غفرانك أماه ..

مضى آخر يوم أحد من شهر ماي وكأنه لا يعني للكثيرين أي شيء، بل أكاد أجزم أن الغالبية لا تعرف ما يعنيه هذا اليوم رغم أنهم يحفظون ظهر عن قلب ما تمثله بعض التواريخ الأخرى التي لا تساوي شيئا مع ما يمثله هذا اليوم، إنه عيد أغلى ما يمكن أن يملكه المرء في هذا الوجود، إنه عيد من يفوق حبها إليك حب الصديق والخليل، إنه عيد من إذا فقدنها فلن يعوض مكانها أحد، إنه عيد من فضلها الرسول على أبيك ثلاث أضعاف وجعل الجنة تحت أقدامها، هي أمك التي تفرح لفرحك ولا تقر لها عين لحزنك، فأين هي تلك الجمعيات التي أقامت الدنيا ولم تقعدها في إحدى أيام مارس !? هرج ومرج باسم المرأة، حفلات صاخبة وكلمات معسولة بمعاني زائفة، نفذت الورود من الأسواق والتهبت أسعارها، لكن كل شيء يهون من أجل المرأة، هاته الأخيرة تخلت عن قيمتها وربما كرامتها من أجل نصف يوم تهاطلت فيه عليها التهاني وجرفتها الأماني، الكل يتسابق من أجل أن يكون أول المهنئين ويتفنن في انتقاء أحلى عبارات المجاملة، المرأة تستحق أكثر من ذلك لكن بمشاعر ونوايا صادقة وليس بكلمة حق يراد بها باطل، أوليست الأم امرأة!? ألا تستحق وردة، ابتسامة،كلمة أحبك .. أم أنها لا تعي مثل هذه المعاني، لم أهنئ أين كانت في الثامن مارس، ليس لأنني ضد هذا العيد بل لأن صوتي ما كان ليسمع في ظل تعالي أصوات المهرجين والمنافقين، فآثرت أن أحتفظ بتلك التهنئة لأبعثها اليوم عبر رسالة سماوية لروح والدتي في الحياة الأبدية آملا في كسب رضاها الذي يغنيني عن جميع ابتسامات نساء الدنيا، وبرسالة أخرى عبر هذا العمود يا أم طه أقول فيها لك ولكل الأمهات كل عام وأنتن بألف خير، نيابة عن أبناؤكن الذين وإن لم يقولوها لكن إلا أنهم بالتأكيد يحبونكن، فاغفروا لهم غفلتهم وتجاوزا عن تقصيرهم.