إن لم تنتهوا فأنتم حرب لله ولرسوله ، أي أعداء. فهي الحرب بكل صورها النفسية والجسدية ، وما الناس فيه الآن من قلق واكتئاب وغم وحزن إلا من نتاج هذه الحرب. كما أن الربا4 ـ يتسبب في لعن كل من يقترب منه: قال صلى الله عليه وسلم " آكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهداه ، إذا لمسوا ذلك ملعونون على لسان محمد يوم القيامة " واللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى . كما أنه من 5 ـ أسباب المسخ : ويصح في ذلك ما روي الإمام أحمد عن بن عباس " والذي نفس محمد بيده ليبيتن ناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم والقينات وشربهم الخمر وأكلهم الربا ولبسهم الحرير". كما أنه6ـ مثل الشرك : قال صلي الله عليه وسلم" الربا سبعون بابا، والشرك مثل ذلك " وفي رواية لابن ماجه " الربا ثلاثة وسبعون بابا " . كما أنه 7ـ أشد من الزنا : روي الإمام أحمد وصححه الألباني عن عبد الله بن حنظله " درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم ، أشد عند الله من ستة وثلاثين زنيه " . وعن ابن مسعود قال : قال صلى الله عليه وسلم : " الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم قال الطيبي : إنما كان ذلك لأن آكل الربا يهتك حرمة اللّه ، والزاني يخرق جلباب الحياء . لذلك مهما أوتي المرابي من زيادة فإن 8ـ عاقبته إلي قل : وصح في ذلك ما روي الإمام احمد وصححه الألباني عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة " لأن الله يمحق الربا ويربي الصدقات واسمع لربك " يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم ". كما أنه 9 ـ يسبح في بحر من دم : يوم القيامةيروي الإمام البخاري رحمه الله عن سمرة بن جندب قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال من رأى منكم الليلة رؤيا قال فإن رأى أحد قصها فيقول ما شاء الله فسألنا يوما فقال هل رأى أحد منكم رؤيا قلنا لا قال لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة وفي سياق القصة قال ـ صلى الله عليه الصلاة والسلام ـ : " فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم على وسط النهر وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان ثم فسر له هؤلاء بأنهم آكلوا الربا " .
لذلك علي الإنسان *أن يعود بسرعة عن أكل الحرام فعن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اجعلوا بينكم وبين الحرام سترة من الحلال " [ صححه الشيخ الألباني ]. و**أن يتحري الحلال في أكله وشربه وتعامله روي الطبراني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " طلب الحلال واجب على كل مسلم" . *** ويأكل الحلال( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) . وفي تحري الحلال وترك الحرام فوائد عظام . 1ـ أكل الحلال صلاح للقلوب : ، فهذا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول " الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات …….. عقب ذلك بقوله " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " قال المناوي : فهو ملك والأعضاء رعيته ، وهي تصلح بصلاح الملك ، وتفسد بفساده وأوقع هذا عقب قوله " الحلال بين " إشعاراً بأن أكل الحلال ينوره ويصلحه والشُّبه تقسيه .2ــ أكل الحلال نجاة من الهلاك: ومن وقع في الحرام فهو داخل في قوله تعالى : " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " إذ هو في مظنة الهلكة إلا أن يتغمده الله برحمته. قال سهل بن عبد الله : النجاة في ثلاثة (أكل الحلال، وأداء الفرائض، والاقتداء بالنبي صلى اللّه عليه وسلم ) . وقال : ولا يصح أكل الحلال إلا بالعلم ، ولا يكون المال حلالا حتى يصفو من ست خصال (الربا والحرام والسحت والغلول والمكروه والشبهة) .3ــ ومن أكل الحرام حرم لذة الإيمان: روي الإمام الترمذي وصححه الألباني عن كعب بن عجرة قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي ، فمن غَشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ، ولا يرد علي الحوض ، ومن غشي أبوابهم أو لم يغش فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض .يا كعب بن عجرة : الصلاة برهان ، والصوم جنة حصينة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.يا كعب بن عجرة : إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولي به" .
الثانية:
يقول الله " يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرّبَا إِن كُنْتُمْ مّؤْمِنِينَ * فَإِن لّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ * وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىَ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدّقُواْ خَيْرٌ لّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاتّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمّ تُوَفّىَ كُلّ نَفْسٍ مّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" .
هذه الآيات تدعو عباد الله للبعد عن الربا والتوبة منه ويكون ذلك بترك هذه الزيادة للناس لا سيما هم فقراء معدومون والاكتفاء بأخذ رأس المال فقط . ولوكان المدين ذو عسرة فينظره إلي ميسرة حتى يستظل بظل العرش يوم القيامة . وهذه هي القروض الحسنة( قروض بلا فائدة دنيوية ) وقد تكفل الله بالفائدة واسمع لربك " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون " . منقوووووووووووووووووول
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى