بابا الفاتيكان من على جبل نبو بالأردن : العلاقة لا يمكن أن تنقطع بين الكنيسة الكاثوليكية والشعب اليهودي!! وليعجل الرب مجيء ملكوته، لنشاهد تحقيق "مخطط الخلاص"!!
الأحد 10 مايو 2009, 08:21
يتمكن بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر أن يخفي انتماءه للكيان الصهيوني الإرهابي بل "عشقه" له، أو أن يتحلى بـ "الصبر" وإحترام ضرورات الضيافة لحين وصوله إلى ذلك الكيان الصنيع، ليؤكد الحقيقة المكشوفة والمفضوحة عن علاقة الفاتيكان بعصابة الصهاينة، حتى أطلقها اليوم (السبت) مدوية ومن على ارتفاع 840 مترا من قمة جبل "نيبو"بأنه " لا يمكن أن تنقطع العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والشعب اليهودي"، بحسب قوله.
يشار إلى أن أغلبية الشعب اليهودي إختار الحركة الصهيونية طريقا له لسلب فلسطين التاريخية أرضا، وتجريد أصحابها الأصليين من إنسانيتهم والتنكيل بهم بشتى صنوف الإرهاب، كما أن العديد من القيادات المسيحية الأردنية إتهمت الفاتيكان بأنه مخترق من اللوبي الصهيوني ويمرر أجنداته، وتعارض تلك القيادات المسيحية قرار الفاتيكان مؤخرا تبرئة اليهود من دم المسيح عليه السلام.
جاء ذلك أثناء الزيارة التي قام بها اليوم بابا الفاتيكان إلى جبل "نيبو" وقال فيها "يذكرنا تقليد الحجاج القديم إلى الأماكن المقدسة بالرباط الوثيق الذي يوحد الكنيسة مع الشعب اليهودي"، مشيرا إلى "إن الكنيسة في هذه الأرض ومنذ البدايات كرمت تذكار شخصيات العهد القديم في طقوسها، دلالة على تقديرها العميق للوحدة بين العهدين وأنه شواقا لتخطي كل عقبة تعترض درب المصالحة بين المسيحيين واليهود "، أي العهد القديم (اليهودي) والعهد الجديد (المسيحي).
ومضى البابا بكلماته التي تنم عن المخطط الخطير الذي يحاك للمنطقة، تمهيدا لمعركة فناء الكون (الهرمجدون) للعيش في الألفية السعيدة "مخطط الخلاص"، والعودة الثانية للسيد المسيح، بعد إقامة الدولة اليهودية الخالصة على أرض فلسطين التاريخية، بسحب إعتقادهم، وقال"لنرفع عيوننا وقلوبنا نحو العلي، نحن المجتمعين في هذا المكان المقدس وفيما نستعد لتلاوة الصلاة التي علمنا اياها الرب اليسوع، فلنسأله أن يعجل مجيء ملكوته، فنشاهد ونرى هكذا تحقيق مخطط الخلاص وتمامه".
يشار إلى أن جبل "نيبو" هو المكان الذي وصل إليه سيدنا موسى عليه السلام قادما من سيناء مصر مارا في طريق الملوك، حيث توفي أخاه هارون بالقرب من مدينة البتراء، وذلك بعد أن عصى أتباع موسى من بني إسرائيل أمر الله سبحانه وتعالى لهم ورفضوا التوجه إلى الأرض المباركة، وتاهوا في صحراء سيناء بأمر الله عز وجل، فهم من العصامة الفاسقين الذين حرم الله سبحانه عليهم دخول الأرض المقدسة، فلسطين.
وهنا قال أتباع سيدنا موسى العصاة الفاسقين له، كما ورد في القرآن الكريم، " قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ" وتابعوا بغيهم قائلين "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون"، فما كان من سيدنا موسى عليه السلام إلا أن قال لله عز وجل: "قال ربي إني لا أملك إلا نفسي و أخي ففرق بيننا و بين القوم الفاسقين" فأجابه رب العزة والجلالة: "قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ".. وهنا جاء طلب سيدنا موسى عليه السلام، كما يقول الحافظ ولي الدين العراقي في حديث أبي هريرة أن موسى قال: "رب أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر"، فوصل سيدنا موسى عليه السلام إلى جبل نيبو، وتتجلى به معاني "الدنو"، أنه قريب جدا من إرتفاع شاهق إلى الأرض المقدسة دون أن يدخلها.
ودعا البابا إلى مصالحة بين المسيحيين واليهود قائلا إن الحج إلى الأراضي المقدسة يذكر بالعلاقة التي لا يمكن أن تنقطع بين الكنيسة الكاثوليكية والشعب اليهودي.
وعلى ارتفاع 840 م، توقف البابا لبضع دقائق فوق الجبل الذي يعتقد أنه يحوي قبر النبي موسى -عليه السلام- (40 كم جنوب غرب عمَّان)، ونظر إلى القدس المحتلة التي تلوح في الأفق كما يقال إن النبي موسى فعل قديما حينما نظر إلى الأرض المقدسة.
وفي تلك الأثناء دعا بابا الفاتيكان كلا من اليهود والمسيحيين إلى عقد مصالحة بينهما: "تملؤني الرغبة اليوم في أن نستمع بمحبة من جديد إلى الكتاب المقدس، ونتغلب على كل العوائق التي تعطل المصالحة والاحترام والتعاون الكامل بيننا".
وقال البابا في اليوم الثاني من رحلة الحج إلى الأراضي المقدسة: إن "التقليد القديم بالحج إلى الأراضي المقدسة يذكرنا بالرابط غير القابل للكسر الذي يوحد الكنيسة (الكاثوليكية التي تمثل أكثر من مليار مسيحي) والشعب اليهودي".
وأضاف البابا الذي يصف نفسه في هذه الرحلة بأنه "حاج من أجل السلام": "منذ البدء استذكرت الكنيسة على هذه الأرض بطقوسها الرموز العظام في العهد القديم كإشارة إلى الوعي العميق بوحدة العهدين (الجديد والقديم)".
وعبر البابا عن أمله بأن يكون لقاء اليوم "إلهاما للمحبة المتجددة لكتابات العهد القديم، والرغبة بالتغلب على كل العقبات التي تواجه المصالحة بين المسيحيين واليهود، بالاحترام المتبادل والتعاون في خدمة السلام الذي تأمرنا به كلمة الرب".
وجبل "نبو" الذي يسمى أيضا بـ"الصياغة"، وهي كلمة سريانية تعني الحد أو الدير، يستطيع المرء أن يرى من أعلى قمته قبة الصخرة وقبب الكنائس في المدينة المقدسة.
أحييكم جميعاً بعاطفة ربنا يسوع المسيح في هذا المكان المقدس المكرس لتذكار النبي موسى. أشكر الرئيس العام لرهبنة الإخوة الأصاغر الأب خوسيى رودريغي كاربالو على كلمته الترحيبية الصادقة. أغتنم الفرصة أيضاً لأعرب عن امتناني والكنيسة جمعاء لرهبان حراسة الأرض المقدسة على حضورهم منذ قرون في هذه البلاد وعلى أمانتهم البهجة لكاريزما القديس فرنسيس وعلى رعايتهم السخية من أجل الرفاه الروحي والمادي للجماعات المسيحية المحلية ولأعداد لا تحصى من الحجاج الذين يزورون الأرض المقدسة. وأريد أن أذكر أيضاً، بامتنان خاص، بالأب الراحل ميكيلي بيشيريللو، الذي كرس حياته لدراسوة العصور المسيحية القديمة والمدفون في هذا المكان الذي كان عزيزاً على قلبه.
حري أن تبدأ رحلة حجي من على هذا الجبل حيث تأمل موسى بعيداً في الأرض الموعودة. إن المنظر الخلاب الذي ينجلي أمام باحة هذا المزار، يدعونا للتفكير كيف أن الرؤية النبوية تعانقت بشكل سري مخطط الخلاص الكبير الذي أعده الله لشعبه. في وادي الأردن الجاري تحتنا، أتى يوحنا المعمدان في ملء الأزمنة ليهيىء الطريق للرب. وفي مياه الأردن وبعد أن اعتمد عن يوحنا، تم الإعلان عنه كابن الله الحبيب، وبعد أن مسحه الروح القدس افتتح رسالته العامه. ومن نهر الأردن أيضاً، انتشر الإنجيل بواسطة تبشير المسيح وآياته وعجائبه أولاً، ومن ثم، بعد قيامته وحلول الروح القدس يوم العنصرة، بواسطة عمل رسله وتلاميذه حتى أقاصي الأرض.
وعلى هضبة جبل نيبو، تدعونا ذكرى موسى النبي كي :نرفع أعيننا" ونعانف بامتنان ليس آيات الله الرائعة في الماضي وحسب، بل لنتطلع بإيمان ورجاء نحو المستقبل الذي أعده الله لنا وللعالم أجمع. لقد دعينا أيضاً باسمنا مثل موسى، كي نتهيأ للخروج من الخطيئة والعبودية والعبور إلى الحياة والحرية، إذ قد أعطي لنا وعد صادق بأن يقود الله مسيرتنا. وفي مياه المعمودية، عبرنا من عبودية الخطيئة إلى حياة جديدة ورجاء جديد. إننا نذوق في شركة الكنيسة وهي جسد المسيح، ونتمتع برؤية ومشاهدة المدينة السماوية، أورشليم الجديدة، حيث يكون الله كلا في الكل. ومن هذا الجبل المقدس، يوجه موسى ألحاظنا إلى العلى، نحو تمام وعود الله كلها بالمسيح.
من بعيد تأمل موسى أرض الميعاد في ختام حجه الأرضي. لذلك فإن مثاله يذكرنا أننا جزء من حج شعب الله خارج الزمن وعبر التاريخ. فنحن مدعوون، على خطى الأنبياء والرسل والقديسيين، لمواصلة رسالة الرب ومتابعتها والشهادة لإنجيل محبة الله ورحمته الشاملتين، والإعداد لمجيء ملكوت المسيح من خلال أعمال المحبة والخير نحو الفقراء، وجهودنا المكثفة لنكون خميرة مصالحة وغفران وسلام في العالم المحيط بنا. نعلم جيداً أننا كموسى ومع كل الاحتمالات، لن نرى ملء تحقيق مخطط الله ونحن على قيد الحياة، ومع ذلك، كلنا ثقة في أننا سنسهم في تقويم طريق الرب واستقبال فجر ملكوته حينما نتمم عملنا بالأمانة للدعوة التي وهبناها. ونعرف أن الله، الذي أوحى باسمه لموسى على أنه وعد البقاء إلى جانبنا (راجع خروج 3/14)، هو سيمنحنا قوة المثابرة بالرجاء السعيد وسط الآلام والمحن والإضطرابات.
ومنذ العصور الأولى، قدم المسيحيون حاجين إلى الأماكن المرتبطة بتاريخ الشعب المختار وبأحداث حياة المسيح والكنيسة الناشئة. إن حجي اليوم يواصل ويؤكد هذا التقليد العظيم المرتكز إلى شوق الرؤية والمشاهدة واللمس والتذوق عبر الصلاة والتأمل، الأماكن التي باركها المسيح مخلصنا بحضوره الحسي وأمه المباركة والرسل والتلاميذ الأولون الذين رأوه قائماً من بين الأموات. وعلى خطى قوافا الحجاج التي لا عد لها الذين سبقونا عبر الأجيال والعصور، نجد أنفسنا مدفوعين نحو تقدير أفضل لعطية إيماننا وللنمو في تلك الشركة التي تفوق حدود اللغة والعرق والثقافة كافة.
يذكرنا تقليد الحجاج القديم إلى الأماكن المقدسة بالرباط الوثيق الذي يوحد الكنيسة مع الشعب اليهودي. إن الكنيسة في هذه الأرض، ومنذ البدايات، كرمت شخصيات العهد القديم في طقوسها وليتورجيتها الخاصة، دلالة على تقديرها العميق للوحدة بين العهدين., ليلهم فينا لقاؤنا اليوم محبة متجددة لأسفار العهد القديم وشوقاً لتخطي كل عقبة تعترض درب المصالحة بين المسيحيين واليهود، على أساسا الاحترام المتبادل والتعاون في سبيل السلام الذي يدعونا إليه كلام الله.
أيها الأصدقاء الكرام، لنرفع عيوننا وقلوبنا نحو العلى، نحن المجتمعين في هذا المكان المقدس. وفيما نستعد لتلاوة الصلاة التي علمناها الرب يسوع، فلنسأله أن يعجّل مجيء ملكوته، فنشاهد ونرى هكذا تحقيق مخطط الخلاص وتمامه، ونختبر مع القديس فرنسيس وجميع الحجاج الذي سبقونا، المطبوعين بوسم الإيمان، عطية السلام العالية عن الوصف –سلام وصلاح- التي تنتظرنا في أورشليم السماوية.
يشار إلى أن أغلبية الشعب اليهودي إختار الحركة الصهيونية طريقا له لسلب فلسطين التاريخية أرضا، وتجريد أصحابها الأصليين من إنسانيتهم والتنكيل بهم بشتى صنوف الإرهاب، كما أن العديد من القيادات المسيحية الأردنية إتهمت الفاتيكان بأنه مخترق من اللوبي الصهيوني ويمرر أجنداته، وتعارض تلك القيادات المسيحية قرار الفاتيكان مؤخرا تبرئة اليهود من دم المسيح عليه السلام.
جاء ذلك أثناء الزيارة التي قام بها اليوم بابا الفاتيكان إلى جبل "نيبو" وقال فيها "يذكرنا تقليد الحجاج القديم إلى الأماكن المقدسة بالرباط الوثيق الذي يوحد الكنيسة مع الشعب اليهودي"، مشيرا إلى "إن الكنيسة في هذه الأرض ومنذ البدايات كرمت تذكار شخصيات العهد القديم في طقوسها، دلالة على تقديرها العميق للوحدة بين العهدين وأنه شواقا لتخطي كل عقبة تعترض درب المصالحة بين المسيحيين واليهود "، أي العهد القديم (اليهودي) والعهد الجديد (المسيحي).
ومضى البابا بكلماته التي تنم عن المخطط الخطير الذي يحاك للمنطقة، تمهيدا لمعركة فناء الكون (الهرمجدون) للعيش في الألفية السعيدة "مخطط الخلاص"، والعودة الثانية للسيد المسيح، بعد إقامة الدولة اليهودية الخالصة على أرض فلسطين التاريخية، بسحب إعتقادهم، وقال"لنرفع عيوننا وقلوبنا نحو العلي، نحن المجتمعين في هذا المكان المقدس وفيما نستعد لتلاوة الصلاة التي علمنا اياها الرب اليسوع، فلنسأله أن يعجل مجيء ملكوته، فنشاهد ونرى هكذا تحقيق مخطط الخلاص وتمامه".
يشار إلى أن جبل "نيبو" هو المكان الذي وصل إليه سيدنا موسى عليه السلام قادما من سيناء مصر مارا في طريق الملوك، حيث توفي أخاه هارون بالقرب من مدينة البتراء، وذلك بعد أن عصى أتباع موسى من بني إسرائيل أمر الله سبحانه وتعالى لهم ورفضوا التوجه إلى الأرض المباركة، وتاهوا في صحراء سيناء بأمر الله عز وجل، فهم من العصامة الفاسقين الذين حرم الله سبحانه عليهم دخول الأرض المقدسة، فلسطين.
وهنا قال أتباع سيدنا موسى العصاة الفاسقين له، كما ورد في القرآن الكريم، " قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ" وتابعوا بغيهم قائلين "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون"، فما كان من سيدنا موسى عليه السلام إلا أن قال لله عز وجل: "قال ربي إني لا أملك إلا نفسي و أخي ففرق بيننا و بين القوم الفاسقين" فأجابه رب العزة والجلالة: "قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ".. وهنا جاء طلب سيدنا موسى عليه السلام، كما يقول الحافظ ولي الدين العراقي في حديث أبي هريرة أن موسى قال: "رب أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر"، فوصل سيدنا موسى عليه السلام إلى جبل نيبو، وتتجلى به معاني "الدنو"، أنه قريب جدا من إرتفاع شاهق إلى الأرض المقدسة دون أن يدخلها.
ودعا البابا إلى مصالحة بين المسيحيين واليهود قائلا إن الحج إلى الأراضي المقدسة يذكر بالعلاقة التي لا يمكن أن تنقطع بين الكنيسة الكاثوليكية والشعب اليهودي.
وعلى ارتفاع 840 م، توقف البابا لبضع دقائق فوق الجبل الذي يعتقد أنه يحوي قبر النبي موسى -عليه السلام- (40 كم جنوب غرب عمَّان)، ونظر إلى القدس المحتلة التي تلوح في الأفق كما يقال إن النبي موسى فعل قديما حينما نظر إلى الأرض المقدسة.
وفي تلك الأثناء دعا بابا الفاتيكان كلا من اليهود والمسيحيين إلى عقد مصالحة بينهما: "تملؤني الرغبة اليوم في أن نستمع بمحبة من جديد إلى الكتاب المقدس، ونتغلب على كل العوائق التي تعطل المصالحة والاحترام والتعاون الكامل بيننا".
وقال البابا في اليوم الثاني من رحلة الحج إلى الأراضي المقدسة: إن "التقليد القديم بالحج إلى الأراضي المقدسة يذكرنا بالرابط غير القابل للكسر الذي يوحد الكنيسة (الكاثوليكية التي تمثل أكثر من مليار مسيحي) والشعب اليهودي".
وأضاف البابا الذي يصف نفسه في هذه الرحلة بأنه "حاج من أجل السلام": "منذ البدء استذكرت الكنيسة على هذه الأرض بطقوسها الرموز العظام في العهد القديم كإشارة إلى الوعي العميق بوحدة العهدين (الجديد والقديم)".
وعبر البابا عن أمله بأن يكون لقاء اليوم "إلهاما للمحبة المتجددة لكتابات العهد القديم، والرغبة بالتغلب على كل العقبات التي تواجه المصالحة بين المسيحيين واليهود، بالاحترام المتبادل والتعاون في خدمة السلام الذي تأمرنا به كلمة الرب".
وجبل "نبو" الذي يسمى أيضا بـ"الصياغة"، وهي كلمة سريانية تعني الحد أو الدير، يستطيع المرء أن يرى من أعلى قمته قبة الصخرة وقبب الكنائس في المدينة المقدسة.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة البابا أثناء زيارته جبل نيبو
أحييكم جميعاً بعاطفة ربنا يسوع المسيح في هذا المكان المقدس المكرس لتذكار النبي موسى. أشكر الرئيس العام لرهبنة الإخوة الأصاغر الأب خوسيى رودريغي كاربالو على كلمته الترحيبية الصادقة. أغتنم الفرصة أيضاً لأعرب عن امتناني والكنيسة جمعاء لرهبان حراسة الأرض المقدسة على حضورهم منذ قرون في هذه البلاد وعلى أمانتهم البهجة لكاريزما القديس فرنسيس وعلى رعايتهم السخية من أجل الرفاه الروحي والمادي للجماعات المسيحية المحلية ولأعداد لا تحصى من الحجاج الذين يزورون الأرض المقدسة. وأريد أن أذكر أيضاً، بامتنان خاص، بالأب الراحل ميكيلي بيشيريللو، الذي كرس حياته لدراسوة العصور المسيحية القديمة والمدفون في هذا المكان الذي كان عزيزاً على قلبه.
حري أن تبدأ رحلة حجي من على هذا الجبل حيث تأمل موسى بعيداً في الأرض الموعودة. إن المنظر الخلاب الذي ينجلي أمام باحة هذا المزار، يدعونا للتفكير كيف أن الرؤية النبوية تعانقت بشكل سري مخطط الخلاص الكبير الذي أعده الله لشعبه. في وادي الأردن الجاري تحتنا، أتى يوحنا المعمدان في ملء الأزمنة ليهيىء الطريق للرب. وفي مياه الأردن وبعد أن اعتمد عن يوحنا، تم الإعلان عنه كابن الله الحبيب، وبعد أن مسحه الروح القدس افتتح رسالته العامه. ومن نهر الأردن أيضاً، انتشر الإنجيل بواسطة تبشير المسيح وآياته وعجائبه أولاً، ومن ثم، بعد قيامته وحلول الروح القدس يوم العنصرة، بواسطة عمل رسله وتلاميذه حتى أقاصي الأرض.
وعلى هضبة جبل نيبو، تدعونا ذكرى موسى النبي كي :نرفع أعيننا" ونعانف بامتنان ليس آيات الله الرائعة في الماضي وحسب، بل لنتطلع بإيمان ورجاء نحو المستقبل الذي أعده الله لنا وللعالم أجمع. لقد دعينا أيضاً باسمنا مثل موسى، كي نتهيأ للخروج من الخطيئة والعبودية والعبور إلى الحياة والحرية، إذ قد أعطي لنا وعد صادق بأن يقود الله مسيرتنا. وفي مياه المعمودية، عبرنا من عبودية الخطيئة إلى حياة جديدة ورجاء جديد. إننا نذوق في شركة الكنيسة وهي جسد المسيح، ونتمتع برؤية ومشاهدة المدينة السماوية، أورشليم الجديدة، حيث يكون الله كلا في الكل. ومن هذا الجبل المقدس، يوجه موسى ألحاظنا إلى العلى، نحو تمام وعود الله كلها بالمسيح.
من بعيد تأمل موسى أرض الميعاد في ختام حجه الأرضي. لذلك فإن مثاله يذكرنا أننا جزء من حج شعب الله خارج الزمن وعبر التاريخ. فنحن مدعوون، على خطى الأنبياء والرسل والقديسيين، لمواصلة رسالة الرب ومتابعتها والشهادة لإنجيل محبة الله ورحمته الشاملتين، والإعداد لمجيء ملكوت المسيح من خلال أعمال المحبة والخير نحو الفقراء، وجهودنا المكثفة لنكون خميرة مصالحة وغفران وسلام في العالم المحيط بنا. نعلم جيداً أننا كموسى ومع كل الاحتمالات، لن نرى ملء تحقيق مخطط الله ونحن على قيد الحياة، ومع ذلك، كلنا ثقة في أننا سنسهم في تقويم طريق الرب واستقبال فجر ملكوته حينما نتمم عملنا بالأمانة للدعوة التي وهبناها. ونعرف أن الله، الذي أوحى باسمه لموسى على أنه وعد البقاء إلى جانبنا (راجع خروج 3/14)، هو سيمنحنا قوة المثابرة بالرجاء السعيد وسط الآلام والمحن والإضطرابات.
ومنذ العصور الأولى، قدم المسيحيون حاجين إلى الأماكن المرتبطة بتاريخ الشعب المختار وبأحداث حياة المسيح والكنيسة الناشئة. إن حجي اليوم يواصل ويؤكد هذا التقليد العظيم المرتكز إلى شوق الرؤية والمشاهدة واللمس والتذوق عبر الصلاة والتأمل، الأماكن التي باركها المسيح مخلصنا بحضوره الحسي وأمه المباركة والرسل والتلاميذ الأولون الذين رأوه قائماً من بين الأموات. وعلى خطى قوافا الحجاج التي لا عد لها الذين سبقونا عبر الأجيال والعصور، نجد أنفسنا مدفوعين نحو تقدير أفضل لعطية إيماننا وللنمو في تلك الشركة التي تفوق حدود اللغة والعرق والثقافة كافة.
يذكرنا تقليد الحجاج القديم إلى الأماكن المقدسة بالرباط الوثيق الذي يوحد الكنيسة مع الشعب اليهودي. إن الكنيسة في هذه الأرض، ومنذ البدايات، كرمت شخصيات العهد القديم في طقوسها وليتورجيتها الخاصة، دلالة على تقديرها العميق للوحدة بين العهدين., ليلهم فينا لقاؤنا اليوم محبة متجددة لأسفار العهد القديم وشوقاً لتخطي كل عقبة تعترض درب المصالحة بين المسيحيين واليهود، على أساسا الاحترام المتبادل والتعاون في سبيل السلام الذي يدعونا إليه كلام الله.
أيها الأصدقاء الكرام، لنرفع عيوننا وقلوبنا نحو العلى، نحن المجتمعين في هذا المكان المقدس. وفيما نستعد لتلاوة الصلاة التي علمناها الرب يسوع، فلنسأله أن يعجّل مجيء ملكوته، فنشاهد ونرى هكذا تحقيق مخطط الخلاص وتمامه، ونختبر مع القديس فرنسيس وجميع الحجاج الذي سبقونا، المطبوعين بوسم الإيمان، عطية السلام العالية عن الوصف –سلام وصلاح- التي تنتظرنا في أورشليم السماوية.
- وسط رفض إسلامي.. بابا الفاتيكان في الأردن لتدشين "مركز حج كاثوليكي"
- الكنيسة الكاثوليكية بفرنسا تحذر من حظر النقاب
- يا بابا الفاتيكان وياالعالم الحر لاتنس محرقة غزة holocauste de gaza
- كالديرون :" الأمور تسير كما هو مخطط لها , و عما قريب سـ تروه بـ القميص الأبيض بـ شكل سريع "
- من الصدف العجيبة أتفاق بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر وشيخ الزاوية العلاوية على موضوع البيئة؟؟؟؟؟
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى