الكويت: دخول تاريخي للمرأة للبرلمان وتراجع السلفيين والاخوان وتقدم الشيعة

فجرت نتائج انتخابات مجلس الامة الكويتي والتي اعلنت امس الاحد مفاجأة من العيار الثقيل غيرت من تركيبة المجلس الذكورية بوصول اربع سيدات، فكانت تجربة المرأة الكويتية الثالثة مع الانتخابات 'ثابتة' اوجدت صفة نائبة لأول مرة في تاريخ الكويت البرلماني.
والبرلمانيات الاربع هن الاكاديميات الدكتورة معصومة المبارك (وزيرة في ثلاث حكومات سابقة)، والتي حصلت على المركز الاول في الدائرة الانتخابية الاولى والدكتورة أسيل العوضي التي حلت بالمرتبة الثانية في الدائرة الانتخابية الثالثة والدكتورة سلوى الجسار التي احتلت المقعد العاشر في الدائرة الثانية والدكتورة رولا دشتي التي جاءت في المركز السابع في الدائرة الانتخابية الثالثة.
ووصول السيدات الاربع لمقاعد في مجلس الأمة لا يمثل نقطة تحول سياسية فقط، انما هو تغيير في المفاهيم الاجتماعية داخل المجتمع الكويتي الذي اختصر الوقت ووفر الجهد على المرأة لتصل الى المجلس بعد مرور اربع سنوات من حصول المرأة على الحق السياسي، وهو عمر قصير اذا ما قورن بتجارب الدول العربية حسبما يرى مراقبون.
واكد أكاديميون وناشطون سياسيون لوكالة الانباء الكويتية 'كونا' ان المرأة الكويتية استطاعت ان تحقق معادلة صعبة في زمن صعب وبسرعة أدهشت من حولها وبهذا تكون قد سجلت سابقة في تاريخ البرلمانات العربية كما تدل النتائج على تحقيق نقلة نوعية في السلوك السياسي للناخب الكويتي.
واخفقت النساء في الفوز بأي مقعد في انتخابات عامي 2006 و2008 التي جرت في الكويت المحافظة حيث ما زال ينظر على نطاق واسع إلى السياسة على أنها حكر على الرجال.
ومقابل هذا 'الانتصار النسائي'، تراجع الاسلاميون السنة بشكل ملحوظ وحقق الشيعة تقدما لافتا مضاعفين تقريبا حضورهم في الندوة البرلمانية، فيما بلغت نسبة المشاركة في الاقتراع بحسب وكالة الانباء الكويتية 'كونا' حوالي 58'.
وربما لا تكون المكاسب التي جاءت على حساب الاسلاميين كافية لانهاء الصراع المستمر منذ فترة طويلة بين الحكومة والبرلمان. وقاد الاسلاميون المعارضة داخل البرلمان لجهود الحكومة الخاصة بالاصلاح الاقتصادي وتحالفوا مع الشخصيات القبلية المحافظة التي فازت بخمسة وعشرين مقعدا.
وبشكل عام، تراجعت قوة الاسلاميين السنة ومؤيديهم من 21 مقعدا في البرلمان السابق الى 11 في المجلس المنتخب.
وبدلا من الحلول في المراكز الاولى بين الفائزين كما كانت الحال في الانتخابات السابقة السنة الماضية، حل عدد من الاسلاميين في المراتب الاخيرة بين الفائزين.
وفي المقابل، عزز الليبراليون حضورهم في البرلمان وفازوا بمقعد اضافي وباتوا يسيطرون على ثمانية مقاعد.
اما الشيعة الذين يمثلون ثلث المواطنين في الكويت، فقد ضاعفوا تقريبا حضورهم وفازوا بتسعة مقاعد مقارنة بخمسة مقاعد في البرلمان المنحل.
اما كتلة العمل الشعبي بزعامة البرلماني المخضرم احمد السعدون فقد فازت بثلاثة مقاعد مقارنة بأربعة مقاعد في البرلمان المنحل.